الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أزمة فرنسا والنيجر تتفاقم.. ومظاهرات حاشدة لدعم المجلس الانتقالي

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

القاهرة الإخبارية - محمد سالم

تفاقمت أزمة السفير الفرنسي في النيجر، الذي رفض المغادرة، رغم طرده من قبل المجلس الانتقالي، الذي هدد باستخدام القوة، حال لم يغادر السفير الفرنسي، سيلفان إيت، النيجر، فورًا.

وفي 25 أغسطس الجاري، أمهل المجلس الوطني لحماية الوطن في النيجر (المجلس الانتقالي)، السفير الفرنسي مهلة 48 ساعة لمغادرة نيامي، وبررت وزارة الخارجية في النيجر، القرار، قائلة إنه يأتي لرفض سفير فرنسا في نيامي الاستجابة لدعوتها إلى "إجراء مقابلة"، إلى جانب تصرفات فرنسا التي وصفتها بأنها "تتعارض مع مصالح النيجر".

وبدأت الأزمة بين المجلس الانتقالي في النيجر، وفرنسا، منذ اليوم الأول لتحركهم، إذ أعلنت فرنسا، رفضها الاعتراف بهم، وطالبت بإعادة الرئيس محمد بازوم إلى السلطة، كما أعلنت دعم مجموعة "إيكواس" للتدخل العسكري في النيجر، وفور الإطاحة ببازوم قالت وزارة الخارجية: "نكرر بأقوى العبارات مطالبة المجتمع الدولي الواضحة بالاستعادة الفورية للنظام الدستوري والسلطة المدنية المنتخبة ديمقراطيًا"، بحسب "رويترز".

وما يعزز رد الفعل الفرنسي القوي، هو أن نجاح المجلس الوطني في النيجر لحماية الوطن في السيطرة على السلطة، يعني أن فرنسا ستُجبر على سحب قواتها، كما حدث في بوركينا فاسو ومالي، بحسب محللين ودبلوماسيين، إذ إن قوام القوة الفرنسية في النيجر نحو 1500 جندي.

كما تعتمد باريس على النيجر في الحصول على 35% من احتياجاتها من اليورانيوم، لمساعدة محطاتها النووية في توليد 70% من الكهرباء، كما كان بازوم حليفًا قويًا لباريس في الحرب ضد الإرهابيين، وشريكًا اقتصاديًا قويًا، ويُعد من بين آخر القادة الموالين لها في منطقة الساحل الإفريقي.

الضغط الشعبي

تجمع أنصار المجلس الوطني في النيجر لحماية الوطن

وغداة قرار طرد السفير الفرنسي، تجمع نحو 10 آلاف شخص، في العاصمة نيامي، لدعم المجلس الانتقالي، ولوح مناصروه بأعلام النيجر والجزائر وروسيا، في ملعب سيني كونتشي، الأكبر في البلاد.

ويأتي التجمع الشعبي، في أعقاب اتهام فرنسا (القوة الاستعمارية السابقة)، بالرغبة في التدخل عسكريًا لإعادة بازوم بالقوة، وقال الكولونيل إيبرو أمادو، في كلمة أمام الحشد، إن النضال لن يتوقف حتى اليوم الذي لن يكون فيه أي جندي فرنسي في النيجر.

وما زاد التوتر، هو الرد الفرنسي، إذ قالت وزارة الخارجية الفرنسية، إن المجلس الوطني في النيجر لحماية الوطن، ليس له أهلية للمطالبة بمغادرة السفير، وأنهم ليس لديهم أهلية، مُشيرة إلى أن اعتماد السفير لا يأتي إلا من السلطات النيجرية.

وفي 3 أغسطس ألغى النظام الجديد في النيجر، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تيانين الاتفاقيات العسكرية الثنائية مع فرنسا، وهو قرار تجاهلته باريس التي قالت إنها لا تعرف سوى محمود بازوم رئيسًا شرعيًا.

واتهم قادة المجلس، فرنسا باختراق مجال النيجر الجوي بشكل متكرر، وأنها أطلقت سراح إرهابيين في إطار زعزعة الاستقرار، وهي اتهامات تنفيها باريس.

وظهر الغضب النيجري، في التجمعات الشعبية، التي نددت بفرنسا وهتفت باسم روسيا، المستفيدة من العداء مع باريس في منطقة الساحل، بحسب "فرانس برس".

الجيش في حالة التأهب

وأمر الحكام في النيجر، القوات المسلحة بالانتقال إلى حالة تأهب قصوى، استعدادًا لتدخل عسكري محتمل لمجموعة غرب إفريقيا الاقتصادية، "إيكواس"، وسط تزايد التهديد بالهجوم.

وأصدر وزير الدفاع النيجري، وثيقة داخلية، تم نشرها على نطاق واسع، اليوم السبت، أن الأمر الذي يقضي ببقاء الجيش في أعلى حالة استعداد سيسمح للقوات بالرد بشكل مُناسب في حالة وقوع أي هجوم و"تجنب مفاجأة عامة"، مُضيفًا أن "تهديدات العدوان على الأراضي الوطنية أصبحت محسوسة بشكل متزايد".

توضيح إيكواس

وقال رئيس مفوضية "إيكواس"، عمر أليو توراي، للصحفيين، إن المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لم تعلن الحرب على شعب النيجر، ولا توجد خطة، كما يُزعم، لغزو البلاد، بحسب وكالة "سبوتنيك الروسية".

يُذكر أن النيجر مستعمرة فرنسية سابقة، وظلت واحدة من آخر حلفاء الدول الغربية في منطقة الساحل، وهي تمتلك احتياطيات غنية من اليورانيوم الذي تعتمد عليه فرنسا.