الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط توترات سياسية.. الصين تحاصر اليابان بـ"السور الثقافي العظيم"

  • مشاركة :
post-title
أحد شوارع الصين

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خضم التوترات المتصاعدة بين بكين وطوكيو عقب التصريحات التي أدلت بها رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي بشأن إمكانية شن هجوم على الصين إذا تحركت الأخيرة لاستعادة تايوان، اتخذت بكين مسارًا مزدوجًا يجمع بين الضغط العسكري والحصار الثقافي.

وفي الوقت الذي كثّفت فيه الصين مناوراتها العسكرية قرب الأراضي اليابانية، بدأت في الوقت نفسه فرض حصار ثقافي طال مجالات السينما والموسيقى والفعاليات الجماهيرية وحتى التبادل الشبابي والتعليم.

منع عرض الأفلام اليابانية

اتخذت بكين أولى خطواتها بإيقاف عرض الأفلام اليابانية داخل دور السينما الصينية، وهو قرار جاء في ذروة الخلافات السياسية. وكان من المقرر عرض فيلمين جديدين هذا الشهر قبل أن تبلغ شركات التوزيع بوقفهما وهما "كرايون شين تشان: راقصو كاسوكابي الحارون"و"Cells at Work" المقتبس عن سلسلة مانجا اليابانية الشهيرة.

وبحسب التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، فإن شركات التوزيع أعادت تقييم توقعات الجمهور تجاه الأفلام اليابانية، في ظل تراجع ملحوظ في مبيعات التذاكر اليابانية داخل السوق الصينية.

ويرجّح أن ينعكس هذا القرار سلبًا على الصناعة السينمائية اليابانية، خاصة أن الصين تعد من أهم أسواقها. ففي وقت سابق من الشهر، حقق فيلم "قاتل الشياطين: قلعة اللانهاية" أعلى إيرادات لفيلم أجنبي في الصين خلال عام 2024، ما يعكس قوة الحضور الياباني في السوق الفنية الصينية.

وبالأرقام، بلغت مبيعات شركة سوني في الصين -وتشمل الأفلام والموسيقى والمنتجات الترفيهية- نحو 1.2 تريليون ين في العام المالي الماضي، فيما قفزت إيرادات شركة "سانريو" المطورة لشخصية "هالو كيتي" إلى 15.3 مليار ين في ستة أشهر فقط، بفضل شراكات صينية واسعة.

إلغاء العروض والحفلات

ولم يتوقف الحصار عند السينما، بل طال أكثر من 20 حفلًا غنائيًا لفنانين يابانيين، من بينها عروض لنجوم كبار مثل هاماساكي أيومي وماكي أوتسوكي مؤدية أغنية "ون بيس" وعروض جاز ليوسـيـو سوزوكي والمسرحية الموسيقية "سيلور مون".

وشهدت بعض الفعاليات حوادث مباشرة، منها انقطاع مفاجئ للضوء والصوت خلال أداء المغنية ماكي أوتسوكي، ما أجبرها على مغادرة المسرح.

وفي شنجهاي، ألغى المنظمون قبل ساعات فقط حفل المغنية هاماساكي، مبررين ذلك بـ "الظروف القاهرة". وذكرت المغنية أنها أُبلغت بالإلغاء بشكل مفاجئ صباح يوم الحفل.

كما شهدت شنجهاي إلغاء فعالية Anime Festival بعد واقعة مقاطعة عرض أحد الفنانين اليابانيين بالقوة، ما أثار جدلًا واسعًا وانتقادات داخلية بشأن "تسييس" الفنون.

وقف التبادلات الشبابية

وضمن مسار الحصار الثقافي، جمّدت بكين برامج التبادل الشبابي والتعليم مع اليابان، وهو قرار شكل ضربة قوية لقطاع مهم ظل لسنوات أداة لتقريب شعوب البلدين.

وبحسب مصدر دبلوماسي ياباني، أبلغت طوكيو بأن كل برامج التبادل لشهري نوفمبر وديسمبر – وهما ذروة الزيارات الطلابية – قد ألغيت بالكامل. كما اتخذت الصين خطوات إضافية، شملت تحذير المواطنين الصينيين من السفر إلى اليابان وحث الطلاب على إعادة النظر في خطط الدراسة في الجامعات اليابانية.

وفي محافظة أوكيناوا، ألغى مضيفون صينيون زيارة كانت مخصصة لـ20 طالبًا يابانيًا إلى شنجهاي، من دون توضيح الأسباب، رغم أن مسؤولين محليين ربطوا القرار بالتوتر الدبلوماسي.

وتكشف استطلاعات رأي رسمية في اليابان أن الفئات الشابة كانت الأكثر تقاربًا مع الصين خلال السنوات الماضية، إذ عبر 31.3% من المواطنين بين 18 و29 عامًا عن مشاعر "ودية" تجاه الصين، وهي نسبة أعلى بكثير من الفئات العمرية الأكبر.