الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

غضب داخلي ضد نتنياهو.. العزلة السياسية تضرب الشيكل وبورصة تل أبيب

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تسببت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن ضرورة تكيّف الإسرائيليين مع اقتصاد الاكتفاء الذاتي، في ظل تصاعد التهديدات العالمية بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية على دولة الاحتلال، في تراجع حاد لتداولات بورصة تل أبيب وارتفاع الدولار أمام الشيكل.

وخلال مؤتمر عام بوزارة المالية الإسرائيلية، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية، أطلق نتنياهو تصريحات وُصفت بالصادمة للكثيرين في الأوساط السياسية والاقتصادية، حيث أكد أن الإسرائيليين مضطرون بشكل متزايد للتكيّف مع العقوبات الاقتصادية المنتظرة، في ظل مساعيهم لاحتلال مدينة غزة.

مكانة إسرائيل

وادعى نتنياهو أن الحكومات الأوروبية تتأثر بتحركات الشارع الذي يضغط عليها للتحرك ضد إسرائيل، وهو ما يجعلها تغيّر سياستها ويولّد أنواعًا مختلفة من العقوبات والقيود على دولة الاحتلال، وهو ما يحدث بالفعل، مشددًا على أن ذلك الأمر غيّر مكانة إسرائيل الدولية.

هذا الأمر حدّ من قدرة إسرائيل على استيراد قطع غيار الأسلحة أو أنظمة الأسلحة المختلفة والذخائر التي كان يتم استيرادها من الخارج، بخلاف التهديدات الكثيرة بالعقوبات الاقتصادية، وهو أمر وصفه بأنه من الصعب التأثير عليه، وبات أمرًا مُسلَّمًا به، وستصبح إسرائيل أشبه بأثينا وإسبرطة.

الثورة الرقمية

واتهم نتنياهو، خلال حديثه، دولًا مثل الصين باستثمار مبالغ طائلة للتأثير على وسائل الإعلام الغربية ذات الأجندة المعادية لإسرائيل، باستخدام الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والمنشورات، مما جعل من الصعب أيضًا التأثير عليهم في ظل الثورة الرقمية الحالية.

وأطلق نتنياهو توقعات وُصفت بالقاتمة، مؤكدًا أنهم سيضطرون بشكل متزايد للتكيّف مع اقتصاد يتميّز بالاكتفاء الذاتي في بعض الجوانب، أي بدون تجارة خارجية، وسيتعيّن عليهم استثمار مبالغ طائلة لمواجهة ذلك الأمر، الذي وضعهم في عزلة، مما جعلهم يعتمدون على اقتصادٍ يُغذّي نفسه دون اعتماد على العالم أو تجارة معه.

محاولات العزل

وبحسب نتنياهو، قد يجد الإسرائيليون أنفسهم في وضع تُعرقل فيه صناعاتهم العسكرية، ووقتها لن يحتاجوا فقط إلى البحث والتطوير، ولا إلى تكنولوجيا ممتازة، بل إلى القدرة على إنتاج كل ما يحتاجونه بكميات كبيرة، حيث لا خيار أمامهم، على الأقل في السنوات القادمة عندما يُضطرون إلى مواجهة محاولات العزل.

وعقب تلك التصريحات، تراجعت تداولات بورصة تل أبيب، وارتفع سعر الدولار مقابل الشيكل، وأثارت ضجة كبيرة، مما دفعه إلى العودة ومحاولة تعديل كلماته التي تحدّثت عن العزلة السياسية، في مؤتمر مع وزير الخارجية الأمريكي مارك روبيو، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ما زالت تقف معهم ويعملون معًا على رفع الحصار العالمي.

استمرار قصف مدينة غزة تمهيدا لاحتلالها
فشل وتهكم

لكن محاولات نتنياهو لتخفيف حدة كلماته باءت بالفشل، حيث علّق زعيم المعارضة الإسرائيلية، عضو الكنيست يائير لابيد، على حسابه على "X"، واصفًا تصريح نتنياهو بأنه "جنوني"، وأن العزلة ليست قرارًا مصيريًا، بل هي نتاج سياسة خاطئة وفاشلة لنتنياهو وحكومته، متهمًا إياهم بتحويل إسرائيل إلى دولة من العالم الثالث، ولا يحاولون حتى تغيير الوضع.

أما عضو الكنيست المعارض لنتنياهو، رام بن باراك، عن حزب "يش عتيد"، فصرّح بأن إسرائيل في طريقها لأن تكون مثل كوريا الشمالية، موجّهًا الشكر لنتنياهو على تسببه في ذلك، بينما تهكّم يائير جولان على نتنياهو، قائلًا إنه أرسل رسالة إلى الإسرائيليين مفادها أنه من أجل الحفاظ على مقعده، يحتاج إلى حرب أبدية وعزلة، وسيُضحّي بالبلاد والاقتصاد ومستقبل الإسرائيليين من أجل ذلك.

الأسواق والتقنيات

في السياق ذاته، أكدت النائبة الإسرائيلية ميراف بن آري، المعارضة لحكومة نتنياهو، أن الأمر المذهل هو عدم وجود أحد بجانب نتنياهو، سواء في مكتبه أو ائتلافه الحاكم، يمتلك الشجاعة وقادر على أن يقول له: "توقّف، لأنك تدمر البلاد"، ولا يجب أن يعيش الإسرائيليون كأنهم مصابون بالجذام ومعزولون عن العالم.

وكان منتدى التكنولوجيا في إسرائيل، الذي يضم عشرات الرؤساء التنفيذيين من قطاع التكنولوجيا المتقدمة، أصدر بيانًا، اليوم الاثنين، أكدوا فيه أن التكنولوجيا المتقدمة هي المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد، وتعتمد على الوصول إلى الأسواق العالمية، والتقنيات المتقدمة، وثقة المستثمرين الأجانب.

إسرائيل وقوتها

وحذروا من أن أي ضرر يلحق بهذه العلاقات يُقوّض الصمود الوطني الإسرائيلي، ويُعرّض تفوقهم التكنولوجي والعسكري للخطر، وبدلًا من ضمان الاستقرار والتعاون مع العالم، تجد إسرائيل نفسها تنزلق نحو واقع خطير من العزلة وفقدان القدرة التنافسية، حيث تضرّرت سمعة إسرائيل في الإبداع والطلب والنجاح بشدة في العالم.

وشدّدوا على أن الاقتصاد المكتفي ذاتيًا سيكون كارثة على الاقتصاد الإسرائيلي، وسيؤثر على جودة حياة كل مواطن، كون الصادرات هي المحرك الرئيسي للنمو في إسرائيل، والتخلي عنها هو التخلي عن مستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي، واقتصادها، ومجتمعها، واستقرارها على المدى الطويل.

في الوقت ذاته، حذّر عدد كبير من كبار المسؤولين السابقين في بنك إسرائيل ووزارة المالية من العواقب الاقتصادية والأضرار المتوقعة لاحتلال غزة، في رسالةٍ وقّعها أعضاء "منتدى الاقتصاديين من أجل الديمقراطية"، محذرين من أن احتلال قطاع غزة يُهدد أمن دولة إسرائيل وقوتها الاقتصادية، وقد يُبعدها عن مصاف الدول المتقدمة.