"حاصر حصارك لا مفر"، من بيت في قصيدة لشاعر دافع عن الأرض، لواقع يعيشه الفلسطينيون الرافضون مغادرة الأرض بعد أن تمت تطويقها برًا وبحرًا، وقبلهما جوًا عن طريق مقاتلات جيش الاحتلال التي تقصف قطاع غزة منذ 41 يومًا على التوالي، وبإعلان حصار ميناء غزة يُكمل جيش الاحتلال ثلاثية التطويق والتضييق على الغزيين العُزّل.
الحصار البحري
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه تولى السيطرة على ميناء مدينة غزة في شمال القطاع، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وكان الميناء في السابق تحت سيطرة الفصائل الفلسطينية، وشهدت عملية التطويق استشهاد 10 فلسطينيين، بحسب ما أعلنه جيش الاحتلال.
وبحسب بيان جيش الاحتلال الذي زعم استخدام الفصائل الفلسطينية للميناء، كمنطقة تدريب وتنفيذ للهجمات، بالإضافة إلى تدمير نحو 10 فتحات أنفاق، و4 مبانٍ تُشكل بنية تحتية للفصائل.
الحصار البري
وسبق السيطرة على ميناء غزة، قبل أسبوعين، إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى شطرين جرّاء العمليات البرية التي نفذها، شمال وجنوب، مع دعاوى للسكان الواقعين في الشمال إلى النزوح جنوبًا تحت وطأة القصف.
الحصار الجوي
أطلق جيش الاحتلال أكثر من 8.000 صاروخ وقنبلة على قطاع غزة في غضون ثلاثة أسابيع، من خلال 600 غارة جوية في 54 موقعًا خلال هذه الفترة، وعلى الرغم من صغر حجم غزة، الذي لا يتجاوز 360 كيلومترًا مربعًا، فإن هذا يمثل أكبر عدد من الغارات الجوية المسجلة خلال شهر واحد، لأي دولة أو منطقة في الشرق الأوسط منذ عام 2020، بحسب موقع "ACLED" لتحليل بيانات الحرب.
تغريبة جديدة
وفر أكثر من ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم منذ بدء الحرب، إلى الجنوب في تغريبة جديدة، وسط اكتظاظ الملاجئ و تضاؤل إمدادات الغذاء والماء مع دخول الحرب شهرها الثاني، بحسب أسوشيتد برس.
مصر تكسر العزلة
وأمام العزلة التي يفرضها جيش الاحتلال على قطاع غزة، ومنع إدخال الوقود لأكثر من 40 يومًا، والتضييق على دخول المساعدات، استطاعت مصر كسر الحصار على الشعب الفلسطيني، من خلال دخول أول شاحنة وقود عبر معبر رفح البري الحدودي.
إبادة جماعية ضد المحاصرين
وتوثيقًا لما يعانيه سكان غزة، حذّر نحو 30 مقررًا مستقلًا في الأمم المتحدة من حدوث إبادة جماعية في قطاع غزة في ظل القصف الإسرائيلي.
وقالوا: "نشعر بقلق عميق أيضًا إزاء دعم بعض الحكومات لاستراتيجية إسرائيل في شن حرب ضد السكان المحاصرين في قطاع غزة وفشل النظام الدولي في التعبئة لمنع الإبادة الجماعية، ولا يمكن تبرير العملية العسكرية الإسرائيلية، التي استشهد فيها أكثر من 11 ألف شخص حتى الآن للدفاع عن النفس"، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
كما رفضت نحو 20 منظمة تابعة للأمم المتحدة أيضًا المناطق الأمنية للمدنيين، التي اقترحتها إسرائيل أو أنشأتها بالفعل.
وقالوا: "إن شيئًا كهذا لن يكون ممكنًا إلا بموافقة جميع الأطراف، بما في ذلك رؤساء منظمة الصحة العالمية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)".
وجاء في بيانهم "لا توجد منطقة أمنية آمنة حقًا إذا أعلن عنها جانب واحد فقط وتم فرضها بحضور جيش الاحتلال".