الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

المخرج أحمد رقاد: الواقع ألهمني"ذات مرة".. والمشاركة بالمهرجانات الدولية تتويج لجهود طويلة

  • مشاركة :
post-title
المخرج الجزائري أحمد الرقاد

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

نجاح لافت حققه المخرج الجزائري أحمد رقاد، من خلال فيلمه القصير "ذات مرة"، الذي يتناول قصة شابة تدعي"manel"، تعيش تحت سلطة والدها الديكتاتور، وتحاول بمختلف الطرق إقناعه بالزواج من حبيبها، وتقع خلال الفيلم العديد من المفاجآت غير المتوقعة.

الفيلم الذي يستعد لمرحلة جديدة في المنافسة بالمهرجانات السينمائية في أستراليا والبحرين، أكد مخرجه أنه استلهم فكرته من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار اهتمامه وفضوله، ويقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "لم يكن المنشور بحد ذاته هو ما جعلني أفكر في هذا العمل، لكنها تعليقات الجمهور الجزائري، فشعرت بالغضب تجاه القضية ورأيت أنه من الضروري صناعة فيلم يسلّط الضوء على تلك القضية ويضعها تحت المجهر، فبدأت في كتابة قصة تعتمد بنسبة 100% على ما قرأته من تعليقات، ولكن فيما بعد قررت كتابة قصة متكاملة عن خلل وجداني في الإنسان يغفل عنه الكثير، وكان من وجهة نظري إذا ما تمت معالجة هذا الخلل سيتخلص العالم من مشكلات عديدة".

بوستر فيلم "ذات مرة"
أبيض وأسود

يُشير المخرج أحمد رقاد إلى أن التحضير والاستعداد لخروج فكرة "ذات مرة" إلى النور استغرق مجهودًا كبيرًا منه، إذ يقول: "كتبت في بداية الأمر سيناريو بعنوان "أبيض وأسود"، من ثلاث صفحات تطرح القضية، لكنه لم يكن مقنعًا بالشكل الكافي، كما أنني ترددت لأنني كنت على دراية أن المتلقي لن يرى ما تحت الطاولة لقلة المواد المطروحة التي تدعم موضوع الفيلم الذي سيستخلصه المتلقي كمغزى من القصة".

ويضيف: "ظلت فكرة الفيلم تراودني ولم تغب عن بالي، فعدت إليها وقررت كتابة سيناريو ذي بنية درامية متماسكة حول المشكلة الوجدانية بالدرجة الأولى وحول تلك القصة، لذلك قررت اتباع قاعدة مختلفة من قواعد كتابة السيناريو؛ لكي أتمكن من تحرير سيناريو قوي بطريقة مميزة لم يسبق العمل بها من قبل، وبعد عامين من التفكير والكتابة والتوقيع تمكنت من فعل ذلك".

وتابع: "كانت تجربة رائعة للغاية، فعندما تعالج موضوعًا مهمًا مثل هذا، تأخذ بعين الاعتبار كل شرائح المجتمع، واستغرقت ستة أشهر أخرى في تطوير القصة إلى أن وصلت للسيناريو النهائي، ومن ثم قررت البحث عن الممثلة المناسبة لهذا الدور الصعب، ومدة التحضير والاستعداد الذي استغرق نحو 8 أشهر بين تدريبات مع الممثلين وإعادة تطوير القصة إلى التصوير والمونتاج".

كواليس فيلم "ذات مرة "
غياب الميزانية

لم يكن الأمر سهلًا على المخرج أحمد رقاد حتى يقدم فكرته للجمهور، إذ واجه تحديات، وحول ذلك يقول: "كل شيء ظهر على الشاشة لم يكن عبثًا بل كان مدروسًا بدقة، وفي ظل غياب الميزانية لم أستطع تصوير الكثير من الأشياء التي كان يجب أن يراها المشاهد، إذ استعنت بالكثير من الأصدقاء في تجهيز المنزل، من طلاء وأثاث وملابس، ولم أر هذه العوائق نقطة ضعف بل حولتها إلى نقطة قوة، فكلما أبحث عن غرض ولا أجده أحاول العثور على البديل بما يخدم القصة".

ويضيف: "أحد التحديات التي واجهتها أيضًا هو العمل مع الممثلة يسرى بن ويس لأنها كانت تجربتها الأولى والفيلم كان يعتمد بصفة كبيرة على أداء الممثلين؛ مما دفعنا للتدريب نحو ستة أشهر قبل التصوير، توج في النهاية بهذا الأداء المميز الذي لاقى استحسانًا واسعًا من قبل المشاهدين والفنانين".

يضيف: أمر آخر كان يؤرقني هو استخدام بعض حركات الكاميرا التي لم تستخدم من قبل؛ مما جعلني متخوفًا من النتيجة النهائية، لكنها جاءت مميزة".

رسالة الفيلم

للمخرج الجزائري هدف ورسالة من تقديم الفيلم، خاصة أنه استلهمه من الحياة والواقع الذي يراه حوله، إذ يقول: "كما ذكرت سابقًا اعتمدت في قصة الفيلم بشكل كبير على ما شاهدته بعيني في هذه الحياة وسمعته بأذني، من أفعال الشخصيات، حواراتهم، تصرفاتهم، وتعاملهم مع بعضهم، كلها كانت مستمدة من الواقع".

ويضيف: "بالنسبة لرسالة الفيلم وإن كانت غير واضحة نوعًا ما للجميع، هي أنه علينا أن نحرر طبيعتنا البشرية من ذلك القفص الذي يجعلنا نخسر إنسانيتنا وقيمنا بمقابل انتصار الهمجية والماديات، فسجن الإنسان لفطرته السليمة سيجعله عرضة للتناقضات التي تهدم حياة البشر".

كواليس الفيلم
مشاركة في المهرجانات

يرى أحمد رقاد أن مشاركة فيلمه في العديد من المهرجانات وحصوله على جوائز هو بمثابة تكريم للفيلم ونجاحه في إيصال فكرته، إذ يقول: "جاءت مشاركة الفيلم في مهرجان البحرين بمثابة تتويج للفيلم وفريق عمله، فمن بين المئات من المشاركين تم اختيار هذا الفيلم ليكون ضمن المسابقة الرسمية لأحد أقوى المهرجانات في العالم العربي".

ويضيف "كما أن هذه المشاركة تضفي شيئًا من الثقة في نفسي كي أواصل العمل، بالإضافة إلى أنها تعطي ثقة لعدد من مؤسسات الإنتاج؛ كي أتمكن من إنتاج فيلمي المقبل، والذي استغرق نحو ثلاث سنوات في كتابته وتصويره، وبالتالي فإن هذه المشاركة ما هي إلا خطوة للاستمرار".

ويضيف: بالنسبة لمشاركة الفيلم في مهرجان "Muslim film festival"، بأستراليا، يقول "بمثابة تأكيد أن هذا الفيلم ذو موضوع كوني "Universal theme "وأن المُشاهد مهما كانت لغته أو المنطقة التي يعيش فيها سيشعر ويتعلم شيئًا بعد الانتهاء من مشاهدته، وهذا هدفي من البداية، فالسينما هي وسيلة للتواصل مع البشر للتأثير فيهم بطريقة إيجابية.