الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجاهل "العبودية".. صمت نيكي هايلي يضعها في ورطة قبل انتخابات أمريكا

  • مشاركة :
post-title
نيكي هايلي المرشحة الجمهورية للرئاسة الأمريكية 2024

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تسببت تصريحات المرشحة الجمهورية للرئاسة الأمريكية 2024 نيكي هايلي، حول أسباب الحرب الأهلية الأمريكية بدون ذكر العبودية، في إثارة جدل واسع.

وخلال جلسة نقاش تلفزيونية مع ناخبي ولاية نيو هامبشاير، سأل أحد الناخبين هايلي، الحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، حيث اندلعت الشرارة الأولى للحرب الأهلية في أبريل 1861، عن سبب الحرب لكنها لم تذكر العبودية في ردها.

بدلًا من ذلك، ركزت في إجابتها على قضايا فضفاضة حول دور الحكومة والحريات الفردية وسُلطة الدولة، الأمر الذي أثار ذهول واستغراب الحاضرين لعدم إشارتها لكلمة "العبودية" أصلًا في سياق الحديث عن تلك الفترة المفصلية من التاريخ الأمريكي.

وعندما أشار إليها أحد الحضور بأنه من المدهش أنها لم تذكر كلمة "العبودية" في إجابتها، سألته هايلي: ماذا تريدني أن أقول عن العبودية؟

ودافعت هايلي في السابق عن جوانب من الكونفيدرالية، وهو المصطلح الذي يطلق على الولايات المنفصلة. وكانت الولاية التي حكمتها "كارولينا الجنوبية" أول ولاية انفصلت، إذ قالت هايلي في عام 2010 إن من حقها أن تفعل ذلك.

في عام 2015، وقعت على مشروع قانون لإزالة العلم الكونفيدرالي من مبنى الكابيتول بالولاية بعد مقتل تسعة سود على يد ديلان روف العنصري الأبيض، لكنها تعرضت لانتقادات لاحقًا لوصفها العلم بأنه رمز "التراث".

اتهامات بتزييف التاريخ

أطلق تجاهل هايلي الواضح وغير المبرر لدور العبودية كسبب جوهري وراء الحرب، موجة غضب واسعة على الصعيدين المحلي والقومي.

لم تقتصر ردود الأفعال الغاضبة على الرأي العام والناخبين العاديين، بل امتد السخط ليشمل أيضًا غالبية الطبقة السياسية من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

فعلى صعيد الحزب الديمقراطي، أدانت كريستيل سبين، أول رئيسة سمراء البشرة بولاية كارولاينا الجنوبية للحزب الديمقراطي، مرشحة الرئاسة بألفاظ نارية، متهمة إياها بمحاولة تزييف التاريخ والتغاضي المتعمد عن مآسي الملايين من ذوي البشرة السمراء.

وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جايمي هاريسون، لشبكة "سي بي إس" إنه لا ينبغي أن يكون "من الصعب" إدانة العبودية، وأن القيام بذلك "هو الأساس لأي شخص يريد أن يصبح رئيسًا للولايات المتحدة".

لم يتأخر رد فعل البيت الأبيض تجاه التصريحات المثيرة للجدل التي أدلت بها المرشحة الجمهورية حول الحرب الأهلية، إذ أسرع فريق الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن بنشر مقطع فيديو للحادثة عبر حساباتهم الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي، مرفقًا بتعليق موجز: "كان السبب هو الرقّ".

أما في الجانب الجمهوري، فأعرب بعض المرشحين مثل الحاكم رون ديسانتيس عن استيائهم الشديد من تصرفات هايلي غير المسؤولة، مشيرين إلى أنها ألحقت ضررًا بالغًا بسمعة الحزب لدى الأقليات.

كما انتقدها البعض مثل السيناتور تيم سكوت بشدة، واصفين إياها بالجاهلة وغير المؤهلة لتولي أعلى منصب في البلاد. إلا إن التيار الترامبي ظل صامتًا تجاه الموضوع، في محاولة لاستغلال الجدل لصالحهم على حساب هايلي.

أما على المستوى القومي، فأطلق رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية اتهامات لاذعة بحقها، زاعمًا أنها تتنكر بوقاحة لمعاناة ملايين الأقليات تحت نير التمييز العنصري طيلة القرون الماضية.

وأظهر استطلاع للرأي الأسبوع الماضي أن هايلي على بعد أربع نقاط من الرئيس السابق دونالد ترامب، على الرغم من أن الاستطلاع تم إجراؤه على عدد صغير من الأشخاص، ولم يتم تكرار نتائجه في استطلاعات أخرى تمنح ترامب تقدمًا كبيرًا.

وحاولت هايلي في وقت لاحق التكفير عن ذنبها، من خلال الظهور في بعض وسائل الإعلام المحلية، مؤكدة أن الحرب كانت بالفعل بسبب العبودية، وأنها أخطأت في التعبير عن وجهة نظرها آنذاك.

وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، قالت هايلي لإذاعة "نبض نيو هامبشاير": أريد أن أقطع الطريق على هذا الموضوع.. نعم، نعلم أن الحرب الأهلية كانت بسبب الرقّ.. ولكن الأهم من ذلك، ما هي الدروس المستفادة من كل هذا؟

وأضافت هايلي "إن الحرية أمر مهم، كما أن الحقوق والحريات الفردية مهمة بالنسبة لجميع الناس.. هذا هو بركة أمريكا. لقد كان الرقّ وصمة عار على أمريكا. ولكن ما نريده هو عدم إعادة تجربة ذلك مرة أخرى، وعدم السماح لأي أحد بانتزاع تلك الحريات منا مجددًا".

إلا إن تلك المحاولات باءت بالفشل حسب رأي مراقبين، لأن الأمر يتعلق بقضية تاريخية ورمزية بالغة الأهمية بالنسبة للمجتمع والناخب الأمريكي، فالكثيرون سيجدون صعوبة في تجاوز تلك التصريحات أو الوثوق مجددًا بأي شيء تقوله هايلي بعد الآن.