المخرج محمود رشاد: ليس هناك مجال للخطأ فيها.. وجزء ثان من "أم الدنيا"
خبيرة التراث الثقافي: أحدث الوسائل وأقيمها في حفظ وصون التراث
الناقد أحمد شوقي: البطل الحقيقي الموضوع وكيفية تناوله
تزخر مصر بالعديد من المعالم السياحية المهمة والحضارة العريقة والمدن ذات الطبيعة الخلابة، كل ذلك شكّل عناصر قوية لدى النجوم لتوثيق هذه المعالم عبر أفلام وثائقية لتكون مرجعًا للأجيال الجديدة، وتقديم صورة جديدة لمعلم سياحي أو مدينة أو الحضارة الفرعونية، وشهدت الفترة الماضية اتجاه عدد من النجوم إلى هذه النوعية واختيار موضوع محدد لتقديمه في فيلم وثائقي، كان آخرهم الفنان المصري محمود حميدة، الذي أعلن تقديمه فيلم وثائقي عن "واحة سيوة"، تلك المدينة التي يحرص على زيارتها بانتظام، ولمس من خلال زياراته المتكررة ما تقدمه المدينة من هدوء ورحلات استشفاء للسائحين بجانب المناظر والأجواء الخلابة ليستعرض كل ذلك في فيلم وثائقي مميز.
سبقته في التجربة الفنانة المصرية سوسن بدر من خلال السلسلة الوثائقية التي حملت اسم "أم الدنيا"، تتكون من 15 حلقة، تستعرض فيها تاريخ مصر الطويل منذ بدايته وحتى العصر الحديث، وبعد النجاح الكبير الذي حققته السلسلة، يبحث القائمون على العمل عن تقديم جزء ثانٍ.
استغلال شهرة الممثلين
يرى المخرج محمود رشاد أن تجربته في سلسلة "أم الدنيا" حملت قدرًا من التشويق والمتعة بشكل كبير، معتبرها من أهم التجارب في حياته الفنية، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "الأفلام الوثائقية مهمة للغاية ليس فقط التي تتحدث عن تاريخ مصر ولكن بشكل عام، لأن الفيلم الوثائقي يقدم محتوى تعليميًا بشكل ترفيهي، وأتمنى خلال الفترة المقبلة أن تلقى هذه النوعية من الأفلام نجاحًا كبيرًا وهذا ما حدث في الجزء الأول من سلسلة "أم الدنيا" وشجعني للتحضير للجزء الثاني، وسيكون به مفاجآت ومعلومات قيمة ومهمة.
ويتابع: "ورغم أن هذه النوعية من الأفلام تقابل صناعها الكثير من الصعوبات والتحديات في تنفيذها خاصةً أن ليس هناك مجال للخطأ سواء في اسم أو معلومة أو كلمة أو شكل، إلا إنها مغامرة تستحق كل الجهد والتعب".
وعن تعاقد الفنان محمود حميدة على تصوير فيلم وثائقي عن "واحة سيوة"، يرى "رشاد" أن هذا الأمر مهم للغاية ولا بد من استغلال شهرة الممثلين في ذلك، إذ يقول: "شيء عظيم استخدام شهرة الممثلين من خلال إلقاء الضوء على موضوعات تقدم من خلال أفلام وثائقية، لكن لا بد أن تنفذ بفورمات ترفيهية بجانب التعليمي وألا تقتصر على الشكل التعليمي فقط.
حفظ التراث الثقافي
وأشارت الدكتورة ريهام عرام، خبيرة التراث الثقافي وأستاذة علم المصريات، إلى أن الأفلام الوثائقية من أحدث الوسائل وأقيمها في حفظ وصون التراث، قائلة: "الاتفاقيات الدولية حددت أشكالًا مُعينة لصون التراث منها التوثيق، وعندما يكون التوثيق من خلال صوت وصورة وحكاية فهو يعد من أفضل الوسائل وأوسعها انتشارًا".
وأضافت "لذلك لجأ صنّاع الفن إلى الأفلام الوثائقية للحفاظ على التراث للأجيال القادمة وكوسيلة سهلة للوصول إليها في أي وقت".
وأكدت ريهام عرام أن الفيلم الوثائقي ليس بالعمل السهل في تنفيذه، بل إنه يعد من أصعب أنواع الأفلام، إذ تقول: "لكي يتم عمل فيلم وثائقي بشكل احترافي لابد أن يتناول جميع المصادر حتى وإن كانت مضادة لآراء أو مختلفة عنها فلا بد من نشرها، فعملية جمع المعلومات من أصعب الأشياء في الفيلم الوثائقي".
وأوضحت "من التحديات أيضًا عامل الإنتاج، فلكي تُجسد هذه الحقائق التراثية وتوصلها بشكل مثير للاهتمام وجذاب، تحتاج إلى إنتاج قوي وأشخاص متخصصين ومحايدين، فالشفافية في هذه النوعية من أهم أسباب النجاح لهذه الأفلام، وهي أمر ليس سهلًا على الإنسان".
البطل الحقيقي
وأكد الناقد المصري أحمد شوقي، أهمية الأفلام الوثائقية وضرورة وجودها في المجال الفني، قائلًا: "الوثائقيات التلفزيونية المعلوماتية هي بالتأكيد مهمة كمادة إعلامية وتعليمية أكثر من كونها أفلامًا".
وأضاف: "فكرة وجود فيلم وثائقي عن واحة سيوة أمر مهم، ولا يتوقف الفيلم هنا على اسم البطل، فالبطل الحقيقي هو الموضوع والشخصيات التي يتناولها العمل، أما وجود نجم من عدمه فهذا أمر جانبي يمكن اعتباره أداة لإكساب العمل المزيد من الجماهيرية، ويُذكر للنجوم بالطبع تحمسهم للمشاركة في أعمال غير معتادة".