إيمانًا بالمواهب الشبابية واستغلال إمكانياتهم الفنية.. تستقطب الدراما المصرية في كل فترة عددًا من النجوم الشباب لتسند إليهم البطولة المطلقة لأول مرة بعد أن تميزوا في الأدوار الثانوية، ورغم ما تمثله البطولة المطلقة من مسؤولية كبيرة على عاتق الفنان، إلا أن الكثير من الشباب تمكنوا من خوض غمار التجربة ليثبتوا موهبتهم وقدرتهم على تحمل هذه المسؤولية.
كان في مقدمة الموهوبين الذين نجحوا في تجسيد البطولة المطلقة، وكانت بمثابة انطلاقة حقيقية له في عالم التمثيل، الفنان المصري عصام عمر؛ الذي تمكن من تثبيت أقدامه بقوة في مسلسل "بالطو"؛ بعد ما أشاد بأدائه العديد من الجمهور والنقاد واعتبروه نجمًا محترفًا كان في انتظار الفرصة لإظهار موهبته.
كما نجح الفنان المصري حاتم صلاح أن يكسب رهان المنتجين من خلال أولى بطولاته المطلقة، إذ جسد شخصية "عوض الصعيدي" بشكل مميز ومختلف في مسلسل "على باب العمارة"، الذي أعتبرها أهم الخطوات في مشواره الفني، قائلاً لموقع "القاهرة الإخبارية": "كانت فرصة مميزة بالنسبة لي، لذا حرصت على بذل أقصى جهد لخروجها بشكل يحوز إعجاب الجمهور والنقاد.
أضاف: "البطولة المطلقة من وجهة نظري دور يحتاج إلى مساحة أكبر لكنني في الوقت ذاته شعرت بالقلق فكانت بمثابة تحدٍ، احتاج إلى تركيز ومجهود كبير".
مسؤولية على عاتقي
بينما اعتبر الفنان تيام قمر الذي أقدم على خطوة البطولة عبر فيلم" الصف الأخير" أن فكرة البطولة المطلقة مسؤولية كبيرة على عاتقه، لكنه رغم ذلك تحمس للتجربة، وقال: "شعرت بحالة من القلق والتوتر في بداية التحضير للفيلم كونها أول بطولة مطلقة لي، ولكنني في الوقت نفسه كنت في حالة من التركيز والاهتمام بالتفاصيل لتقديم عمل جيد في أول تجربة مهمة في حياتي الفنية".
وحققت الفنانة الشابة آية سماحة نجاحًا من خلال حكاية "كاملة"، ضمن أحداث مسلسل "حدث بالفعل"، المكون من حلقات منفصلة، وكل حكاية تتكون من ثلاث حلقات وتدور في إطار تشويقي حول الأمراض النفسية وكيفية تأثيرها على حياة مصابيها والمقربين منهم.
وتعد هذه التجربة هي الأولى بالنسبة للفنانة الشابة في خوض البطولة المطلقة ومن خلالها، استطاعت أن تستغل هذه الفرصة وتتصدر محركات البحث على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الحكاية وحصدت العديد من الآراء الإيجابية حول أدائها.
خطوة منطقية لتقديم فرص للشباب
يرى الناقد الفني المصري أحمد شوقي أن فرصة إسناد البطولات المطلقة للفنانين الشباب خطوة مهمة للغاية في الدراما المصرية، إذ قال لـ موقع "القاهرة الإخبارية": "تاريخ الدراما المصرية يعد رحلة مستمرة من تقديم الفرص للمواهب الشابة، بعضها يثبت نجاحه ويفرض موهبته ليستمر ويأخذ فرص جيدة ويتحول من فنان صاعد إلى نجم كبير، وهذه خطوة منطقية وضرورية ولا بد من وجودها بكثرة وتشجيع الشباب الموهوبة، وهذا ما شاهدناه في نجاح مسلسلي "بالطو، و"على باب العمارة"؛ وعدم تأثرهم بشعبية النجم.
فيما أشار الناقد طارق الشناوي إلى ضرورة الدفع بعناصر جديدة للبحث عن نجوم جدد، خاصة أن السينما تفتقد لهذا الأمر.
وأضاف الشناوي: "فرصة مهمة للغاية أن نسند البطولة المطلقة للشباب الموهوب حتى نكتشف نجم شباك ينتقل من الدراما إلى السينما، وهذا ما تحتاجه السينما المصرية خلال الفترة الحالية وأنا أشجع هذه الخطوة وأدعمها، وأتمنى من المنتجين تسليط الضوء على هذه المواهب".