>> اتفقت مع وزيرة الثقافة المصرية على تقديم حفل كل شهرين.. ولا خلاف مع مدحت صالح
>> لن أتوقف في مشروعي عند مرحلة الموسيقار بليغ حمدي وسأقدم للجمهور مواهب من اكتشافي
>> شقيقي أحمد الحجار لن يكون ضمن المشروع.. وثلاثة ألحان قدمها لي قبل رحيله
>> الذكاء الاصطناعي لن يقوى على إحساس البشر
يحمل المطرب المصري الكبير علي الحجار في جعبته مشروعًا فنيًا يؤرخ ويوثّق لتاريخ الغناء المصري، وعلى قدر أهمية مثل هذه النوعية من الفنون، تكون صعوبة تلك المهمة التي تحتاج لأن يتصدر لها علي الحجار بصوته الطربي العابر للأجيال، الذي يحمل في أوتاره موسيقى بليغ حمدي المتسربة إلى وجداننا، وإبداع عمر خيرت وعمار الشريعي، وشرود ياسر عبد الرحمن، فلا يحتاج هذا الصوت إلى أوركسترا فحينما يقف على المسرح ويسرح مع عالمه يتحول صوته إلى نغمات يطرب بها محبيه.
المطرب علي الحجار الذي يبحث منذ عام 2002 في مشروع "100 سنة غنا"، وجد أخيرًا فرصة لظهور هذا المشروع الغنائي إلى النور، بعد أن اجتمع مع وزيرة الثقافة المصرية د.نيفين الكيلاني التي أعلنت تبني وزارة الثقافة المصرية لهذا المشروع المهم، ليعود الحجار بصوته إلى الماضي ويستمتع مع عُرب صوته المتفردة في التعرف على التاريخ الغنائي لمصر.
تحدث الحجار الذي أحيا أخيرًا حفلًا ناجحًا في الجامعة الأمريكية، لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كواليس لقائه مع وزيرة الثقافة المصرية، وما إذا كان هناك أوجه تشابه بين فكرته وما قدمه المطرب المصري مدحت صالح في مشروع "الأساتذة"، ورأيه في اقتحام الذكاء الاصطناعي لعالم الموسيقى، وسر عدم تقديم دويتو مع نجله أحمد، كما كشف لأول مرة عن مفاجأة بخصوص شقيقه الراحل الملحن الكبير أحمد الحجار.
لنبدأ من حفلك الأخير بالجامعة الأمريكية.. كيف لمست الصدى الواسع الذي حققه؟
سعيد بالنجاح الذي حققه الحفل، بداية من الفرقة الموسيقية الخاصة بي التي حضّرت للحفل بشكل جيد، وبذلوا جهدًا كبيرًا في البروفات فخرجت بالشكل المطلوب، وهذه الفرقة موجودة معي منذ سنوات طويلة، وهو ما يجعلنا لا نبذل جهدًا كبيرًا في التحضيرات، لكننا نستغرق فترة أطول قليلًا في البروفات، وأحرص في كل حفل أقدمه أن يكون هناك أغنيتان أو أكثر من أعمالي الجديدة بجانب الأغاني التي يحبها الجمهور، خاصة أن لدي رصيدًا من الأغاني يتخطى الـ3 آلاف أغنية.
كيف رأيت رفع جمهورك لافتات مشروعك "100 سنة غنا" خلال الحفل؟
الحقيقة أن هذا الأمر كان مفاجئًا لي حينما دخلت المسرح، وأعرف أن جمهوري عائلتي وأصدقائي وانتظرهم دائمًا بعد كل حفل لنجلس ونتحدث سويًا، وأفعل هذا الأمر منذ أكثر من 15 عامًا حينما كنت أقدم حفلين في الشهر بساقية الصاوي، ومن الواضح أنهم لم يقابلوني منذ فترة في حفل، فكان استقبالهم لي هذه المرة رائعًا، وبه حفاوة كبيرة، وما فعلوه معي رائع، وفي نهاية الحفل أثناء تقديم الميدلي الوطني في الحفل وجدت صديقًا لي يوزع أعلامًا لمصر على الموجودين، فكانت الحالة والختام رائعين وسط هتافات الجمهور، كما حضر الحفل قامات كبيرة وكانوا متفاعلين أيضًا.
اجتمعت مع وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني.. ما الذي أسفر عنه هذا الاجتماع؟
تحدثنا حول مشروع "100 سنة غنا"، وهي الفكرة التي كانت في جعبتي منذ عام 2002، وأنادي بها في كل اللقاءات، خاصة أنها فكرة ضخمة تشمل مسيرة الأغنية المصرية منذ القرن التاسع عشر حتى الآن، ولا أستطيع أن أنتج المشروع وحدي، وبالفعل تواصلوا معي والتقينا وأخبروني أنهم سيقومون بتنفيذ المشروع بالمواصفات التي أريدها، وعدد الحفلات المطلوب مع توفير كل الموسيقيين لإنجاح المشروع، وحينما عرفت وزيرة الثقافة أنني منذ 7 سنوات أكتشف المواهب الشابة في المحافظات، طلبت أن نقدمهم في الحفلات من خلال هذا المشروع الضخم، وهو ما أسعدني كثيرًا، وبدأت التحضير على الفور منذ أمس، ورغم أنها طلبت مني في البداية أن يكون حفل كل شهر، لكنني أريد أن أحضّر بشكل جيد، واستقررنا على حفل كل شهرين لكى يخرج بالشكل المناسب، لأن التحضير لـ20 أغنية بتوزيعات جديدة والبروفات تحتاج إلى وقت.
هل هناك وجه تشابه بين فكرتك وما قدمه الفنان مدحت صالح في مشروع "الأساتذة"؟
فوجئت بذلك في بداية المؤتمر الصحفي لمدحت صالح، إذ وجدت خلال الحديث أنه يقول فكرتي نفسها، لكن الأمر أختلف حينما رأيت الحفل ووجدت أن هناك اختلافًا كبيرًا بين فكرته ومشروعي فـ"ارتحت"، وأود الإشارة إلى أنه لا يوجد خلاف مع الفنان مدحت صالح.
هل اختيارك للأغاني المقدمة في حفلاتك سيسير بترتيب زمني؟
إذا اخترناها على الترتيب التاريخي سيكون الأمر صعبًا، وإذا بدأنا من القرن التاسع عشر، فترة عبد الحامولي والشيخ أبو العلا محمد فسيكون الأمر صعبًا على الناس، لكنني سأقدم لهما ما يصلح للتوزيع المعاصر، وسأسير في اتجاهين.. حفل سيكون به نماذج من تلك الأسماء بجانب أم كلثوم وغيرها من الأسماء، والاتجاه الآخر أن نخصص اسمًا بعينه يكون عنوان الحفل، على سبيل المثال بليغ حمدي، وسيكون هناك ضيوف شرف بجانب النجوم الشباب الذين أقدمهم في حفلاتي، وأود التنويه أنني حينما قدمت المشروع عام 2002 كنت سأقف عند بليغ حمدي، لكن هناك أسماء كبيرة فيما بعد بليغ حمدي تستحق أن تضاف.
هل وقع اختيارك على مايسترو بعينه لقيادة الأوركسترا؟
هناك جلسة مع خالد داغر رئيس دار الأوبرا، من أجل الاستقرار على اسم المايسترو، خاصة أن الأعمال التي أقدمها لكبار الموسيقيين صعبة جدًا وتحتاج لأوركسترا كاملة بآلات نفخ خشب ونحاس وهارب وبيانو، لذا يجب اختيار الأوركسترا بعناية ووقتها سنحدد المايسترو.
هل ستكون أعمال المطرب الراحل أحمد الحجار ضمن المشروع؟
أعمال شقيقي أحمد الحجار خارج مشروع "100 سنة غنا" رغم أن أغانيه تمتد لأكثر من 40 عامًا، لكنه دائمًا موجود معي في أغلب ألبوماتي بأغاني.
هل هناك أعمال تركها المطرب الراحل ستعمل على خروجها للنور؟
نعم بالفعل فهناك ألبوم كامل للراحل أعمل عليه، كما أنه ترك لي قبل رحيله ثلاثة ألحان انتهيت من تنفيذهم وسأطرحهم قريبًا.
عالم الموسيقى في تطور دائم.. كيف تواكب هذه التغيرات؟
منذ بدأت مشواري الفني، وبعد أن قدمني الموسيقار الكبير بليغ حمدي للجمهور، ستجد تطورًا دائمًا في كل ألبوم، فأنا أحرص على العمل مع موزعين وملحنين وشعراء شباب لكي أخذ منهم دماء عصرهم، بجانب عملي مع الأسماء الكبيرة مثل عمر خيرت، فاروق الشرنوبي، ياسر عبد الرحمن، عمار الشريعي، كما أتابع كل التغييرات باستمرار وأستمع إلى الموسيقى الغربية بجانب الأعمال العربية، وأكتشف أسماء أصبحوا نجومًا بعد ذلك، والوسط الغنائي والموسيقي يثقون في اختياراتي.
أصبحت تعتمد في الآونة الأخيرة على إنتاج أعمالك لنفسك.. هل يرجع ذلك لطبيعة سوق الغناء حاليًا؟
أود التوضيح أنني أنتج أغاني منذ عام 1981، أولها كان ألبوم "أعذريني"، وحينما تركت نفسي لمنتجين وجدت أنهم يتدخلون في الاختيارات، ما دفعني لاستكمال الإنتاج، وكنت أرسل الأغاني للتلفزيون لإذاعتها، لكن هذا لم يكن يحدث وربما تذاع الأغنية مرة واحدة.
يتمتع نجلك أحمد بموهبة لافتة.. هل من الممكن أن يجمعكما دويتو قريبًا؟
هو لا يريد الشعور بأن والده ساعده في شيء لذلك يرفض هذا الأمر، فمن الممكن أن يحدث ذلك مستقبلًا حينما يأخذ وضعه، فهو كان موجودًا بأمريكا منذ 7 سنوات وجاء إلى مصر قريبًا، وحينما يشعر أنه أصبح معروفًا، وحقق ذاته ربما نوجد سويًا في عمل فني، وأنا أؤيد هذا الأمر حتى يصنع اسمه.
لجأ صنّاع الموسيقى في الآونة الأخيرة لاستخدام الذكاء الاصطناعي.. ما رأيك؟
التكنولوجيا تفيدنا ولكن في رأيي أن مشاعر الإنسان لن تكون موجودة مع الكمبيوتر وهذا التطور، فالإحساس الخاص بالأغاني لن يقلد.