الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مع تصاعد خلافهما حول تايوان.. الصين تعلق استيراد الأسماك من اليابان

  • مشاركة :
post-title
الصين تعلق استيراد الأسماك من اليابان

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

تواصل الصين، ثاني أقوى اقتصاد عالميًا، تشديد خناقها الاقتصادي على اليابان جراء الخلاف المتصاعد بشأن موقف طوكيو من تايوان، الذي صرّحت به رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي المنتخبة حديثًا، ما يعد اختبارًا حقيقيًا لها.

وبدأت الصين بتحذير من عدم وجود سوق لصادرات المأكولات البحرية اليابانية، وهو أحدث تهديد مبطّن من بكين مع تصاعد الخلاف الدبلوماسي مع طوكيو بسبب تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي الأخيرة التي أدلت بها بشأن الدفاع عن تايوان، بحسب شبكة "سي إن إن".

انخرطت الجارتان في نزاع متصاعد بسرعة بعد أن قالت رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي، ردًا على سؤال في البرلمان، إن أي هجوم صيني على تايوان سيعتبر "وضعًا يهدد بقاء اليابان"، وبالتالي قد يؤدي إلى رد عسكري من طوكيو، وهو ما فجّر غضب الصين التي تعتبر تايوان، ذات الحكم الذاتي، جزءًا لا يتجزأ من أراضيها، وقد تعهدت بالسيطرة عليها بالقوة إن لزم الأمر، وترى بكين أن سيادة تايوان هي القضية الأكثر حساسة في علاقاتها مع الدول الأخرى، وهي "خط أحمر" لا يجوز تجاوزه.

ضغوط سياسية

على مدى أكثر من أسبوع، أصدرت الصين ووسائل إعلامها الرسمية إدانات شبه يومية لتاكايتشي، فضلًا عن تهديدات بمعاقبة طوكيو اقتصاديًا ما لم تتراجع عن تعليقاتها.

وبرزت المأكولات البحرية كأحدث نقطة ضغط، خلال المؤتمر الصحفي الدوري الذي عقدته وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينج، للصحفيين: "بسبب التصريحات الخاطئة لرئيسة الوزراء اليابانية، ساناي تاكايتشي، بشأن قضايا تايوان المهمة، فقد أثار ذلك غضبًا شعبيًا عارمًا في الصين".

وأضاف: "في ظل الظروف الحالية، حتى لو صُدّرت المأكولات البحرية اليابانية إلى الصين، فلن يكون لها سوق".

كان "ماو" يرد على تقارير نشرتها وسائل إعلام يابانية في وقت سابق من ذلك اليوم، أفادت بأن الصين أبلغت طوكيو بالفعل عزمها حظر صادرات المأكولات البحرية من اليابان.

لكن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، مينورو كيهارا، قال للصحفيين إن طوكيو لم تتلقَّ بعد أي تأكيد من الحكومة الصينية بشأن هذه المسألة، ولم يؤكد رد "ماو" بوجود حظر، لكنه أثار احتمال فرض حظر مماثل في المستقبل، فضلًا عن اتخاذ تدابير عقابية أخرى.

تلويح بالعقوبات

وقال ماو: "يجب على اليابان أولًا أن تتراجع عن تصريحاتها الخاطئة، وتتخذ إجراءات ملموسة لحماية الأساس السياسي للعلاقات الصينية اليابانية، وإلا فلن يكون أمام الصين خيار سوى اتخاذ المزيد من التدابير".

كانت الصين استأنفت جزئيًا استيراد المأكولات البحرية من اليابان في وقت سابق من هذا العام، بعد حظرها في أغسطس 2023 ردًا على قرار طوكيو ببدء إطلاق مياه الصرف الصحي المشعة المعالجة من محطة فوكوشيما النووية.

تسبب زلزال وتسونامي اليابان المدمران عام 2011 في تلوث المياه داخل المحطة بمواد شديدة الإشعاع، وكانت طوكيو زعمت أنها عالجت المياه بشكل سليم، إلا أن بكين قادت لفترة طويلة معارضة إقليمية لإعادة المياه إلى المحيط.

تأثيرات على السفر

يأتي التهديد بفرض حظر جديد على المأكولات البحرية بعد أن نصحت بكين مواطنيها الأسبوع الماضي بعدم السفر إلى اليابان.

ورغم أن هذه الخطوة غير ملزمة، فإنها رمزية للغاية؛ فقد زار ما يقرب من 7.5 مليون مسافر من الصين اليابان بين يناير وسبتمبر هذا العام، وهو أعلى عدد على الإطلاق مقارنة بأي دولة أو منطقة، وفقًا للبيانات الرسمية التي نقلتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية NHK.

ونشرت شركات طيران صينية، بما في ذلك الخطوط الجوية الصينية، والخطوط الجوية الصينية الشرقية، والخطوط الجوية الصينية الجنوبية، إشعارات على مواقعها الإلكترونية تعرض على العملاء استرداد الأموال أو تغيير التذاكر المجانية إلى اليابان، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية.

قالت شركة السياحة "إيست جابان إنترناشونال ترافيل سيرفيس"، ومقرها طوكيو، إنها خسرت 70% من حجوزاتها لبقية العام بسبب الخلاف المستمر بين اليابان والصين.

"تاكايتشي".. صقور اليابان

 وعلى مدار سنوات، تجنب الزعماء اليابانيون السابقون مناقشة تايوان في سياق الرد العسكري لتجنب إثارة غضب الصين، الشريك التجاري الأكبر لليابان.

كانت تاكايتشي، وهي من الصقور التي سعت إلى تعزيز القدرة الدفاعية لليابان، قد زارت تايوان في وقت سابق من هذا العام، قبل أن تصبح رئيسة للوزراء، ودعت إلى التعاون في "التحديات الدفاعية"، التي أدانتها بكين في ذلك الوقت.

كما انتقدت في السابق الوجود العسكري المتزايد لبكين في شرق آسيا، وخلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، التقت تاكايتشي بممثل تايوان، ما أثار غضب الصين مرة أخرى.

والتقت بالزعيم الصيني، شي جين بينج، في القمة نفسها، حيث قالت إنها طلبت من الصين استئناف استيراد لحوم البقر.