أظهرت الحرب على غزة، التي قاربت من شهرها الأول، منذ أن دارت رحاها في السابع من أكتوبر الماضي، شقاقًا في جدران المجتمع الإسرائيلي وعدم الثقة في حكومة نتنياهو، الأمر الذي أسفر عن استقالة رئيس بلدية في جنوب إسرائيل من حزب الليكود الحاكم على الهواء مباشرة، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وبرر تمير عيدان، رئيس المجلس الإقليمي "سدوت نيجف"، المتاخم لقطاع غزة ويضم 16 تجمعًا صغيرًا، استقالته، بسبب عدم وجود مساعدة حكومية وعدت بها منذ فترة طويلة لسكان المنطقة.
وقال: "أعلن استقالتي من حزب الليكود، وألقي اللوم على الحكومة الإسرائيلية، أدعو هنا جميع أصدقائي، أعضاء اللجنة المركزية لليكود، إلى اتخاذ خطوة مماثلة، في ضوء هذا الفشل المذهل"، لافتًا إلى أنه سيرسل استقالته إلى رئيس الوزراء.
وتم إخلاء معظم المناطق المتاخمة لغزة ولبنان، ما أدى إلى نزوح نحو 250 ألف مستوطن داخليًا، وسط اتهامات بالفشل الأمني المذهل لحكومة نتنياهو، بحسب الصحيفة.
وقال عضو حزب الليكود، إنه لم يتم إجلاء جميع المستوطنين، لكن من بقوا يعيشون في ظل الحرب ونيران الصواريخ، وأنه وجد نفسه غير قادر على الرد على جميع الرسائل الشخصية، التي كان يتلقاها من السكان لطلب المساعدة.
وأضافت الصحيفة العبرية أن فشل الحكومة الاستخباري فيما يتعلق بمنع هجوم المقاومة، والاستجابة البطيئة في تقديم المساعدة وعدم رغبة نتنياهو في تحمل المسؤولية الشخصية أو إلقاء اللوم علنًا على تسلسل الأحداث، قد ترك العديد من الإسرائيليين يشعرون بالمرارة والغضب من الحكومة ورئيس الوزراء على وجه التحديد.
وتأتي استقالة "عيدان" بعد عدة أسابيع من الحرب، في وقت بدأت بعض الأصوات تطالب نتنياهو بالاستقالة من منصبه، وشهدت العاصفة السياسية الأخيرة قيام رئيس وزراء الاحتلال بالتغريد، ثم حذف منشور يلقي فيه اللوم على أجهزة المخابرات الإسرائيلية بالفشل في توقع هجوم حماس.