الناقد طارق الشناوي: إنشاء متاحف خاصة بالنجوم بمثابة تكريم لهم
الناقد أشرف عبد الرحمن: تساهم في تنشيط السياحة ورفع الذوق العام
الباحث أحمد جمال: أنشأت متحفًا للزعيم في بيتي بجهود فردية
رئيس مهرجان السينما العربية: نستضيف متحف الزعيم للاحتفاء بمسيرته الإبداعية
تنوير الجمهور وتعريفه برموزه الفنية والثقافية ضرورة بالغة الأهمية، توفرها المتاحف الخاصة بالنجوم أصحاب التأثير البارز في تاريخ الفن، فكما نحتفي بآثارنا المصرية وحضارتنا القديمة، كتب مبدعون مصريون عبر عقود مختلفة تاريخًا مميزًا بأعمال فنية وإنجازات في التلفزيون والسينما والمسرح والغناء وغيرها من دروب الفن، ليستحقوا الاحتفاء بهم وتخليد أسمائهم من ناحية، وأيضًا مد جسور التواصل بين الأجيال المختلفة، لتكون هذه المتاحف شاهدة على قوة مصر الناعمة.
وبعد أن كانت هذه المتاحف بمثابة أحلام أو طموحات مؤجلة، تشهد مصر حاليًا جهودًا للحفاظ على مقتنيات بعض الفنانين الراحلين وتخليد ذكراهم في صور مختلفة، ومنها متاحف أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، عبد الحليم حافظ، حسبما يؤكد الناقد طارق الشناوي في تصريحاته لموقع "القاهرة الإخبارية" قائلًا: أتمنى إعادة هذه الثقة في إنشاء متاحف لكل كبار النجوم، لأن هذه المقتنيات لها قيمة كبيرة، كما أن منازل النجوم لابد أن تتحول إلى مزار لكل الجمهور سواء في مصر أو العالم العربي، فمنزل أم كلثوم على سبيل المثال لابد من تحويله إلى مزار سياحي مثلما حدث مع منزل النجم العالمي مايكل جاكسون.
ويضيف الشناوي: تمتلك مصر أكبر قوة ناعمة عبر التاريخ ولابد من الحفاظ عليها، وأن يكون لدينا ثقافة المتاحف، وتخليد عمل المبدعين في عالم الفن.
تواصل الأجيال
وشهدت مصر في مطلع العام الجاري افتتاح "متحف رموز ورواد الفن" بعد تطويره، ويضم العديد من المقتنيات لنجوم مصريين منهم نجيب الريحاني، توفيق الدقن، سيد درويش، توفيق الحكيم، أمينة رزق، عمر الحريري، عبد المنعم إبراهيم، صلاح جاهين وغيرهم، وأيضًا مخطوطات بخط اليد لفنانين منهم بديع خيري، ونصوص مسرحية تراثية نادرة، إذ شدد الفنان المصري ياسر صادق رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والغناء سابقًا، على أهمية هذه المتاحف في تنشيط السياحة، خصوصًا أن التراث الفني المصري ليس له مثيل في المنطقة العربية، ومصر مليئة بالنجوم التي لا تعوض وأصحاب بصمة مميزة في عالم الفن.
وأضاف لموقع "القاهرة الإخبارية" أن فكرة إنشاء متاحف لرموز الفن يساهم في حفظ تراث الفن ويعمل على مد جسور تواصل الأجيال الجديدة مع الفن الجميل ورموزه، ليصبحوا بمثابة قدوة يتعلم منها الشباب، مشيرًا إلى أن الفن المصري كان ثاني مصدر للدخل القومي بعد القطن، ولا يقل في أهميته عن الأهرامات والمتاحف الأثرية.
وكثيرًا ما طالب الناقد الفني أشرف عبد الرحمن بإنشاء متحف خاص للنجوم، معبرًا عن سعادته الشديدة بتأسيس متحف رواد الفن المليء بالمقتنيات النادرة للنجوم ومنهم سيد درويش، نجيب الريحاني، بديع خيري، وغيرهم، وقال: "أتمنى توقيع بروتوكول بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم لتوفير رحلات لطلاب المدارس إلى هذا المتحف من أجل تنويرهم بأهمية القوة الناعمة وتعريفهم بالتاريخ الفني، إضافة إلى رفع الذوق العام".
متحف عادل إمام
اللافت للنظر أن فكرة إنشاء متاحف أو معارض لنجوم الفن ليست مقتصرة على وزارة الثقافة أو غيرها من الجهات المسؤولة، إذ يتبع الباحث والمخرج أحمد جمال طموحه لإنشاء متحف خاص للفنان الكبير عادل إمام، الذي سبق أن عمل مساعد مخرج في عدة مسلسلات له، إذ حوّل شقته الخاصة بمنطقة شبرا الشهيرة إلى متحف صغير يجمع أرشيفًا كبيرًا من حياته، وتزينت جدران المنزل بالملصقات الدعائية لعادل إمام وأعماله الفنية.
يقول أحمد جمال لموقع "القاهرة الإخبارية": "بدأت قصة حبي الشديد للفنان عادل إمام، منذ الطفولة، حينما كنت أذهب إلى السينما مع والدي وأشاهد أعماله، وبدأ يتردد اسمه في ذهني كثيرًا، وفي عام 1994 وقت عرض فيلم "الإرهابي"، ثم بدأت جمع صور النجم المصري، والذهاب إلى شركات الإنتاج السينمائي من أجل الحصول على الأوراق الخاصة بالملصقات الدعائية وإيرادات أفلامه، والذهاب إلى نوادي الفيديو للحصول على شرائط نادرة له، وبدأت في إنشاء مكتبة خاصة بكل الكتب التي تحدثت عن عادل إمام، وأيضًا المجلات والصحف وقصاصات المقالات النقدية عن أعماله".
ويضيف: "اكتشفت أسرارًا كثيرة في حياة الزعيم، وجمعت معلومات قيّمة عنه، ومنها العدد الحقيقي لأفلامه السينمائية البالغة 125 فيلمًا، بالإضافة إلى مسرحيتين هما "الواد سيد الشغال، والزعيم"، تم عرضهما في السينما، ليصل إجمالي الأعمال الفنية المعروضة سينمائيا له إلى 127 عملًا.
ولا يزال أحمد جمال يتذكر لحظة لقائه مع عادل إمام، إذ يقول: عندما علم أنني أجمع الأرشيف الخاص به شجعني على الأمر ودعمني كثيرًا، وكان ودودًا للغاية عندما ألتقيته أثناء تصوير عمل فني له، وتواصلت معه عقب ذلك، وأتمني أن أنجز معرضًا أو متحفًا لنجمي المفضل يكون بمواصفات تليق بإبداعه".
مهرجان السينما العربية
ويحرص مهرجان السينما العربية على إقامة احتفالية خاصة بالفنان المصري عادل إمام بمناسبة مرور 60 عامًا على رحلته الفنية وبصمته المميزة في عالم الفن سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون، وحول ذلك يقول رئيس مهرجان السينما العربية أيمن الحكيم لموقع "القاهرة الإخبارية": "حرصنا على تكريم الفنان عادل إمام بهذه الفكرة، المتمثلة في احتفالية تحشد عدد كبير من النجوم والنجمات والمؤلفين والمخرجين الذين تعاونوا معه من قبل، بالإضافة إلى أسرته، وإقامة ندوة عن مسيرته الفنية، كما أننا فكرنا في دعم الباحث الشاب أحمد جمال وعرض متحفه الصغير الخاص بالزعيم على هامش فعاليات الدورة الأولى لمهرجان السينما العربية المقبلة".