الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحت الحرارة القصوى.. فرنسا تعيش موجة استثنائية تنبئ بتحديات جديدة للبشرية

  • مشاركة :
post-title
برج إيفيل - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد فرنسا حاليًا موجة حر استثنائية تعكس الآثار المُتزايدة للتغير المناخي على البلاد والعالم، بعد أن أعلنت خدمة الأرصاد الجوية الفرنسية "ميتيو فرانس" أنها سترفع تحذير الحرارة القصوى يوم الجمعة للمناطق التي كانت لا تزال تتأثر به. ورغم استمرار ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق، إلا أنه من المُتوقع أن تبدأ في الانخفاض في النصف الجنوبي من البلاد، ولكن هل تعتبر هذه نهاية لموجة حر صيفية عادية؟ بالطبع لا، فقد كانت هذه الموجة استثنائية لعدة أسباب.

موجة استثنائية

وبحسب ما أشار تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية، تتميز هذه الموجة بطبيعتها المتأخرة في الموسم، وشدتها وأرقامها غير المسبوقة تمامًا، إذ تجاوزت الثلاثين درجة مئوية في الليل في عدة أماكن، يعتقد علماء المناخ أن موجة الحر هذا العام هي أحد أعراض جديدة للتغير المناخي وتبعاته التي تم التنبؤ بها منذ عقود.

تضاعف الموجة خلال القرن الـ21

في كل تقاريرها، لم تتردد "ميتيو فرانس" في وضع موجة الحر كمثال على ما سيستمر حدوثه في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، وأوضحت لوريان باتي، عالمة مناخ في الوكالة الفرنسية للأرصاد الجوية، قائلة: "من المرجح جدًا أن نشهد مزيدًا ومزيدًا من هذه الحالات في المستقبل، سواء في وقتٍ لاحق من الموسم أو في وقتٍ أبكر، بالمقارنة مع المناخ الذي شهدناه في نهاية القرن العشرين"، مُؤكدة أن "هذه هي سمات الأحداث التي نتوقعها مع ارتفاع حرارة الكوكب في المستقبل القريب، خلال الفترة من 2021 إلى 2050، مع موجات حر أكثر قوة في وقت لاحق من الموسم".

48-50 درجة مئوية في فرنسا

"أنا لست متفاجئًا، لأن هذا يتوافق مع المسارات التي تم التنبؤ بها ووثقتها وأعلنتها العديد من الدراسات على مدى فترة طويلة"، بهذه الكلمات علق عالم المناخ كريستوف كاسو، من المركز الوطني للبحوث العلمية على الموجة الحراة التي تضرب فرنسا.

وأكمل كاسو "وأنا قلق جدًا أيضًا، لأنه إذا تمت هذه التنبؤات الجوية التي تولد موجة الحر هذه خلال الحد الأقصى المناخي، بين 20 و30 يوليو، مع الارتفاع الإضافي المتوقع بنحو 2 درجة مئوية الذي قد نشهده حوالي عام 2050، فسنفتح الباب أمام درجات حرارة تصل إلى 48-50 درجة مئوية في فرنسا، كل عام، نتحرك قليلًا أكثر نحو الأزمة".

درجات حرارة قياسية

تُعد شدة هذه الموجة من الحر أمرًا غير تافه، إذ وفقًا لمنظمة "إنفوكليمات"، سجلت في عدد من المناطق درجات حرارة قياسية خلال هذه الموجة، إذ تجاوزت الثلاثين درجة مئوية في الليالي وتسببت في تأثيرات سلبية على البيئة والمجتمع.

تأثيرات سلبية واسعة

تُشير التقارير الواردة من العديد من المناطق المتأثرة إلى تأثيرات سلبية واسعة النطاق لموجة الحر الاستثنائية، فقد تسببت في زيادة حالات الإصابة بالضربات الشمسية، الإجهاد الحراري، وزادت من خطر اندلاع حرائق الغابات، وتسببت في تلف المحاصيل الزراعية وانخفاض إنتاجها، وتأثرت قطاعات أخرى مثل الطاقة والنقل والسياحة. وتعكس هذه التأثيرات تفاقم التحديات التي تواجهها فرنسا والعالم، في ظل التغير المناخي، وتؤكد ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للتكيف مع هذه الظروف القاسية.

دليل إضافي على تأثيرات التغير المناخي

وبحسب ما تشير لوموند، يؤكد علماء المناخ أن موجة الحر الاستثنائية في فرنسا تُعد دليلًا إضافيًا على تأثيرات التغير المناخي العالمي، فالزيادة المستمرة في انبعاثات الغازات الدفيئة وارتفاع درجات الحرارة يؤديان إلى ظواهر جوية متطرفة أكثر تكرارًا وشدةً، وتشدد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات الكربون وتعزيز الاستدامة البيئية وتعزيز التكيف مع التغير المناخي.