يواجه وزير الخارجية الأمريكي، مارك روبيو، مهمة صعبة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط والسيطرة على بنيامين نتنياهو، بعد مهاجمة الاحتلال لمقر إقامة تابع لحركة حماس في الدوحة، تتمثل في محاولة إصلاح العلاقات وإعادة الدبلوماسية إلى مسارها الصحيح.
ووقعت الضربة الإسرائيلية في قطر على مسافة غير بعيدة عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، وجاء الهجوم في الوقت الذي كانت حماس تدرس فيه مقترحًا جديدًا أعدّته الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في غزة، ونفى البيت الأبيض علمه بالحادثة، التي أثارت غضب العالم.
تضامن ظاهري
وأمام الغضب الذي أبدته عشرات الدول حول العالم، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي نأى بنفسه عن الهجوم، بإرسال كبير الدبلوماسيين ووزير خارجيته مارك روبيو إلى تل أبيب، بحسب شبكة "سكاي نيوز"، في محاولة لتهدئة التوترات في الشرق الأوسط والسيطرة على بنيامين نتنياهو.
في ظاهرها، كانت الزيارة تبدو وكأنها تضامنية مع الاحتلال في وقت أصبحت فيه الأخيرة معزولة بشكل متزايد على الساحة العالمية، وهو ما ظهر علنًا، ووصفته الشبكة في تحليلها بأنه كان بمثابة عرض للوحدة من جانب روبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إلا أن الكلمات والرسائل كانت مُعدّة بعناية.
شفا الانهيار
ولكن في الحقيقة، يواجه وزير الخارجية الأمريكي مهمة صعبة في محاولة إصلاح العلاقات وإعادة الدبلوماسية إلى مسارها الصحيح، بعد أن قوّضت الضربة التحالفات الأمريكية، وأوقفت محادثات وقف إطلاق النار، وباتت الثقة مدمرة تمامًا، وأصبح تطبيع العلاقات بين إسرائيل وجيرانها مهددًا تمامًا.
وبحسب التحليل، فإن الضربة الإسرائيلية جاءت في الذكرى الخامسة لاتفاقيات إبراهيم، التي أبرمها دونالد ترامب، خلال ولايته الأولى، والتي رسّخت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وبعض الدول العربية، ووصفها ترامب بأنها من أكثر إنجازاته فخرًا، إلا أن هجوم الاحتلال على الدوحة وضع هذه الاتفاقيات على شفا الانهيار.
مستقبل أفضل
ومن أجل ذلك، من المنتظر أن يزور مارك روبيو دولة قطر، بعد زيارته التي استمرت يومين في إسرائيل، بعد أن بددت الضربة أي آمال في تحقيق تقدم في الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أكد أن الولايات المتحدة مهتمة بالدور الذي يمكن أن تلعبه قطر في المستقبل والذي يؤدي إلى مستقبل أفضل لشعب غزة.
وكان الهجوم الإسرائيلي قد صدم البيت الأبيض وأثار غضب بعض كبار مستشاري ترامب وأذهلهم، ونفى دونالد ترامب علمه بالهجوم الإسرائيلي، مؤكدًا أن هذا القرار اتخذه رئيس الوزراء الإسرائيلي وليس هو، معتبرًا ذلك الهجوم أحادي الجانب لا يُحقق أهداف إسرائيل أو أمريكا.