تجربة فنية عائلية تقاسمها المخرجان، عفاف بن محمود بمشاركة زوجها خليل بنكيران، ليتوج هذا التعاون بنجاح كبير انطلق من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، إذ حصدا من خلال فيلمهما الذي حمل اسم "كواليس" جائزة السينما والفنون، والتي جاءت على هامش النسخة الـ80 من فعاليات المهرجان.
تتطرق أحداث الفيلم ذات الإنتاج التونسي المغربي، إلى فرقة الرقص التي تحمل اسم "بلا حدود"، حيث قاربت على إنهاء جولة في المغرب تُختتم في مدينة مراكش، وأثناء العرض قبل الأخير، المُقرّر في دار ثقافة مدينة أطلسيّة صغيرة، تستفز عايدة هادي، أحد الراقصين الستة المكونين للفرقة وشريكها في الحياة، على المسرح، فيصيبها في ركبتها لتضطر الفرقة للتعجيل بالرحيل بحثًا عن الطبيب الوحيد الموجود في المنطقة، ويجد الفريق نفسه في ليلة أمام متاهة غير متوقعة، وتبدأ المغامرة في طريق كبير تخترقه غابة.
مواجهة كورونا
تؤكد المخرجة التونسية عفاف بن محمود لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن سر تحمسها لتقديم فيلم "كواليس"، يرجع إلى رغبتها في دمج عالم المسرح مع الفن السابع، إذ تقول: "كان لدي هاجس كبير في تقريب فن المسرح إلى الفن السابع، لذلك تحمست لتقديم هذا الفيلم الذي استغرق سنوات طويلة في البحث عن الممثلين، وعن الأشياء الخاصة بالرحلة والتي تفيدها".
وتضيف: "رغم استمتاعي بالتجربة لكنها في الوقت نفسه كانت مرهقة إلى حد كبير، خصوصًا في التحضير لها، واستغرقت نحو عامين، إذ بدأت مع المخرج خليل بنكيران بالاجتماع بالممثلين ثلاثة أيام في الأسبوع حتى نطور الشخصيات، ونرسمها بشكلها المناسب وعلاقتها بالشخصيات الأخرى، فكان الأمر مرهقًا للغاية في التواصل والاجتماع بالممثلين؛ لأنه كان في وقت انتشار فيروس "كورونا"، ورغم ذلك ساعدنا الأمر كثيرًا في تحسين السيناريو".
وأشارت إلى أن "الصعوبات والتحديات التي واجهتها في الفيلم، كانت تكمن في انتشار فيروس "كورونا"، الأمر الذي جعلني أتوقف عن تصوير الفيلم مرتين، وفي المرة الثالثة شعرت بالخوف والقلق من عدم اكتمال الفيلم، خاصة أن التوقف كلفنا ماديًا ولكن في النهاية سعدت للغاية لخروجه إلى النور بعد هذه المعاناة".
توضح مخرجة فيلم "كواليس" أن الرسالة الأساسية التي يسعى الفيلم إلى إيصالها، هي أن كل شيء من الممكن أن ينتهي في أي وقت، إذ تقول: "حرصنا على أن نقدم في بداية الفيلم رقصًا معاصرًا لمدة عشر دقائق، لجذب الانتباه بهذا الجمال، ثم انتقلنا إلى الكوارث الطبيعية وإعطائنا فكرة على نوعية الأشخاص بالعمل، والصراعات التي تحدث بينهم والطبيعة، وعلاقة البشر بالزمن، كما يتطرق إلى الحديث عن جسد المرأة وإنها غير مجبرة على الإنجاب، خصوصًا إذا كانت راقصة".
جائزة السينما والفنون
وحول شعورها بحصول فيلم "كواليس" على جائزة السينما والفنون في مهرجان فينيسيا بنسخته الثمانين، بعد معاناة طويلة لخروج فيلمها إلى النور، تقول: "قيمة مهمة للغاية لأنني شعرت بأنني نجحت في تحقيق هدفي، كما ذكرت وهو تقريب فن المسرح، للفن السابع، وهذه الجائزة تعني لي الكثير وفخورة بها".