تشهد العلاقات الروسية الغربية توترًا مستمرًا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، وفرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عقوبات مشددة على روسيا بهدف إضعاف اقتصادها، ودفعها لوقف الحرب، لكن تأثير هذه العقوبات ظل محل شكوك كبيرة.
وفي تصريحات مثيرة للجدل، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الغرب لم يحقق نجاحًا كبيرًا في إضعاف الاقتصاد الروسي عبر العقوبات، وفي الوقت ذاته انتقد بعض الدول التي تساعد روسيا على تجاوز آثار هذه العقوبات.
وأكد ماكرون، مقابلة أجراها مع قناة "فرانس 5"، ضرورة أن يستمر الاتحاد الأوروبي في دعم أوكرانيا ومنع روسيا من الانتصار على الساحة العسكرية، على الرغم من الشكوك المتزايدة حول مستقبل كييف.
أوضح الرئيس الفرنسي، خلال المقابلة، أن الدول الغربية، بالتعاون مع أوكرانيا، تمكنت من تحقيق "انتصارات استراتيجية"، مثل منع تقدم القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية بشكل أعمق، وجعل فنلندا الحيادية سابقًا تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إضافة إلى إطلاق عملية انضمام السويد أيضًا إلى التحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة.
ومع ذلك، اعترف -في الوقت نفسه- بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كانا "أقل نجاحًا" في إضعاف الاقتصاد الروسي من خلال فرض عقوبات وتقييد واردات الطاقة الروسية، وألقى باللوم على الدول التي قال إنها تساعد روسيا في تجاوز العقوبات الغربية.
من جهتها، أكدت موسكو بشكل متكرر أن العقوبات الغربية عادت بفعلها على الدول التي فرضتها، وفي الوقت نفسه، وفقًا للمتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لم تكن القيود "مؤلمة للغاية" بالنسبة لروسيا.
وأشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى أن الشركات الأوروبية فقدت على الأقل 260 مليار دولار بسبب الحظر، وأن الاتحاد الأوروبي نفسه أصبح معتمدًا على "طاقة أمريكية باهظة الثمن"، ما تسبب في أزمة صناعية.
ومع ذلك، أصرّ ماكرون على أن الغرب لا يجب أن يُضعِف دعمه لأوكرانيا، مشددًا على أن "قرارات مهمة ستتخذ في الأشهر المقبلة"، دون تحديد القرارات التي يتحدث عنها.
وأضاف ماكرون: "نلتزم بدعم أوكرانيا وحماية وحدة أراضيها لمنع فوز روسيا وتجنب التصعيد الجغرافي والنووي، لقد تمكنّا من الالتزام بهذا المسار على مدى العامين الماضيين".
وفي الوقت نفسه، اعترف الرئيس الفرنسي بوجود شكوك داخل بعض الدول الأوروبية، وحتى في الولايات المتحدة، بشأن مستقبل أوكرانيا الفعلي، موضحًا أن هذه القلق يتصاعد بسبب "عدم اليقين المرتبط بالوضع السياسي في الولايات المتحدة"، حيث يتصدر الرئيس السابق دونالد ترامب استطلاعات الرأي مع استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية في العام المقبل.
وقبيل السباق الرئاسي المقبل، أشار ترامب مرارًا إلى أنه سيقطع التمويل عن أوكرانيا إذا عاد إلى البيت الأبيض. وكانت المساعدات الأمريكية لكييف نقطة خلاف بين عدد كبير من أعضاء الكونجرس الجمهوريين، الذين يعارضون حاليًا رئيس الولايات المتحدة جو بايدن عن إرسال 60 مليار دولار إضافية إلى كييف، مطالبين بسياسات أكثر صرامة على الحدود الأمريكية المكسيكية ومراقبة هجرة أصعب.