ـ الاقتباس من الأعمال الأجنبية صحي بشرط مراعاة عادات وتقاليد المجتمع العربي
ـ المسرح مظلوم في العالم.. ولا بد من دعمه لأنه الوجه الحضاري للبلاد
ـ أعتمد في اختيار أعمالي على الجرأة والواقعية
ـ أنظر للانتقادات بعين الحسبان وأجعلها مادة للنقاش
يتمتع الممثل اللبناني بديع أبو شقرا بموهبة وثقافة أسهما في تألقه فنيًا، إذ قدّم تجارب ناجحة -سواء كانت على المسرح أو التليفزيون أو السينما- ولاقى أحدث أعماله مسلسل "ستيلتيو"، المأخوذ عن مسلسل تركي بعنوان "جرائم صغيرة" تفاعلًا كبيرًا من الجمهور والنقاد.
في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية" كشف بديع أبو شقرا تفاصيل تجربته في مسلسل "ستيلتيو"، والصعوبات التي واجهته في العمل، ورأيه في اقتباس الأعمال الفنية، بالإضافة إلى تجربته على المسرح من خلال "اعترافات بيتهوفن"، وأمنيته في خوض تجربة درامية مصرية، وتفاصيل أخرى في هذه السطور:
كان آخر أعمالك مسلسل "ستيلتيو".. كيف كانت تجربتك وما الذي حمّسك للمشاركة؟
العمل كان مميزًا، لأنه من نوعية المسلسلات الاجتماعية الميلودرامية الطويلة، وليس تقليديًا، إذ يناقش أبعادًا اجتماعية جريئة وواضحة، وأحب هذه النوعية من المسلسلات، ووجودي مع فريق عمل متميز وقادر على النجاح والتألق.
كيف استعددت لشخصية خالد في المسلسل؟
الاستعداد لشخصية خالد، كان من خلال العمل عليها بشكل طبيعي وتلقائي حتى يخدم القصة، وهي قريبة من شخصيتي الحقيقية في كل شيء حتى أخطائي، وبالتالي هذا الأمر ساعدني بشكل كبير، لإظهار الشخصية بشكلها المناسب.
هل تسبب ذلك في وجود صعوبات واجهتك خلال تجسيد الشخصية؟
المخرج وجهة الإنتاج حرصا على إظهار الصورة بشكل يناسب القصة وتفاصيلها، وكانت هناك تحضيرات كثيرة من جانب كل ممثل، وهذه العملية كانت الأكثر صعوبة، بينما خلف الكواليس كانت الأجواء ممتعة وهادئة وجميلة وأشبه بالأسرة الواحدة.
المسلسل مأخوذ من فكرة عمل تركي.. كيف ترى اقتباس الأعمال الفنية؟
لا شك أن فكرة الاقتباس أمر متاح وموجود في كل الفنون سواء كان في المسرح أو الموسيقى أو الفن التشكيلي أو السينما أو التليفزيون، وهو شيء صحي جدًا، ولكن المفتاح الأساسي فيه هو كيفية الاقتباس بشكل يتناسب مع البيئة والجمهور الموجه له هذا المحتوى، لذلك عند الاقتباس في مجتمع عربي لا بد من مراعاة العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع حتى يتقبله.
على ذكر الكتابة كانت لك تجربة معها لم تكتمل.. ألا تنوي خوضها من جديد؟
توقفت عن كتابة المسلسل الذي كنت أنوي تقديمه، بسبب ضيق الوقت، بالإضافة إلى جرأة العمل، فهو يناقش قضية حساسة في مجتمعنا.
ولكن حاليًا عُدّت مرة أخرى للكتابة من خلال ورش العمل، وأحضّر لكتابة عمل جديد مع مجموعة من الكتاب، وسيكون العمل في إطار من الخيال العلمي.
يعرض مسلسل ستيلتيو في 90 حلقة.. هل كانت هناك تخوفات من شعور الجمهور بالملل؟
هناك أنواع عدة من الدراما، وهذا العمل من نوعية الميلودراما الطويلة، ولكل نوع من هذه المسلسلات جمهوره الخاص، فلا بد من الأخذ في الحسبان كيفية الكتابة للعمل الطويل والكتابة للعمل الذي يعتمد على حلقات قصيرة، حتى يتقبله الجمهور دون أن يشعر بالملل، ويظهر بالشكل المناسب.
كانت لك تجربة في المسرح عبر "اعترافات بيتهوفن".. كيف تقيمها في مشوارك الفني؟
تجربة اعترافات بيتهوفن، هي العمل رقم 29 في أعمالي المسرحية، إذ قدّمت من قبل 28 عملًا متنوعًا بين اللغة العربية والفرنسية والإنجليزية، ولكن تجربة "بيتهوفن" كانت متميزة، لأنها قراءات مسرحية وكلاسيكية جدًا، وكنت أشعر بالخوف بسبب كلاسيكية العمل، فمن الممكن ألا يتقبله المُشاهد بسبب العولمة والتطور التكنولوجي التي يمر بها العالم، ولكنني فوجئت بأن الكلاسيكية لا تموت، وأنها تبقى في كل الأجيال وكل العصور.
هل المسرح مظلوم في الدول العربية؟
المسرح مظلوم في كل العالم، وليس العالم العربي فقط، لأن المسرح يحتاج إلى وقت طويل، وتحضير كبير جدًا، بالإضافة إلى إنتاج، والنسب التجارية للممثلين في المسرح قليلة جدًا مقارنةً بالفنون الأخرى مثل السينما والتليفزيون.
تعتمد في اختيار أعمالك على الواقعية، فهل هذه ضمن معاييرك في قبولها؟
دائمًا ما أُفضّل العمل الجريء القريب من الواقع الذي يُصور الحقيقة دون خوف، حتى لو كانت هذه الحقيقة بشعة، لأن الفن هو حالة تعبير تتميز بالحرية والواقعية والاحترافية.
حتى وإن كان سيعرضك هذا لانتقادات؟
أتعامل مع الانتقادات إذا كانت سلبية أو إيجابية بشكل صريح جدًا وحقيقي، فأنا مع الانتقاد حتى وإن كان جارحًا، خاصة أنني أخذ الانتقادات بعين الحسبان، وأحترم رأي الجمهور وأجعله موضع نقاش بالنسبة لي.
معنى ذلك أنك تتقبل انتقادات التواصل الاجتماعي وتناقشها؟
السوشيال ميديا سلاح ذو حدين ممكن أن تكون مؤذية بشكل كبير، وممكن أن تكون مساعدة للفنان، لذلك لا بد من أن تكون حريصًا في استخدامها، وأنا شخصيًا أتعامل معها كمادة تسويقية للأعمال فقط، ولا أستخدمها من أجل الانتشار بلا سبب، كما يفعل الكثيرون من الفنانين، أو حتى أعرض عليها حياتي الشخصية.
ما سبب عدم مشاركتك في الدراما المصرية كأغلب الفنانين العرب؟
أتمنى أن أشارك في الدراما المصرية، لأنها من أكثر الدراما في العالم التي استطاعت توثيق الحياة الاجتماعية والسياسية والجغرافية، فمصر أم الدنيا ومركز أساسي للفنون، بالإضافة إلى أنها مرجع لكل الأعمال الدرامية العربية، وهذه أمنية أسعى إليها.