حالة من الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية، أظهرت عدم التنسيق والتخبط في العاصمة تل أبيب، بعدما أعلن هرتسي هليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي، أنه سيتم تسليم الوقود قريبًا إلى قطاع غزة، الأمر الذي كان بمثابة مفاجأة لبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى قرب تزويد قطاع غزة بالوقود، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتم ضخ أي كمية، وأن الوضع في قطاع غزة يخضع للمراجعة كل يوم، بحسب صحيفة "دي تسايت" الألمانية.
إبعاد الوقود عن المقاومة
وأضاف: "منذ أكثر من أسبوع يقولون لنا إن وقود المستشفيات ينفد وهذا لم يحدث، سيتم تسليم الوقود إلى المستشفيات تحت إشراف، وسنبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أنه لا يخدم أهداف المقاومة العسكرية".
فشل التنسيق مع نتنياهو
ويبدو أن إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي أنه سيسمح بتوصيل الوقود إلى العيادات في قطاع غزة، بمجرد أن يكون ذلك ضروريًا، لم يتم تنسيقه مع الحكومة، وقال مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه لم يوافق على استيراد الوقود إلى قطاع غزة.
وتحذر منظمات الإغاثة والمستشفيات منذ أكثر من أسبوع من أن الوقود اللازم لتشغيل العيادات في قطاع غزة قد ينفد.
نفاد الوقود من محطات تجميع الطاقة
وقالت منظمة المعونة الطبية للفلسطينيين، نقلًا عن كبير الجراحين في مستشفى الشفاء وهي الأكبر في مدينة غزة، إن إمدادات الوقود الأخيرة في العيادة تنفد من محطات تجميع الطاقة في حالات الطوارئ.
وأضاف كبير الجراحين مروان أبسو سادة، أن أدوية مهمة لعلاج أكثر من 800 مريض مفقودة أيضًا، ويسعى آلاف المدنيين حاليًا للحصول على الحماية هناك.
رئيس الأركان يعلن تعميق الهجوم البري
من ناحية أخرى؛ أعلن هرتسي هليفي، أن القوات الإسرائيلية دخلت مدينة غزة، بحسب ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال إن القوات المسلحة تتواجد في قلب شمال قطاع غزة، وتحاصرها وتعمق الهجوم البري، لإعادة جميع الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة.
وضع كارثي في مستشفيات غزة
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن 34% من مستشفيات غزة لا تعمل، و65% من مراكز الرعاية الصحية الأولية مغلقة، بينما ارتقى 124 شهيدًا من الكوادر الصحية، وجرح أكثر من 100، وتضررت 50 مركبة إسعاف، بينها 25 تعطلت عن العمل بشكل كامل.
كما تم إغلاق 12 من أصل 35 مستشفى وهي المستشفى الدولي للعيون، مستشفى دار السلام، مستشفى اليمن السعيد، مستشفى الطب النفسي، مستشفى بيت حانون، مستشفى الدرة للأطفال، مستشفى حمد لإعادة التأهيل، مستشفى الكرامة، مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي والجراحة التخصصية.
كما توقف 46 مركز رعاية صحية من أصل 72 عن العمل جراء القصف ونفاد الوقود، كما أشارت إلى أن الاحتلال طالب 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
وأشارت وزارة الصحة إلى النقص الحاد في الأدوية والمعدات والكوادر اللازمة لعلاج الأعداد الكبيرة من الجرحى، إضافة للانخفاض الحاد في الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء، إذ يتم إجراء عمليات جراحية دون تخدير وعلى ضوء الهواتف.