فيما أكد الرئيس الإسرائيلي نية جيش الاحتلال البقاء في قطاع غزة، نقلت شبكة "إن. بى. سى نيوز" الإخبارية الأمريكية، عن مسؤول أمريكي، أن حكومة بنيامين نتنياهو تريد تجريف شمال غزة، وإنشاء منطقة أمنية عازلة، وهو ما يعني ضم أراضٍ فلسطينية؛ مؤكدًا معارضة الولايات المتحدة ضم أو اقتطاع أو تخفيض أراضٍ في القطاع.
وقال رئيس إسرائيل إسحق هرتسوج، اليوم الخميس، إن إسرائيل لا يمكنها ترك فراغ في غزة، وسيتعين عليها الإبقاء على قوة قوية هناك في المستقبل القريب لمنع حركة "حماس" من البزوغ مجددًا في القطاع.
وأضاف هرتسوج في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، "إذا انسحبنا.. فمن سيتولى المسؤولية؟ لا يمكننا أن نترك فراغًا. علينا أن نفكر فيما الذي ستكون عليه الآلية؛ هناك أفكار كثيرة مطروحة". وتابع: "لكن لا يوجد أحد يرغب في تحول هذا المكان، "غزة"، إلى قاعدة للإرهاب مرة أخرى" - على حد زعمه.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه المكثف وغير المسبوق لليوم الواحد والأربعين على قطاع غزة، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، فيما لا يزال هناك المئات تحت الأنقاض لم يتم انتشالهم بسبب الأوضاع الميدانية الخطيرة، وذلك وسط حصار شديد على القطاع وقطع للكهرباء والماء، ومنع دخول الأدوية والمواد الغذائية والمساعدات الحيوية، ما يزيد تعقيد وخطورة الوضع الإنساني على حياة المدنيين.
خلافات بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو
وكشف تقرير لـ" إن. بي. سي نيوز"، عن تزايد الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، بشأن العدوان على غزة، وتصور الجانبين لمستقبل القطاع.
ونقل التقرير عن المسؤول الأمريكي، أن واشنطن قلقة من غياب إجراءات إسرائيلية للحد من قتل المدنيين الفلسطينيين.
وذكرت الشبكة الإخبارية، أن الفجوة تتسع بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، بشأن مستقبل غزة، وقد تقود لخلاف علني في الأسابيع المقبلة.
وأبدى مسؤولون بإدارة الرئيس الأمريكي، تحدثوا للشبكة، مخاوف من فكرة إقامة منطقة عازلة شمالي قطاع غزة، لحماية إسرائيل من هجمات في المستقبل.
ونقلت " إن. بى. سى" عن مسؤولين أمريكيين، أنه لا ينبغي أن يكون هناك تهجير للفلسطينيين من غزة أو من جزء منها.
وتستند الفكرة، التي طرحها مسؤولون إسرائيليون سابقون لإقامة منطقة عازلة شديدة التحصين في شمال غزة، على إفراغ شريط أمني من السكان بعد الحرب، بعمق كيلومتر واحد على سبيل المثال، وفق تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت.
وظهر الخلاف الأمريكي الإسرائيلي أيضًا عقب حديث نتنياهو عن نية تل أبيب فرض السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب.
حينها صرح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بأن واشنطن تعتقد أنه لا يمكن أن يعاد احتلال غزة بعد الصراع، ولا أن يستمر حصار القطاع، ولا أن تتقلص مساحته.
ونقلت "إن. بي. سي" عن مسؤول أمريكي أن الإدارة بواشنطن، قلقة بسبب امتناع الإسرائيليين عن بذل جهد للحد من قتل المدنيين الفلسطينيين.
وبحسب الشبكة الأمريكية، فإن الإحباط يتزايد بين مسؤولي الإدارة، بسبب المشاهد الأليمة من مستشفيات غزة وارتفاع عدد الشهداء، بعد مناشدات من واشنطن لنتنياهو باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المدنيين.
وفى تصريحات أدلى بها، الليلة الماضية، قال بايدن إنه أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وأنه سيكون من الخطأ احتلال غزة.