الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخرج "جنائن معلقة": تمثيل العراق بالأوسكار أكبر من كل الجوائز

  • مشاركة :
post-title
فيلم جنائن معلقة

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

جندي أمريكي سبب حماسي للفيلم.. وقدمت فكرتي دون تدخلات خارجية

يمثل المخرج العراقي أحمد ياسين الدراجي، بلده خلال منافسته على جوائز النسخة 96 للأوسكار أفضل فيلم عالمي، بفيلمه "جنائن معلقة"، الذي يناقش قضية مهمة تحكي بعمق عن أثر الدمار الذي تسببت فيه الحروب المتتالية في العراق، وما أحدثته من مشكلات اجتماعية واقتصادية.

يؤكد مخرج "جنائن معلقة"، لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أنه كان متوقعًا أن يتم ترشيح فيلمه ضمن المنافسة على جائزة الأوسكار، ورغم ذلك شعر بارتباك وقلق قبل إعلان تمثيل "جنائن معلقة" للعراق في الأوسكار، إذ يقول: "أصبح الاهتمام بترشيحات العراق للمنافسة على الأوسكار بسبب فيلم جنائن معلقة، فمن خلال مشاركاته العالمية، ساهم في تسليط الضوء على السينما العراقية وترشيحات العراق".

ويضيف: "رشح فيلم "جنائن معلقة" ضمن أربعة أفلام من العراق، فشعرت بسعادة كبيرة للغاية عنما تم ترشيح الفيلم لتمثيل العراق في المنافسة على جوائز الأوسكار، واعتراف العراق بالعمل أكبر من كل الجوائز، فيكفيني فخرًا تمثيل العراق رسميًا على جائزة مهمة مثل الأوسكار، وعندما سمعنا الخبر شعرنا بالارتباك في بداية الأمر خصوصا أن الوضع في العراق مرتبك سياسيًا، وبالتالي يعكس على كل مؤسسات الدولة اجتماعيًا وثقافيا، فهذا الخبر كان بمثابة النور وسط العتمة".

المخرج أحمد ياسين
رد فعل

يشير المخرج العراقي، إلى أن سبب حماسه لتقديم فكرة فيلم "جنائن معلقة"، جاء كرد فعل على فيلم "القناص الأمريكي"، الذي شاهده قبل قراره بصناعة فيلمه، إذ يقول: "عندما شاهدت فيلم "القناص الأمريكي " بإحدى الصالات بلندن، شعرت بالإزعاج والأذى النفسي كوني عراقيًا، فهذا الفيلم يتحدث عن قناص أمريكي يتجول في شوارع العراق ويقتل أناسًا عراقيين بحجة أنهم إرهابيون".

ويضيف: "بعد خروجي من صالة العرض، قررت صناعة فيلم يتحدث عن تجربة العراق بعد عام 2003، بصوت عراقي دون تدخل أصوات أخرى، لذلك استعنت بقدرات شبابية من داخل العراق ولم أعتمد على مواهب خارج العراق، كما يفعل الكثير من المخرجين بسبب قلة الخبرات في بلدنا، وهذا الشيء ما ميز فيلم "جنائن معلقة"، أنه صنع بأيدي عراقية فمنحه الكمية الهائلة من المصداقية والواقعية".

يوضح أحمد ياسين أن فكرة أحداث العمل جاءت من الحياة الواقعية، إذ يقول: "في نهاية عام 2006 كنت أنتظر أحد أصدقائي عند الجامعة، وكانت هذه الفترة تشهد العديد من الصراعات والحروب الأهلية في العراق، فوجدته ممسكًا بشنطة سوداء كبيرة وبداخلها دمية جنسية، عثر عليها داخل مكب نفايات الجيش الأمريكي، فهذا الأمر ألهمني بتقديمه في عمل سينمائي".

ودارت أحداث فيلم "جنائن معلقة" حول الشقيقين "طه" و"أسعد" اللذين يعملان في جمع المعادن والبلاستيك من مكبّ نفايات في بغداد، يلفت انتباههما مكبّ نفايات الجيش الأمريكي الذي يعثر فيه "أسعد" على دمية جنسية مهملة، ويقرر امتلاكها وإحضارها إلى المنزل، وحينما تختبر الدمية علاقة الأخوين، يواجهها بقلق ما يهدد صلتهما الأخوية، ضمن تحدي الحب وصلة الدم.

بطل فيلم "جنائن معلقة"

التحديات

واجه المخرج العراقي، العديد من التحديات والصعوبات حتى يخرج مشروعه السينمائي إلى النور، إذ يقول: "التحدي كان يكمن في كيفية دخول الدمية الجنسية للعراق، فهذا الأمر كان أشبه بالمهمات الانتحارية، ونجحت في إدخالها بموافقة رسمية من مكتب رئيس الوزراء".

ويضيف: "كما أن تصوير الفيلم كان في توقيت انتشار فيروس "كورونا" فكان الأمر مخيفًا ومرعبًا بالنسبة لنا خشية من أن يصيب هذا المرض أحد أفراد العمل، بالإضافة إلى عدم وجود منظومة تنظم عملية صناعة السينما في العراق، والتمويل أيضًا، ولكن تم حل هذا الأمر من خلال قرض، ثم بعد ذلك جهات الدعم ساعدتنا".

وتابع: "تجربتي في رحلة البحث عن طفل يؤدي دور البطولة كانت مهمة صعبة ومرهقة للغاية، وظللت لمدة 3 أشهر، أبحث عن طفل في شوارع بغداد يكون مُناسبًا للدور، خصوصًا أن الكثير من الأهالي كانوا يرفضون مشاركة أطفالهم في الفيلم بحجة أنه يخالف الأعراف الاجتماعية".

تساؤلات

يرى أحمد ياسين أن المشروعات السينمائية لا تقدم رسائل من وجهة نظره بل تطرح تساؤلات حول موضوع معين، إذ يقول: "ما أردته من صناعة فيلم "جنائن معلقة" هو طرح مجموعة من الأسئلة داخل العمل والبحث عن مأزق لم يتم التطرق إليه من قبل، فكل ما امتلكه للمشاهد هو تقديم مجموعة من التساؤلات، وفهمي لما حدث بعد 2003 اجتماعيًا، وقراءتي لوضع هذا البلد".