أثارت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة حول احتمالية دعوة نظيره الروسي فلاديمير بوتين، للمشاركة في احتفالية الذكرى الـ80 لإنزال الحلفاء في نورماندي، المزمع إقامتها في يونيو المقبل جدلًا واسعًا، إذ ربط ماكرون ذلك بتغير الوضع في أوكرانيا وإجراء محادثات سلام بين موسكو وكييف.
ففي الوقت الذي يرى فيه البعض أن هذه الدعوة ربما تمهد الطريق نحو حوار سياسي بين روسيا والغرب، يعتبرها آخرون مجرد مناورة سياسية لم تأتِ في وقتها في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.
في مقابلة مع قناة "فرنسا "5 الحكومية، قال ماكرون إنه لا يستبعد دعوة بوتين لحضور الاحتفالات في يونيو المقبل، إذا طرأ تغيير على الوضع في أوكرانيا.
وفي مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، قال "ماكرون"، للصحفيين، إن الصراع الأوكراني جعل العلاقات مع روسيا "شبه مستحيلة"، لكنه سيتلقى بكل سرور مكالمة من بوتين إذا وافق على سلام "يحترم القانون الدولي وبالتالي المصالح والسيادة الأوكرانية"، وقال الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت: "لم أغير رقمي".
وجاءت تعليقات ماكرون ردًا على تعليق أدلى به بوتين خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي، أشار فيه إلى أن روسيا لديها "علاقة عمل جيدة للغاية" مع فرنسا لكن ماكرون قطعها، وردًا على سؤال عمّا إذا كانت موسكو مهتمة باستئناف العلاقات مع باريس، أجاب بوتين بنعم "إذا كان هناك اهتمام".
وأضاف الرئيس الروسي: "إذا لم يكن الأمر كذلك، فسنتدبر أمرنا، لدينا أشياء أخرى يجب القيام بها".
وكانت آخر مرة حضر فيها بوتين احتفالات نورماندي في عام 2014، ولم يرسل له قصر الإليزيه دعوة لحضور احتفال الذكرى الـ75 في عام 2019، دون توضيح، وعندما سُئل عن ذلك في ذلك الوقت، تجاهل الرئيس الروسي الأمر قائلًا إنه مشغول للغاية.
وقال "بوتين" للصحفيين في ذلك الوقت: "لكن إذا كنا نتخيل نظريات المؤامرة، فربما أراد القادة الغربيون إجراء محادثة خاصة بهم قبل إجراء بعض الاتصالات معنا، هذا لا يهم حقًا، ما يهم هو حقيقة التاريخ وعن هذه المأساة الرهيبة التي حدثت للإنسانية خلال الحرب العالمية الثانية".
وجاء هذا الرفض وسط سلسلة من الأحداث التي أغفلت فيها الحكومات الغربية الدور الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في انتصار الحلفاء، مما أثار شكاوى من موسكو بشأن التحريف التاريخي.
كانت عمليات الإنزال البرمائية التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية والكندية وغيرها من القوات المتحالفة في 6 يونيو 1944 بمثابة بداية الحملة لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي. بعد أسبوعين، أطلق الاتحاد السوفييتي عملية باجراتيون على الجبهة الشرقية، مما أدى إلى هزيمة حاسمة لمجموعة الجيش الألماني المركزية.