تصاعدت التوترات في الآونة الأخيرة بين الصين واليابان على خلفية التصريحات التي أدلت بها رئيسة الوزراء ساناي تاكايتشي حول "إمكانية توجيه ضربات للصين حال أي هجوم في تايوان".
"تاكايتشي" التي رفضت التراجع عن تصريحاتها، أثارت غضب الصينيين مجددًا لكن بطريقة غير تقليدية، إذ تداولت وسائل الإعلام الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي الصينية صورًا للوحة سيارة رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي التي تحمل رقم "77-37" وهو رقم يتطابق تمامًا مع تاريخ "حادثة 7 يوليو".
كانت حادثة جسر ماركو بولو، والمعروفة أيضًا باسم حادثة جسر لوجو أو حادثة السبعة المزدوجة، معركة جرت في يوليو 1937 بين الجيش الوطني الثوري الصيني والجيش الإمبراطوري الياباني.
وتعتبر بشكل واسع أنها شكلت بداية الحرب الصينية اليابانية الثانية، وبناء على ذلك، يعتبر تاريخ حدوثها أحيانًا تاريخًا بديلًا لقيام الحرب العالمية الثانية (على عكس تاريخ قيامها الأكثر شيوعًا في سبتمبر 1939)، وحقق خلالها اليابانيون انتصارات كبرى؛ فاستولوا، في عام 1937، على بكين وشنجهاي والعاصمة الصينية نانجينج، وأدى ذلك إلى حدوث مذبحة نانجينج. وبعد الفشل في إيقاف اليابانيين في معركة ووهان، نُقلت الحكومة المركزية الصينية إلى تشونجتشينج (تشونجكينج) في الداخل الصيني.
وبحلول عام 1939، وبعد الانتصارات الصينية في تشانجشا وجوانجشي، ومع امتداد اتصالات الجنود اليابانية إلى أعماق الداخل الصيني، وصلت الحرب إلى طريق مسدود. وعجز اليابانيون أيضًا عن إلحاق الهزيمة بالقوات الشيوعية الصينية في شنشي، التي شنّت حملة من التخريب وحرب العصابات ضد الغزاة. وفي حين أحكمت اليابان سيطرتها على المدن الكبرى، فإنها كانت تفتقر إلى العدد الكافي من القوات للسيطرة على المناطق الريفية الشاسعة في الصين. وفي نوفمبر 1939، شنّت القوات القومية الصينية هجومًا كبيرًا في فصل الشتاء، في حين شنّت القوات الشيوعية الصينية هجومًا مضادًا في وسط الصين في أغسطس 1940.
رسائل البحر الأصفر
وخلال الأيام الأخيرة، أعلنت الصين عن مناوراتٍ بالذخيرة الحية لمدة أسبوع في البحر الأصفر، في ثاني تدريبٍ من نوعه خلال أيام، رغم أنها تجري قرب الساحل الصيني وبعيدًا عن المياه اليابانية.
ويقول المحلل العسكري الصيني فو تشيانشاو إن "التوقيت يحمل رسالة تحذير واضحة لليابان"، مضيفًا أن بكين قد تزيد أيضًا من وتيرة دورياتِ خفر السواحل قرب جزر "دياويو".
وسجّلت اليابان في السنوات الأخيرة مستوى قياسيًا من نشاط السفن الصينية حول الجزر؛ إذ رصدت طوكيو العام الماضي أكثر من 350 عمليةَ اقترابٍ لسفن صينية، بينها فترة بلغت 215 يومًا متواصلة.
وتعدّ المضائق بين الجزر اليابانية، مثل مضيقي أوسومي ومياكو، ممراتٍ استراتيجيةً لانتقال الأساطيل الصينية نحو غرب المحيط الهادئ. وقد ازدادت عمليات عبور السفن الحربية الصينية في الأيام الأخيرة، حيث عبرت ثلاث سفن صينية -بينها مدمرة من طراز 055- مضيقَ أوسومي.
وفي سبتمبر الماضي، ذكرت وسائل إعلام يابانية أن سفينتين صينيتين قامتا برحلة نادرة شبه دائرية حول الأرخبيل الياباني.