مشاركتي في "البيت الملعون" اختبار لي.. ولا أبحث عن الانتشار بل جودة الدور
حضور لافت وموهبة ولدت كبيرة مكنته من تجسيد الأدوار الصعبة ببراعة دفعت كبار المخرجين لاختياره ووضعه في مزيد من التحديات بأدوار تركت بصمة لافتة، الأمر الذي جعل الفنان اللبناني سعيد سرحان ورغم صغر مشواره الفني يترك أثرًا في كل عمل شارك به حتى وإن كانت مساحة الدور صغيرة.
حرص سعيد سرحان على التنوع في اختيار أدواره مستعرضًا موهبته الفنية في التلون وتجسيد كل الألوان ليؤكد موهبته الفنية، وكان آخر هذه الأعمال مسلسل "البيت الملعون" الذي ينتمي لنوعية الحلقات القصيرة، يجسد من خلاله دور محقق يسعى لاكتشاف إحدى الجرائم، وذلك رفقة الفنانة الكويتية هدى حسين، ونخبة من نجوم الوطن العربي بينهم خالد أمين، باسم مغنية، وسينتيا صاموئيل.
اختبار خاص
يؤكد سعيد سرحان لموقع "القاهرة الإخبارية "، أن اختلاف طبيعة العمل في "البيت الملعون" كانت سببًا رئيسيًا في قبوله لما يحمله المسلسل من طبيعة مختلفة تبرزه في شكل جديد، ويقول: "يحمل المسلسل نمطًا مختلفًا لم يسبق لي تقديمه خلال مسيرتي الفنية، لذا اعتبره اختبارًا خاصًا بالنسبة لي لإبراز قدراتي التمثيلية والتنقل بين أنماط مختلفة وجديدة، سواء كانت دراما اجتماعية أو سياسية أو كوميدية، أو في إطار التشويق والرعب كما هو الحال في مسلسل البيت الملعون".
ويضيف: "نوعية الأعمال الفنية التي تنتمي لـ"التشويق والرعب "، غير متوافرة بشكل كبير في الدراما العربية، لذا أردت أن أكون شريكًا في هذا العمل وكما ذكرت خوض تجربة جديدة عليّ في عالم التمثيل".
شخصية المحقق
يشير سعيد سرحان إلى أن شخصيته التي يقدمها ضمن أحداث مسلسل "البيت الملعون"، مليئة بالتفاصيل، الأمر الذي استلزم منه مجهودًا خاصًا للإلمام بخيوط الشخصية، إذ يقول: "أجسد شخصية المحقق الذي يصل من بيروت إلى المكان الذي يسير فيه الأحداث ليتابع عمليات سرقة وقتل، وهذه الشخصية هي التي تكشف ملابسات السرقة والقتل وربطها بالأحداث".
يضيف: "حرصت على التحضير الجيد لهذه الشخصية من خلال رسم تفاصيل خاصة بها والغوص في صفاتها والمحرك النفسي الدافع لها، خاصة أن هذه الشخصية لها دور فعّال ومؤثرة في الأحداث، وهي التي تحركها بشكل كبير".
المسلسلات القصيرة
مسلسل "البيت الملعون" الذي تدور أحداثه في 10 حلقات فقط ويعرض خارج موسم دراما رمضان، وحول فكرة انتشار المسلسلات القصيرة في وقتنا الحالي على المنصات الإلكترونية، يقول سرحان: "هذا الأمر ساعد المنتجين والمخرجين والممثلين على تقديم أنواع وأنماط مختلفة وجديدة للجمهور، وجعل المشاهد لا يعتمد على مشاهدة الدراما في رمضان فقط، بل طوال العام يستطيع مشاهدة أكثر من عمل مكون من عشر حلقات وبالتالي عادة بالفائدة على المشاهد وأنا أحبذ هذا النوع من الأعمال لأنه يخلق مساحة أكبر للتنوع والاختلاف".
ويضيف: "بالنسبة لتعدد الجنسيات في (البيت الملعون)، من وجهة نظري، أن هذا الأمر يساعد الفنان على الانتشار عربيًا، خاصة أن لكل فنان بلد معين به جمهوره الخاص، ما يزيد فرص مشاهدة العمل، وهو أمر مهم لكل فنان يشارك في عمل مشترك، ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن يكون العامل الرئيسي وفقًا للقصة وليس لمجرد الانتشار فقط".
مسلسل الغريب
كان للفنان سعيد سرحان تجربة مميزة من خلال شخصية "خليل"، التي جسدها ضمن أحداث مسلسل "الغريب"، وحول هذا العمل يقول: "يعد مسلسل "الغريب" من التجارب الخاصة والقريبة إلى قلبي لأنني تعاونت فيها مع المخرجة صوفي بطرس، والتقيت فيها بالفنان الكبير بسام كوسا للمرة الثانية بعد تجربتي معه في فيلم "المحبس"، فكان التعاون أكثر من رائع، خاصة أنني تعلمت منه الكثير بطريقة غير مباشرة ولا بد من أي فنان يتعاون معه أن يستغل وجوده في التعلم منه وكيفية تقديم الشخصية بطريقة السهل الممتنع، وأتمنى تكرار هذا التعاون المثمر".
معايير اختيار الدور
اهتمام كبير يوليه الفنان اللبناني سعيد سرحان في اختيار أعمال فنية ذات قيمة وتأثير، لذا يؤكد: "لدي معايير خاصة في اختيار الأدوار المقدمة لي، أهمها جودة النص، فكل شيء قابل للنقاش إلا جودة النص، فإذا كان جيدًا والشخصية التي أقدمها في العمل مؤثرة وفعالة في الأحداث، ولها تفاصيل وخطوط مختلفة، فهذا الشيء يستهويني ويدفعني لقبول الدور".
ويضيف: "لا يهمني أن يدفعني البحث عن الانتشار لقبول أدوار لا تحمل قيمة، بل أؤمن أنه لا بد أن أترك بصمة وعلامة مميزة له، لذلك دائمًا أبحث عن النص الجيد والشخصية المركبة التي تحتاج لجهد كبير في التحضير ومؤثرة في أحداث العمل".
حلم البطولة
رغم موهبة الفنان اللبناني سعيد سرحان الكبيرة وقدرته على تقديم أدوار مختلفة ومؤثرة، لكنه لم يحقق حلمه في البطولة المطلقة حتى الآن، ويؤكد ذلك قائلًا: "أطمح خلال الفترة المقبلة أن يحمل العمل بطولتي الخاصة، فأنا أنتظر هذه الفرصة حتي أتمكن من عرض إمكانياتي الفنية كممثل محترف وقادر على تحمل المسؤولية خاصةً أن الجمهور بدأ يطالب المنتجين بذلك".
ويضيف:" أؤمن جيدًا أن المساحة لا تصنع الممثل القوي، لكن الممثل هو من يصنع الدور ويجعل نفسه مميزًا مهما كانت المساحة صغيرة، لكن حلم البطولة المطلقة يشغل بال كل ممثل متميز حتي يستعرض موهبته التمثيلية بشكل أكبر".