ألغت الحكومة الإسبانية عقدًا بقيمة نحو 700 مليون يورو لتوريد قاذفات صواريخ من تصميم الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، أن حكومته سوف تعزز بالقانون حظرًا على مبيعات أو شراء المعدات العسكرية مع إسرائيل بسبب هجومها على غزة.
وطبقت إسبانيا الحظر في الوقت الذي صعدت فيه إسرائيل هجومها العسكري لاحتلال مدينة غزة، ويعد رئيس الوزراء بيدرو سانشيز أحد أبرز المنتقدين لسياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه غزة في أوروبا، حيث باتت العلاقات بين البلدين متوترة منذ أشهر.
إجراءات جديدة
ولم يكن لإسرائيل سفير في إسبانيا منذ أن اعترفت مدريد بدولة فلسطين في عام 2024، وفي الأسبوع الماضي استدعت إسبانيا سفيرها لدى إسرائيل بعد تبادل حاد للاتهامات بشأن الإجراءات الجديدة التي اتخذها سانشيز، وقدر مركز ديلاس للأبحاث الأمنية أن إسبانيا منحت 46 عقدًا بقيمة 1.044 مليار دولار لشركات إسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة.
وتضمن العقد، الذي تم منحه لاتحاد شركات إسبانية، شراء 12 نظامًا لإطلاق الصواريخ من طراز SILAM مشتقًا من منصة PULS التي تصنعها شركة Elbit Systems الإسرائيلية، وفقًا لتقرير التوازن العسكري التابع للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
الإبادة الجماعية
وكشف سانشيز عن إجراءات تهدف إلى وقف ما وصفته حكومته اليسارية بـ"الإبادة الجماعية في غزة"، ويشمل ذلك الموافقة على مرسوم يفرض حظرًا على مبيعات أو شراء المعدات العسكرية مع إسرائيل بسبب هجومها العسكري على غزة، والذي شنته بعد هجمات طوفان الأقصى في أكتوبر 2023.
كما قامت إسبانيا رسميًا بإلغاء عقد آخر لـ168 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، والتي كان من المقرر تصنيعها بموجب ترخيص من شركة إسرائيلية، وكانت الصحافة قد كشفت للمرة الأولى عن هذا العقد، الذي تقدر قيمته بـ287 مليون يورو، في يونيو، وبحسب صحيفة "لافانجوارديا" الإسبانية اليومية، فإن الحكومة تقوم بمراجعة أوسع نطاقًا للتخلص التدريجي من الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية من قواتها المسلحة.
العزلة السياسية
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه دولة الاحتلال الإسرائيلي من العزلة السياسية، بحسب تصريحات بنيامين نتنياهو، الذي أطلق تصريحات وصفت بالقاتمة، وطالب الإسرائيليين بشكل متزايد بالتكيف مع اقتصاد يتميز بالاكتفاء الذاتي في بعض الجوانب، أي بدون تجارة خارجية، مما جعلهم يعتمدون على اقتصاد يغذي نفسه دون اعتماد على العالم أو تجارة معه.
وبحسب نتنياهو، قد يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضع تُعرقل فيه الصناعة العسكرية، ووقتها لن يحتاجوا فقط إلى البحث والتطوير، ولا إلى تكنولوجيا ممتازة، بل إلى القدرة على إنتاج كل ما يحتاجونه بكميات كبيرة، حيث لا خيار أمامهم، على الأقل في السنوات القادمة، عندما يضطرون إلى مواجهة محاولات العزل.