الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السماح لنتنياهو بضم الضفة.. ورقة ضغط أمريكية لإجهاض الاعتراف بالدولة الفلسطينية

  • مشاركة :
post-title
بنيامين نتنياهو يصافح ماركو روبيو خلال لقائهما بإسرائيل في فبراير الماضي

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المتوقع أن يناقش وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال زيارته إسرائيل إمكانية ضمها أجزاءً من الضفة الغربية المحتلة، ردًا على الاعتراف بدولة فلسطين من قبل العديد من الدول الغربية في وقت لاحق من هذا الشهر، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي، عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.

ووصل روبيو، صباح اليوم الأحد، إلى إسرائيل في زيارة يجدد خلالها دعم بلاده تل أبيب، على رغم الضربة التي شنَّتها على قطر مستهدفة قادة حماس، ولقيت انتقادًا من الرئيس دونالد ترامب.

وتأتي زيارة روبيو في ظل ضغوط دولية على إسرائيل على خلفية تصعيد عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وقبل أيام من اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تعتزم دول غربية عدة الاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تندد بها إسرائيل وواشنطن.

ولم يتخذ نتنياهو قرارًا بعد بشأن المضي قدمًا في الضم ونطاقه، فيما قال مسؤول إسرائيلي إنه يريد أن يعرف خلال لقائه مع روبيو ما إذا كان ترامب سيؤيد الضم.

وتنظر أغلب المجتمعات الدولية إلى الضفة الغربية باعتبارها أرضًا محتلة، وتعتبر أي ضم إسرائيلي لها غير قانوني وتحريضي.

وحذَّرت الإمارات العربية المتحدة إدارة ترامب والحكومة الإسرائيلية من أن ضم الضفة الغربية من شأنه أن يلحق ضررًا كبيرًا بمعاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، والاتفاقيات الإبراهيمية الأوسع نطاقًا، ويقوِّض آمال الرئيس الأمريكي في توسيعها.

وصادقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الأول الجمعة، على "إعلان نيويورك" الذي قدمته فرنسا والمملكة العربية السعودية، والذي يدعو إلى مسار لا رجعة فيه لإقامة دولة فلسطينية. وصوّتت 142 دولة لصالح الإعلان، و10 دول ضده، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل، وامتنعت 12 دولة عن التصويت.

وستكون مبادئ الإعلان المرجع الرئيسي لقمة القادة الداعمة لحل الدولتين، التي ستعقد في 22 سبتمبر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومن المتوقع أن تعلن فرنسا والمملكة المتحدة وكندا وعدة دول أخرى اعترافها بفلسطين خلال هذه القمة.

ويلتقي نتنياهو وروبيو يومي الأحد والاثنين، وقال مسؤولان إسرائيليان لأكسيوس، إن روبيو أشار في اجتماعات خاصة إلى أنه لا يعارض ضم الضفة الغربية، وأن إدارة ترامب لن تقف في طريقه.

وقال مسؤول أمريكي إن المزاعم الإسرائيلية أثارت حالة من الفزع داخل إدارة ترامب، وذلك بسبب عدم وجود موقف أمريكي واضح بشأن هذه القضية، وكان هناك شعور بأن الحكومة الإسرائيلية تحاول حصر إدارة ترامب.

في الأيام الأخيرة، عُقِدت عدة اجتماعات داخلية بشأن هذه القضية في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية لتحديد خط عام بشأن هذه القضية لن يترك موقف الولايات المتحدة مفتوحًا للتفسير.

وقال مسؤول أمريكي إن القلق الرئيسي الذي أعرب عنه مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية في هذه الاجتماعات هو "أن يؤدي ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية إلى انهيار الاتفاقيات الإبراهيمية وتشويه إرث ترامب".

وأفاد مصدر مطلع بأن الإمارات أوضحت موقفها مجددًا لوزارة الخارجية الأمريكية، قبل زيارة روبيو إلى إسرائيل. وصرح مسؤول في البيت الأبيض لأكسيوس، قائلًا: "من الواضح أن البيت الأبيض منخرط في نقاشات سياسية متنوعة تتعلق بالشرق الأوسط.. لا نعلق على الاجتماعات الداخلية التي قد تعقد أو لا تعقد".

قبل مغادرته إلى إسرائيل، صرح روبيو للصحفيين بأنه سيناقش مع الحكومة الإسرائيلية ردها على موجة الاعترافات المتوقعة بالدولة الفلسطينية، مضيفًا: "أبلغنا الأوروبيين بأنه سيكون هناك رد فعل مضاد".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير، إن نتنياهو يريد أن يستفسر من روبيو عن مقدار المساحة التي ترغب الولايات المتحدة في منحها لإسرائيل في ما يتعلق بردها على الاعترافات بدولة فلسطينية، وخاصة في ما يتعلق بقضية ضم الضفة الغربية المحتلة.

ومن المتوقع أن يشارك روبيو، اليوم، في فعالية تنظمها مجموعة من المستوطنين في موقع أثري حساس سياسيًا أسفل قرية سلوان الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، على مسافة قصيرة جدًا من المسجد الأقصى.

ودعا وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو إلى ضم الضفة الغربية المحتلة، بعد يوم من تأييد الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة لإعلان يدعو إلى حل الدولتين.