رغم مرور سنوات طويلة على رحيل الكاتب أحمد خالد توفيق، إلا انه ما يزال يسكن قلوب محبيه وتلامذته ببصمته المميزة التي تركها لهم وتعلموا منها الكثير، ولا تزال أعماله الأدبية يُعاد إنتاجها في صورة أعمال فنية، كان آخرها مسلسل "ما وراء الطبيعة"، بطولة أحمد أمين، الذي يعود في مغامرة جديدة من خلال تسجيل كتاب صوتي تأليف الكاتب خلف جابر، وإخراج خالد المهدي يتناول سيرة الكاتب الراحل، مستعرضًا كل إيجابياتها وسلبياتها، كاشفًا الجانب الخيري والإنساني للراحل، كما تطرق إلى الجانب الأبوي من ناحية أخرى.
فكرة مبتكرة
يحمل الكتاب الصوتي عنوان "أسطورة أحمد خالد توفيق" وحول تفاصيله يقول الكاتب الشاب خلف جابر لـ"القاهرة الإخبارية": عندما أعلنت إحدى المنصات المتخصصة في الكتب الصوتية عن تنفيذ مشروع صوتي كبير عن أحمد خالد توفيق، عرضوا عليّ تنفيذ الفكرة لأنني سبق أن تعاونت معهم أكثر من مرة في عدد كبير من السير الذاتية منها نجيب محفوظ، ووليام شكسبير، وطلال مداح، وغيرهم.
ولم يتردد خلف جابر لحظة واحدة في قبول العمل، لكن المشروع تطلب تفكيرًا عميقًا ودراسة، لذا قدّم مقترحًا للسيرة في آخر لحظات الموعد النهائي للتقديم، وبعد فترة زمنية وافقوا عليها، ليبدأ بعد ذلك تقديم معالجة تفصيلية عنها، قائلًا: "كنت أسعى إلى تقديم فكرة مبتكرة وغير تقليدية وأن تكون مزجًا بين التوثيق والقصة".
الجانب الخيري
رحلة مليئة بالتعب والصعوبات مرت على الكاتب الشاب، حتى يستطيع أن يقدم شيئًا يليق بالراحل أحمد خالد توفيق ويكون حقيقيًا دون تزييف أو تقديم معلومات خاطئة، كاشفًا: "التقيت بعدد كبير من الشخصيات التي كانت على علاقة قوية بالكاتب الراحل، مثل الكاتب أحمد مراد، والدكتور محمد فتحي، والفنان أحمد صبري غباشي، إضافة إلى مقابلات مع بعض العاملات معه في المستشفى وطلابه في الجامعة، لأقدم أسرارًا لا يعلمها عنه الكثيرون".
ويضيف: "من أبرز الأشياء التي لاحظتها خلال المقابلات التي أجريتها، ما كشفته لي إحدى الممرضات عن بداياته كطبيب امتياز، وكيف كان يتعامل معهم ومدى عطفه عليهم، وحبه لتقديم الخير، ووقوفه بجانب العاملين معه، وغيرها من المواقف الإنسانية التي كانت تجعل كل من يقترب منه يحب التعاون معه ويتعلق بشخصيته".
صعوبة الوصول
أما عن الصعوبات التي واجهت الكاتب خلال رحلة بحثه الممتدة لعامين، أكد أنها كانت فكرة الوصول إلى ابن الراحل أحمد خالد وتوفيق، وذلك بسبب عدم رده على الهاتف، الأمر الذي جعله يسافر له دون موعد مسبق، حيث يقول: "انتظرت تحت منزله حتي قابلته، وبدأنا نتحدث عن المشروع والجانب الأبوي في حياة الراحل".
وأوضح خلف جابر أنه كان من المهم بالنسبة له أن يلتقي بأحد أفراد عائلة الراحل لأنه جانب أساسي في المشروع، وتحمّل مشقة السفر من أجل ذلك، وتقبلت عائلته المشروع بشكل كبير، ولم تعترض على أي شيء بعد قراءته.
وحول الرسالة التي يبعثها الكتاب الصوتي، أوضح مؤلفه أنه لا يقصد رسالة معينة فهو يعرض السيرة الذاتية للكاتب أحمد خالد توفيق بالإيجابيات والسلبيات وتفاصيل جديدة في حياته، لكن شخصية الكاتب نفسها ملهمة لكل إنسان يتمني أن يحقق حلمه، فهذا الشخص الذي كان يسكن في الريف وسط فرص ضئيلة لتحقيق حلمه، استطاع بإصرار وإخلاص شديد وحب للأدب أن يصل باسمه وأدبه لمكانة جماهيرية كبيرة ".
اختيار أحمد أمين
وعن اختيار الفنان أحمد أمين لتقديم سيرة الراحل، أشاد الكاتب الشاب بهذا الاختيار، إذ يقول: "اختيار موفق للغاية، ويخدم وصوله لقطاع كبير من الجمهور، فهو ممثل محبوب ويتمتع بشعبية كبيرة، واسمه مرتبط بشخصية أحمد خالد توفيق، خاصة بعد تقديمه شخصية "رفعت إسماعيل" في مسلسل "ما وراء الطبيعة"، أما من ناحية الجانب الدرامي فهو ممثل محترف ومثقف ومطلع على عالم الكتب الصوتية، وبالتالي يخدم العمل ويقدمه بشكل مميز".
علاقته قوية
تمتع أحمد خالد توفيق بعلاقة قوية مع طلابه وجمهوره، وتأثروا به وبنصائحه ومن ضمنهم الفنان الشاب أحمد صبري غباشي، الذي كشف عن علاقته بالراحل، إذ يقول: "علاقتي به بدأت منذ سنوات طويلة، فعندما كنت صغيرًا أعجبت برواياته وتواصلت معه عن طريق الإنترنت، وكنت أرسل له لكي أخذ رأيه في كتاباتي، وعندما ألفت أول كتاب لي، ساعدني في كتابة مقدمته، ثم تقابلنا بعد ذلك وحضرت له العديد من الندوات وكوّنت معه علاقة قوية غنية بحب الأدب، وبعد ذلك جعلني مسؤولًا عن صفحته الرسمية على الإنترنت، ولا أزال حتى الآن مسؤولًا عنها".
أسماء مستعارة
رغم كره الراحل لمواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنه كان لديه أكثر من حساب عليها، إذ يقول صبري غباشي في حديثه عن الراحل: "هناك سر لم يكشفه، إذ كان يستخدم حسابات بأسماء مستعارة ليتابع ما يحدث على الإنترنت، ويعرف آراء الناس عنه دون أن يعلم أحد أو يجامله لمجرد معرفة أن هذا الحساب يخصه".