الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ماكرون يحذر من أوروبا ضعيفة وإفريقيا رافضة لـ"فرنسا المسيطرة"

  • مشاركة :
post-title
ماكرون خلال خطابه السنوي عن السياسة الخارجية أمام السفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

عقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا مطولًا مع سفراء المعتمدين في الخارج، بقصر الإليزيه بباريس، اليوم الاثنين 28 أغسطس، في إطار اللقاء السنوي التقليدي لمناقشة الأولويات والتحديات التي تواجه السياسة الخارجية الفرنسية. وتناول ماكرون خلال كلمته أمام الدبلوماسيين أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام الفرنسي.

وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة الحفاظ على الدور الأوروبي في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، من خلال تعزيز التكامل الأوروبي ومواصلة الحوار مع روسيا. كما دعا إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع الصين مع المحافظة على المبادئ الأساسية.

أهمية الدبلوماسية الفرنسية

في بداية كلمته، شدد ماكرون على أهمية الدبلوماسية الفرنسية النشطة في مواجهة التحديات الكبرى التي تفرضها الأوضاع الدولية الراهنة، بحسب ما أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية. كما حذّر من مخاطر "تراجع قوة أوروبا" بسبب تأثير المتغيرات الإقليمية والدولية على الدور الأوروبي، مطالبًا الاتحاد الأوروبي بـ"قبول درجة أعلى من التكامل".

خطر ضعف أوروبا

حذّر الرئيس ماكرون من "خطر ضعف" قارة أوروبا وأكد أهمية تعزيز التكتل الأوروبي وتوحيده. وشدد على ضرورة العمل المشترك والتعاون بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية. وأكد أن فرنسا ستستمر في السعي لتحقيق التكامل الأوروبي والعمل على تعزيز القوة والتوحيد بين الدول الأعضاء.

فرنسا وإفريقيا

في خضم كلمته استغل ماكرون الفرصة لتركيز اهتمامه على مناطق الجنوب، وبشكل خاص القارة الإفريقية إذ يشغل الوضع في النيجر اهتمام فرنسا، والشرق الأوسط.

كما أكد ماكرون دعم فرنسا للرئيس النيجر ي محمد بازوم، فيما وصف قراره بعدم الاستقالة بـ"الشجاع"، مضيفًا "أعتقد أن سياستنا هي السياسة الصحيحة، إنها مبنية على شجاعة الرئيس بازوم".

أيضًا حذّر الرئيس الفرنسي من استمرار الاضطرابات في منطقة الساحل، مشددًا على ضرورة تبني سياسة "ليست استعمارية ولا ضعيفة" تجاه القارة الإفريقية. كما أعرب عن تأييده لوجود السفير الفرنسي في النيجر رغم المطالبات بإقالته بعد التحرك الأخير في البلاد والإطاحة بالرئيس محمد بازوم، وفقًا لشبكة "فان مينوت" الفرنسية .

فيما أكد رئيس فرنسا على رفض النظرة الأبوية والضعف في القارة الإفريقية. نافيًا أي توجه "أبوي" لفرنسا في القارة الإفريقية، وقال: "لا أبوية ولا ضعف، وإلا فإننا لن نكون موجودين في أي مكان". ودعا أيضًا دول الساحل الإفريقي إلى اتخاذ "سياسة مسؤولة" في هذا الصدد. وأضاف: "لقد غذت الضعف الذي أظهره البعض تجاه الاضطرابات السابقة طموحات إقليمية. هناك وباء من القلاقل في جميع أنحاء الساحل الإفريقي".

الشرق الأوسط

دعا الرئيس الفرنسي إلى عقد مؤتمر بغداد الأمني للأمن في المنطقة "في أواخر نوفمبر" المقبل. كما طالب إيران بإطلاق سراح 4 مواطنين فرنسيين يحتجزون داخل سجونها.

وقال ماكرون: "لا يوجد أي مبرر لاحتجاز مواطنين فرنسيين في السجون في ظروف غير مقبولة بإيران". والفرنسيون الأربعة المحتجزون في طهران، بحسب ما أشارت شبكة "فان مينوت" الفرنسية، هم لويس أرنو، الذي تم احتجازه منذ سبتمبر 2022، والمعلمة الفرنسية سيسيل كولر وصديقها جاك باريس اللذين تم اعتقالهما في مايو 2022 بتهمة التجسس. ولم يتم الكشف عن هوية الشخص الرابع.

الحوار مع روسيا والعلاقات الصينية

أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة مواصلة الحوار مع روسيا رغم الخلافات، مشيرًا إلى أهمية إقامة قنوات اتصال مباشرة مع الرئيس بوتين، داعيًا إلى تطوير العلاقات الاقتصادية مع الصين، لكن دون المساومة على القيم والمبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن التوترات الصينية الأمريكية تؤثر على الساحة الدولية لكنها لا يجب أن تؤثر على العلاقات الفرنسية الصينية .

مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية

وفي ختام خطابه، أكد الرئيس الفرنسي عزم بلاده مواجهة التحديات والمخاطر الإقليمية والدولية بنهج دبلوماسي نشط ومتمركز حول المبادئ. كما دعا إلى تعزيز التنسيق مع الشركاء الأوروبيين والدوليين لتحقيق هذا الهدف.

وبشكل عام، يمكن القول إن خطاب ماكرون أمام السفراء ركز على إبراز أولويات باريس الرئيسية في الملفات الدولية والإقليمية الحساسة، مع التركيز على المخاطر المحتملة لعدم الاستقرار على المصالح الفرنسية والأوروبية.