في خطوة غير متوقعة ولافتة، تم تعيين جابرييل أتال، البالغ من العمر 34 عامًا، رئيسًا للوزراء في فرنسا، ليصبح بذلك أصغر رئيس حكومة في تاريخ الجمهورية الخامسة، إلا أن هذه الخطوة أثارت ردود فعل متباينة في الساحة السياسية الفرنسية، إذ اختلفت ردود الفعل ما بين الترحيب والاستنكار لتعيين أتال رئيسًا جديدًا للوزراء، حيث يراه البعض امتدادًا لسياسات ماكرون بينما ينتقده آخرون لعدم ارتباطه بالشارع الفرنسي.
الردود الإيجابية
رد الرئيس ماكرون بشكل فوري على القرار مغردًا على وسائل التواصل الاجتماعي، بتفاؤله وثقته في أداء جابرييل أتال. وقال: "عزيزي جابرييل أتال، أعلم أنني يمكنني الاعتماد على طاقتك والتزامك لتنفيذ مشروع إعادة التسليح والتجديد الذي أعلنت عنه. في وفاء لروح عام 2017: تجاوز وجرأة. في خدمة الوطن والفرنسيين".
Cher @GabrielAttal, je sais pouvoir compter sur votre énergie et votre engagement pour mettre en œuvre le projet de réarmement et de régénération que j’ai annoncé. Dans la fidélité à l’esprit de 2017 : dépassement et audace. Au service de la Nation et des Français.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) January 9, 2024
رحّب حزب "رينيسانس" الرئاسي بتعيين أتال، ووصفه رئيس نواب الحزب سيلفان مايار بأنه سيحمل مشروعهم بإخلاص.
كذلك رحّب حزب "النهضة" الرئاسي في البرلمان بالقرار، حيث كتب سيلفان مايار، رئيس الكتلة في الجمعية الوطنية، على تويتر: "تهانينا لجابرييل أتال، أنا واثق أنك ستكون قادرًا على حمل مشروعنا بإخلاص وتجسيد القيم التي نتبناها. سيكون النواب من "النهضة" حلفاء وفي الوقت نفسه مطالبين لمواجهة تحديات بلادنا ومواصلة الإصلاحات من أجل الفرنسيين".
الردود السلبية
لكن، لم تكن كل ردود الفعل إيجابية بالكامل، فقد أشاد إريك سيوتي، رئيس حزب الجمهوريين، بتعيين "أتال" وفي الوقت نفسه طالب بـ"نهاية اللعب على وتيرة مزدوجة". وأعرب برونو ريتالو، رئيس الجمهوريين في مجلس الشيوخ، عن تفاؤله قائلًا: "سيكون رئيسًا للوزراء جيدًا إذا قاد سياسة لإعادة هيكلة الحسابات العامة واستعادة السلطة وإعادة بناء خدماتنا العامة المتهدمة".
C’est aux actes que nous jugerons Gabriel Attal. Il sera un bon Premier ministre s’il parvient à mener une bonne politique pour la France : une politique de redressement des comptes publics, de retour de l’autorité et de reconstruction de nos services publics effondrés. Mais il…
— Bruno Retailleau (@BrunoRetailleau) January 9, 2024
استياء اليسار
ومع ذلك، أبدى اليسار استياءه من التعيين، حيث اعتبر جان لوك ميلانشون زعيم حركة فرنسا الأبية أن أتال "يرتبط مرة أخرى بوظيفته كناطق رسمي". وأضاف: "وظيفة رئيس الحكومة تختفي، والرئيس الحاكم يحكم بمفرده مع محاكمه. ويل للشعوب التي يكون أمراؤها أطفالًا".
Que peuvent espérer les Français de ce 4e Premier ministre et de ce 5e gouvernement en sept ans ? Rien. Lassés de ce ballet puéril des ambitions et des egos, ils attendent un projet qui les remette au cœur des priorités publiques. Ce chemin vers l’alternance commence le 9 juin.
— Marine Le Pen (@MLP_officiel) January 9, 2024
صرّح إيان بروسات، المتحدث باسم الحزب الشيوعي الفرنسي، بأن "ماكرون، الذي يحب نفسه فقط، يعين نسخة منه في قصر ماتينيون". وأضاف أوليفييه فور، الأمين العام للحزب الاشتراكي: "إن إيمانويل ماكرون يتناوب على نفسه"، في حين وصفت مارين لوبان، رئيسة الرابطة الوطنية والمرشحة الرئاسية السابقة، أتال بأنه "دمية جديدة في ماتينيون"، وأشارت إلى "رقصة طفولية للطموحات والأنا".