الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمر الشريف.. أسطورة مصرية تمنى ألا يصل للعالمية لهذا السبب

  • مشاركة :
post-title
عمر الشريف

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

عينان عميقتان وطلة جذابة ولسان يتقن 6 لغات مختلفة، سحر الفنان العالمي عمر الشريف، قلوب الجميع من الوهلة الأولى، ليكون بحق أسطورة مصرية وصلت العالمية.

لم يعش ميشيل ديمتري شلهوب - الاسم الحقيقي للنجم العالمي - مكانًا وزمانًا واحدًا بل عاش الأزمنة والأماكن بلا منافس فهو رجل يتمتع بتجربة كثير من الرجال مجتمعين، وعمر يوازي أعمارًا إذا جمعتها شكلت أسطورة حقيقية، فهو المزاجي العاشق الذي هوت أمامه قلوب النساء، فمشوار حياة العالمي عمر الشريف لا يمكن أن يختصر في سطور فهو نجم من طراز خاص.

شاب إسكندراني وسيم أسر الشاشة الذهبية بإطلالته الأولى في فيلم "صراع في الوادي"، وأهلته وسامته لتقديم الأدوار الرومانسية مثل "سيدة القصر" مع الفنانة فاتن حمامة، و"صراع في الميناء"، و"حبي الوحيد"، لينطلق إلى العالمية بدور صغير في فيلم "لورانس العرب"، ليسحر الغرب بابتسامته الذكية، وفتحت الشهرة أبوابها لاستقباله بعد أن استطاع أن يحوّل الأدوار الصغيرة لدور البطولة فحصل عن هذا الفيلم على جائزة جولدن جلوب لأفضل ممثل مساعد، ليكرر تعاونه مع مخرج العمل دافيد لين، في فيلم "دكتور زيفاجو"، الذي حصد من ورائه الكثير من الإشادات، منها فوزه بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل عام 1966، ويحصد بعدها الكثير من الجوائز العالمية، ويشع توهجًا ويقدم مع نفس المخرج عددًا من الأفلام، مثل فيلم الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الأخضر، ليتربع على قلوب الملايين بالعالم.

من فاتن حمامة إلى باربرا ستيفن وغيرهن، ظل عمر الشريف الرجل الذي تعشقه النساء وتتزاحم عليه شركات الإنتاج ليقدم "صراع في الميناء" و"أيوب" و"جنكيز خان" و المحاربون 13"، وغيرها من عشرات الأفلام التي حُفرت في ذاكرة المشاهد ليس المصري والعربي فحسب بل العالم كله.

رغم المشوار الحافل الذي قدمه عمر الشريف إلا إنه كان يؤكد أن شخصيته لم تتغير طول حياته، ليقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني سابق: "منذ أن كان عندي 4 سنوات وحتى بلوغي سن الستين لم تتغير شخصيتي نهائيًا، فأنا دائمًا أحاول أن أستفيد من كل لحظة في حياتي لأكون سعيدًا واستمتع بما حولي".

أثرت نشأة عمر الشريف في تكوين شخصيته فهو من أصول لبنانية، ولد وعاش في مصر - 10 أبريل 1932- وتحديدًا في الإسكندرية التي كانت تحتضن الكثير من الثقافات والجنسيات مثل اليونانية والإنجليزية وغيرها آنذاك، ليقول عمر الشريف إن هذا التنوع والامتزاج الثقافي أثر في شخصيته وثقافته وتعلمه اللغات المختلفة، مؤكدًا أنه كان حريصًا على زيارة بيروت خلال فترات الإجازة مع والدته، كما كشف أن عائلة والده من أصول سورية تحديدًا من دمشق، إلا إن والديه وجدته ولدوا في مصر".

بدأ شغف عمر الشريف بالتمثيل منذ نعومة أظافره وقدم الكثير من المسرحيات على خشبة مسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس فيها مع زميله يوسف شاهين، الذي قدمه للجمهور لأول مرة في السينما، من خلال فيلم "صراع في الوادي"، ليخطف قلوب المشاهدين بنظرة عيونه وطلته وهيبته التي لا تشبه أحد.

رغم أن نجومية عمر الشريف العالمية كانت حلمًا لأي فنان، إلا إن مع تقدم عمره كشف أنه كان يتمنى ألا يصل العالمية وألا يقدم فيلم "لورانس العرب" الذي فتح له أبواب المجد والشهرة عالميًا، ليقول عن ذلك في لقاء تلفزيوني: "كنت أتمنى ألا أصل العالمية وأصبح فنانًا مصريًا وأكون أسرة وبيتًا وأنجب أولادًا كُثر وأجلس معهم على رأس الطاولة وأعيش حياة مستقرة هادئة، فلا يهمني مجد العالمية، فيكفي أن أكون نجمًا في بلدي مصر، رغم أن شهرتي وصلت الصين وبلدان كثيرة، لكن أكون سعيدًا أكثر لأن الشعب المصري يعرفني".

قصة حب أسطورية جمعت بين عمر الشريف وفاتن حمامة، التي تكللت بالزواج عام 1955، ليكون الاثنان شريكي نجاح في الحياة والفن ويقدما سويًا عددًا من الأفلام مثل "صراع في الوادي للمخرج يوسف شاهين، وأيامنا الحلوة، وصراع في الميناء، ولا أنام للمخرج صلاح أبو سيف، وسيدة القصر، ونهر الحب للمخرج عز الدين ذو الفقار، وأرض السلام"، ورغم الحب الكبير بينهما، لكنهما انفصلا عام 1974، ونتج عن هذه الزيجة ابنهما الوحيد طارق الشريف الذي ظهر بعمر الثامنة في فيلم دكتور زيفاجو.

سجلت الشاشة الصغيرة طلته الأولى في مسلسل "حنان وحنين" عام 2007، مع النجم أحمد رمزي، ورغم شهرته لكنه لم ينقطع فنيًا عن مصر، في أثناء غيابه عنها لم يتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعية مصرية مثل "أنف وثلاث عيون، والحب الضائع"، ليقرر في التسعينيات العودة لمصر وتقديم عدد من الأعمال فيها منها فيلمه الشهير مع الفنان عادل إمام "حسن ومرقص"، كما شارك عددًا من النجوم العرب في فيلم "هز القصبة" وغيرها الكثير.

بعد أكثر من 40 عامًا تنقل فيها عمر الشريف بين الأماكن وحفر بصمة لن يمحوها الزمن، لكن مصر كانت هي الحب الأول والأخير لقلبه حتى إنه فضل أن يقضي فيها ما تبقى من حياته بعد عودته في التسعينيات، ليضع حقائبه في محطته الأخير بمصر ويرحل ممسكًا بترابها في مثل هذا اليوم 10 يوليو عام 2015، عن عمر ناهز 83 عامًا.