تعزز استطلاعات الرأي الأخيرة ادعاء نيكي هيلي في الحزب الجمهوري بأنها ستكون أقوى مرشحة للحزب في الانتخابات العامة ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن في نوفمبر المقبل.
وتعد هيلي في مسار تصادمي مع المرشح الرئاسي حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس في المنافسة التي ستشتد قبل المؤتمرات الحزبية في ولاية آيوا يناير المقبل.
ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" يتمتع الرئيس السابق دونالد ترامب بتقدم كبير على خصومه، ويبدو أنه سينتصر. ويعد كل من هيلي، سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة والحاكمة السابقة لولاية كارولينا الجنوبية، وديسانتيس، حاكم فلوريدا لفترة ولاية ثانية، المرشحين الوحيدين في السباق اللذين لديهما أي فرصة منطقية في أن يصبحا خصمًا لترامب، إذ يتمتع كلاهما بخبرة تنفيذية وسيمثلان تغييرًا جيليًا لحزبهما.
ولدى كل منهما أسلوبه الخاص، فكلاهما محافظان لكنهما يختلفان حول بعض القضايا المهمة، كما أبرزت مناظرة الأربعاء الماضي في ميامي. التي تناولت مسألة الدعم الأمريكي المستمر لأوكرانيا وهو الأمر الذي تأيده هيلي بشدة.
التغيير الحقيقي
وتصف "هيلي" في الفترة الحالية، ترامب أنه الخاسر المؤكد في الانتخابات العامة. وتقدم نفسها كتغيير حقيقي، ووجه مستقبل الحزب الجمهوري. وتعارض هيلي مسألة الإجهاض وقالت إن حزبها يحتاج إلى التحدث بشكل أكثر شمولًا حول هذه القضية. مضيفة أن الجمهوريين يضللون الجمهور بالحديث عن حظر الإجهاض على المستوى الوطني.
وقدم ديسانتيس نفسه على أنه نسخة أكثر كفاءة من ترامب، وهو شخص يشارك الرئيس السابق في العديد من مواقفه ألا إنه يقول إنه يستطيع أن يفعل ما لم يفعله ترامب.
ولم يسلط ديسانتيس، الذي وقّع على مشروع قانون في فلوريدا يحظر معظم عمليات الإجهاض بعد ستة أسابيع من الحمل، الضوء على هذه الحقيقة في المناقشة. وركز على قيمة السماح للولايات باتخاذ قراراتها الخاصة بينما انتقد المجموعات المعارضة للإجهاض لكونها "مستقرة" في مواجهة استفتاءات الولايات التي وضعت حقوق الإجهاض في دساتير الولايات.
وفيما يتعلق بالضمان الاجتماعي، قالت هيلي إنها منفتحة على رفع سن التقاعد للعمال الأصغر سنًا والحد من المزايا للأمريكيين الأثرياء. فيما أجاب ديسانتيس على السؤال حول مستقبل برنامج الاستحقاقات من خلال الحديث عن خفض التضخم الإجمالي وإجبار الكونجرس على إنفاق أموال أقل. ولم يجب بشكل مباشر عما إذا كان سيؤيد رفع سن التقاعد.
على مسرح المناظرة، يعتبر ديسانتيس، على حد تعبير أحد الاستراتيجيين الجمهوريين، سياسيًا يتبنى نقاط الحديث ويجيب على الأسئلة من خلال تقديم مقتطفات من خطابه المحفوظ بشكل مفرط ما يجعله يبدو وكأنه آلي.
وفي المقابل، لدى هيلي مرونة أكثر وتتمتع بمهارات تواصل طبيعية أكثر تستخدمها لصالحها. كما أنها حادة اللسان ومقاتلة في مواجهة الانتقادات. وقد أدى أداؤها في المناظرات الجمهورية الثلاث إلى رفع مكانتها وتعزيزها وكونها كانت هدفًا لهجمات أكثر من أي شخص آخر في مناظرة الأربعاء الماضي يعكس وجهة النظر القائلة بأنها المرشحة الوحيدة التي تتمتع بالزخم.
استطلاعات الرأي
أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة للانتخابات العامة أن ترامب يتقدم على بايدن على المستوى الوطني في بعض الولايات الرئيسية التي تمثل ساحة معركة. وكشفت الاستطلاعات نفسها أن هيلي هي المرشحة الأقوى ضد الرئيس الحالي.
ووفقًا للنتائج المجمعة من ست ولايات متأرجحة في استطلاعات الرأي التي أجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" فإن ترامب يتقدم على بايدن بأربع نقاط مئوية بينما تتقدم هيلي على بايدن بثماني نقاط مئوية.
وتقدم ديسانتيس على بايدن بفارق نقطة واحدة. وفي الولايات التي تشهد منافسة فردية، أظهرت الاستطلاعات تقدم هيلي على بايدن أكبر من تقدم ترامب في أريزونا وميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن. ما يعني أن طريق هيلي لتصبح البديل الرئيسي لترامب أفضل قليلا من طريق ديسانتيس، لكن للقيام بذلك يجب عليها أن تحقق نتائج جيدة في ولاية أيوا.
وستدور المنافسة بين هيلي وديسانتيس بشكل أساسي في الحملات الانتخابية ومن خلال الإعلانات التلفزيونية في ولايات أيوا ونيوهامبشاير وكارولينا الجنوبية. وإذا لم يتفوق أحدهما على الآخر قبل منافسات الثلاثاء الكبير في مارس المقبل سيكون الاختيار أصعب على الجمهوريين وهذا هو الوضع المثالي لترامب المستفيد من الانقسام.