في خطوة غير مسبوقة، نشر لويك سينيور، المتحدث باسم حزب النهضة الحاكم في فرنسا، فيديو يغير فيه محتوى خطاب التهاني السنوي لزعيمة حزب "التجمع الوطني"، مارين لوبان، مما جعلها تتحدث باللغة الروسية باستخدام الذكاء الاصطناعي. ليثير هذا التصرف الجدل في الساحة السياسية الفرنسية، خاصة في ظل التوترات الدائمة بين الحزب الحاكم والتجمع الوطني حول العلاقات مع روسيا.
L’IA fait encore plus peur lorsqu’elle se rapproche de la réalité. Retrouvez les vœux 2024 de #MarinePoutine. 🇷🇺 pic.twitter.com/4oTWv9VKU4
— Loïc Signor (@PorteParole_RE) December 31, 2023
التوترات السياسية
تشير صحيفة "ليزيكو" الفرنسية، إلى أن الحزب الحاكم يستند إلى مقال طويل نشرته "واشنطن بوست" للتأكيد على الروابط بين حزب التجمع الوطني وروسيا، إذ تسعى الحكومة الحالية بقيادة إيمانويل ماكرون لتحويل هذه القضية إلى سلاح انتخابي، خاصةً في ظل العلاقات المتدهورة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، في حين تؤكد الحكومة الفرنسية على أهمية تشكيل أوروبا قوية لمواجهة الدول الطائفية مثل روسيا، وتحذر من أحزاب أوروبية، بما في ذلك حزب التجمع الوطني في فرنسا، الذي يظهر دعمه لروسيا وفلاديمير بوتين.
يحاول حزب النهضة الحاكم بقيادة "ماكرون" جعل هذه القضية محورية في حملته للحد من صعود شعبية حزب التجمع الوطني بقيادة "لوبان" قبل استحقاق الانتخابات الأوروبية في يونيو المقبل، وذلك في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا للعام الثالث على التوالي بدون مؤشرات على التهدئة.
ردود الفعل
بدوره، انتقد حزب التجمع الوطني هذه الاتهامات ووصفها بأنها "مؤامرة"، مؤكدًا أنه لا توجد روابط بينه وبين الحكومة الروسية، وأنه يتعرض لحملة تشويه.
انتقد الحزب سابقًا حزمة العقوبات الاقتصادية على روسيا مرة أخرى، مطالبًا بإيقاف تصعيد النزاع وفتح قنوات حوار لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وخلال مؤتمر صحفي، دعت زعيمة حزب التجمع الوطني (لوبان) إلى "إعادة التفكير في علاقات فرنسا بروسيا"، متهمة حزب النهضة باستخدام هذه القضية لأغراض انتخابية ضيقة.
في يونيو 2023، خلصت لجنة تحقيق في البرلمان الفرنسي إلى وجود تدخلات روسية في الشؤون الداخلية الفرنسية.
نقطة ضعف
تؤكد الصحيفة الفرنسية على أن الحكومة تسعى إلى استغلال نقطة ضعف لحزب التجمع الوطني، وهي الروابط المتواصلة بينه وبين روسيا، إذ تعتبر الحكومة عدم إدانة حزب التجمع لضم روسيا لشبه جزيرة القرم في 2014 نقطة ضعف تاريخية يمكن استغلالها. في حين أن التجمع ينفي أي صلة بها، ويستمر الحديث عن تلك الفترة كنقطة ضعف للحزب.
وخلال الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية لعام 2022، لم يتوان "ماكرون" عن تذكير خصمته مارين لوبان "باعتمادك على روسيا"، مشيرًا إلى قرض بقيمة 6 ملايين يورو حصل عليه التجمع الوطني عام 2014 من بنك تشيكي-روسي قريب من الكرملين.
تصاعد الصراع الانتخابي
في سياق الانتخابات الأوروبية، تسعى الحكومة الفرنسية لتسليط الضوء على الروابط المزعومة بين التجمع الوطني وروسيا لضرب الحزب المنافس.
ورغم تقدم القائمة الرئيسية بزعامة جوردان بارديلا في استطلاعات الرأي، تخشى الحكومة من تحقيق التجمع لأقلية تعيق البرلمان الأوروبي.