ظهوري المتكرر جعلني أشعر بالخوف من ملل الجمهور.. وعرض الأعمال في توقيت متقارب ليس بيدي
فيروز خليط من المشاعر الإنسانية عبرت عنها بصمت
مشهد اعتراف عمر بحبه لي الأصعب.. ولا أركز مع الانتقادات وسعيدة بردود الفعل
"فاطمة الأصلي" تخاف على أشقائها بطريقتها الخاصة
"جيهان" أجهدتني نفسيًا.. و"شيرين" أرهقتني بدنيًا.. أما "ضحى" فـ الألطف
مسلسل "رشيد" يجمعني بمحمد ممدوح.. وأظهر فيه بمرحلتين وشكلين مختلفين
تألق لافت تعيشه الممثلة المصرية ريهام عبد الغفور التي تكتب سطورًا ناصعة في سجل أعمالها الفنية خلال الفترة الحالية، ليس فقط لنوعية الأدوار التي تجسدها أو اختلافها وجرأتها، لكن لأنها أثبتت أن داخلها مخزونًا فنيًا وأداء تمثيليًا يكشف عن موهبة خاصة، شاءت الظروف أن تُعرض كل هذه الأعمال في فترة متقاربة.
ومع نجاحها الكبير أخيرًا تكتفي ريهام عبد الغفور بأن تترك أعمالها تتحدث عنها، لكنها اختصت "القاهرة الإخبارية" بحوار تكشف فيه الكثير من كواليس مسلسلاتها المتعددة التي شاءت الظروف أن تُعرض تباعًا، متحدثة عن مخاوف انتابتها قبل الشروع في تجسيد أدوارها، وأيضًا عن هاجس طرأ عليها مع تزامن عرض أعمالها في وقت واحد، وتفاصيل أخرى.
فاطمة الأصلي
تجسد ريهام عبد الغفور في مسلسل "الأصلي" شخصية "فاطمة" المليئة بالتحديات، التي رسمت ملامحها بتفاصيل خاصة ظهرت من خلال ملابسها وطريقة أدائها، إذ تؤكد الممثلة المصرية أنها تتعايش مع طبيعة الدور لتظهر الشخصية حقيقية، وتحرص على ذلك تمامًا حتى تجعل الشخصية أقرب للناس، ليصل لهم شكل وروح الشخصية، ولا تتردد في عدم وضع "ماكياج" إذا وجدت الدور يستدعي ذلك، مثلما حدث في مسلسل "منعطف خطر" الذي ظهرت فيه دون مساحيق تجميل نهائيًا، مؤكدة أن "فاطمة" في مسلسل "الأصلي" تتزين بالماكياج في بعض الأوقات، وهناك مراحل أخرى في حياتها لا تضعه على وجهها.
حظي دور "فاطمة" بإشادة نقدية وجماهيرية، قالت عنها ريهام عبد الغفور إنها سعيدة بردود الفعل وكل ما يصلها من تعليقات، سواء مباشرة أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والجمهور الذي تعلّق بشخصية "فاطمة الأصلي" ابنة أبوها، كما يقال باللهجة الدارجة، وأكثر أشقائها وراثةً لطباعه، كما تعمل في نفس تجارة والدها بمجال قطع غيار السيارات في حي التوفيقية بالقاهرة، ما يجعلها تتعامل مع العديد من الرجال، وهو ما يظهر منذ الحلقات الأولى.
تضيف ريهام عبد الغفور: "تمتاز فاطمة بقوة الشخصية، إضافة إلى حبها لمهنة والدها، وتحب أشقائها للغاية، وتراعي مصلحتهم بتعليماتها لهم، لكن كل ذلك بطريقتها الخاصة ما يجعلها تقع في بعض التصرفات الخاطئة غير المقصودة لكنه في النهاية خطأ".
يرى البعض أن هذا الخوف المصحوب بقسوة على أشقائها يجعلها ظالمة أحيانًا، لترد بطلة المسلسل قائلة: "فاطمة الأصلي تحافظ على ميراث والدها بطريقتها، ومن الممكن أن يراها البعض ظالمة وشريرة، في حين يراها آخرون مظلومة وطيبة، وفي الحقيقة هي تحاول تحقيق مصلحة أشقائها والحفاظ عليهم، لكن من وجهة نظرها الخاصة، وعلى أية حال الحلقات المقبلة تحمل الكثير من المفاجآت، لنرى أنها لا تضر إلا من يؤذيها فقط".
يجمع المسلسل ريهام عبد الغفور للمرة الثانية مع المخرج أحمد حسن، إذ أشارت إلى أن كواليس العمل ممتعة ما يجعلها سعيدة بالتعاون معه بعد مسلسل "ربع قيراط" واستفادت منه كثيرًا، وتقول: "هو مخرج مخلص في عمله للغاية، كما أن هناك بعض الفنانين من فريق العمل أتعاون معهم للمرة الأولى مثل منال سلامة وإيناس كامل وولاء الشريف وإسلام جمال الذين يجسدون أدوار أشقائي في المسلسل، وأصبحنا أصدقاء، بالإضافة إلى صديقي القديم الفنان أحمد الشامي الذي يجسد دور زوج شقيقتي، والفنان حمزة العيلي الذي تعجبني أعماله، كما أنني سعيدة بالعمل مع جيل أصغر من المبدعين".
أزمة منتصف العمر
حققت ريهام عبد الغفور نجاحًا كبيرًا من خلال مسلسل "أزمة منتصف العمر" ذي الفكرة الجريئة، كاشفة أنها كانت تخشى في البداية الفكرة التي وضعها المؤلف أحمد عادل سلطان، وتراها جريئة للغاية، لكنها تشعر بأن الجدل في بعض الأوقات ليس سيئًا، كما أن الأعمال الفنية تقدم أفكارًا بالفعل من واقع الحياة، فهناك قصص حقيقية لا يتخيلها أحد أبشع كثيرًا مما يُقدم فنيًا، ومنها قصة الفتاة التي قتلت والدتها وغيرها من القضايا غير المتوقعة، لكن الممثلة المصرية تؤكد أن هناك مفاجآت في الحلقات المقبلة وتغيرات كثيرة تطرأ عليها.
ومع إثارة المسلسل للجدل منذ الحلقات الأولى، وصلت إلى بطلته ردود فعل كثيرة عن شخصية "فيروز" التي تجسدها معبرة عن سعادتها الشديدة بردود الفعل على المسلسل، معتبرة أنه من أكثر الأعمال والأدوار المحببة لها منذ كتابتها، وأنها تعايشت مع شخصية "فيروز" التي لمستها وشعرت بها، وكانت مستمتعة بها حتى في أصعب المشاهد.
ويشهد مسلسل "أزمة منتصف العمر" التعاون الأول لريهام عبد الغفور مع المخرج كريم العدل رغم صداقتهما الممتدة، مشيرة إلى أنه بالفعل صديق عزيز ومخرج مجتهد والعمل معه مريح للغاية، كما أن هذا التعاون الأول لها مع كريم فهمي الذي أصبح من أعز أصدقائها حاليًا، لافتة إلى أنها شعرت بالسعادة مع كل فريق العمل ومنهم ركين سعد وهند عبد الحليم ورشدي الشامي ورنا رئيس وسلوى محمد علي وعمر السعيد، وخاصة أن معظم المشاهد تم تصويرها في لبنان ما سمح لهم بالجلوس مع بعضهم لوقت أطول، فكان الجميع مخلصين للعمل، الذي حقق نجاحًا يفوق توقعاتهم.
أما عن ردود الفعل الغاضبة من جرأة المسلسل قالت ريهام: "لا أركز مع مثل هذه الأمور، وأمر وارد ألا يتقبله البعض، خصوصًا أن القصة ليست مألوفة، لكن تم تنفيذها بمنتهى الاحترافية دون قصد إثارة الجدل".
تحضير ريهام عبد الغفور لشخصية "فيروز" صاحبه حالة من العشق لها، وقالت عنها: "تعاطفت معها كثيرًا بسبب الظروف التي مرت بها، وبالتالي تعايشت معها في شكلها وطريقتها حتى وصلت إلى تفاصيل روحها، فالتحديات في "فيروز" أنها تعبر في العديد من المشاهد عن أحاسيسها دون حوار، وأحاسيسها كثيرة لأنها تشعر بالكسرة والإحراج والجرح والندم، وبالتالي هي خليط من المشاعر الإنسانية التي لابد أن تعبر عنها وهنا تكمن صعوبتها، كما أن لدي استراتيجية محددة في الأدوار، إذ أفكر في الشخصية كثيرًا وفي أحاسيسها وتاريخها وماضيها".
وتضيف: "المسلسل ملئ بمشاهد صعبة كنت أخشاها، مثل اعتراف "عمر" الذي يجسد دوره الفنان كريم فهمي بحبه لـ "فيروز"، إذ إن هذا المشهد كان تلقائيًا ولم أحضّر له، ويعد أحد المشاهد المهمة التي بُنيت عليها الأحداث، ومشاهد أخرى صعبة مع "عزت" الذي يجسد دوره الفنان رشد الشامي، و"مريم" التي تجسد دورها الفنانة رنا رئيس".
ظهور متكرر
كتبت الممثلة المصرية الحاضرة بقوة في عدة مسلسلات أخيرًا منشورًا على صفحتها الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول عرض أكثر من عمل لها في وقت واحد، مؤكدة أنه أمر غير مقصود، إذ قالت عن ذلك: "كل المسألة أنني صورت أكثر من مسلسل على فترات متباعدة، وتوقيت العرض كان مختلفًا، فعلى سبيل المثال مسلسل "أزمة منتصف العمر" كان من المفترض عرضه في شهر رمضان الماضي لكن كثرة تفاصيله أخرته".
وأضافت: "كما أنني لست مسؤولة عن مواعيد البث، وفكرة عرض أكثر من عمل لي بشكل متتالٍ أصابتني بالقلق، وبالطبع أخشى أن يشعر الجمهور بالملل تجاهي، لكنني أثق في إرادة ربنا، ومن الجائز أن يكون ذلك في صالحي لكي يراني الجمهور في أدوار مختلفة، ولذلك أرى أن هذه الفترة مهمة في حياتي".
أما عن أكثر الشخصيات الدرامية التي جسدتها وكانت صعبة بالنسبة لها، فقالت: "كل شخصية لها تفاصيلها المختلفة، وأكثر شخصية أجهدتني كانت "شيرين" في مسلسل "الغرفة 207" من ناحية التحضير لها قبل التصوير، إذ يستغرق التجهيز لشكل ظهورها نحو 3 ساعات، فيما يستغرق إزالته بعد التصوير ساعة ونصف الساعة، ما مثّل مجهودًا بدنيًا كبيرًا عليّ".
أما شخصية "جيهان" في مسلسل "منعطف خطر" قأجهدتني نفسيًا لوفاة ابنة الشخصية، وفيما يتعلق بـ"أزمة منتصف العمر" فقد شعرت بكل ما تمر به "فيروز" وأحاسيسها كامرأة تتقدم في العمر وتظهر خطوط الزمن على وجهها ولها حالة خاصة، وأعتبر شخصية "ضحى" في مسلسل "وش وضهر" الألطف؛ لأنه دور ليس متعبًا، ورغم صعوبة الأدوار كانوا ممتعين ومختلفين.
مع نجاح ريهام عبد الغفور اللافت يترقب الجمهور ظهورها في شهر رمضان المقبل بمسلسل "رشيد"، إذ قالت عنه: العمل مختلف عن كل ما قدمته من قبل، وأجسد فيه مرحلتين بشكلين مختلفين، وسعيدة بالتعاون مع بطل العمل محمد ممدوح، وقدمت معه من قبل مسلسل "لا تطفئ الشمس" لكن معظم مشاهدي لم تكن معه، وكنت أتمنى العمل معه مرة أخرى، وهو تأليف وسام صبري، وإخراج مي ممدوح التي أؤمن بها وبقدراتها.