الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهجوم الإسرائيلي على قطر.. نتنياهو يضرب مصداقية ترامب في مقتل

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو خلال لقاء سابق في البيت الأبيض

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

تجاهلت إسرائيل التداعيات العميقة على المصالح الأمريكية الحيوية، ووجهت ضربة أخرى لمصداقية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدولية، بالهجوم الذي استهدف قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، أمس الثلاثاء.

هكذا علّقت شبكة سي إن إن الإخبارية على الضربة الإسرائيلية للدوحة، قائلة: "إذا افترضنا أن ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأنه لم يتمكن من وقف الضربة الإسرائيلية على مسؤولي حماس في منطقة سكنية في قطر صحيح، فإنه قد عانى من ضربة مدمرة أخرى لمصداقيته الدولية".

وأوضح ترامب على عجل أن الغارة، التي وقعت أمس الثلاثاء وقتلت 5 من أعضاء حماس، لكنها لم تسفر عن مقتل الفريق الأعلى الذي كان يتفاوض على خطة أمريكية جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، لم تكن قراره، وأنه سارع إلى إبلاغ قطر عندما علم بها.

وقال ترامب أثناء توجهه لتناول العشاء في مطعم بواشنطن العاصمة: "لست سعيدًا بالوضع برمته. إنه وضع سيئ.. لسنا سعداء بالطريقة التي سارت بها الأمور".

وذكرت سي إن إن أن الضربة، التي تجاهلت فيها إسرائيل التداعيات العميقة على المصالح الأمريكية الحيوية، تشكّل إحراجًا جديدًا لترامب، الذي فشل في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقالت الشبكة إن ترامب عاد إلى البيت الأبيض في يناير مصراً على أنه سينهي الحرب في أوكرانيا وغزة بسرعة، لكن بعد 8 أشهر ازدادت الحربان دموية.

وأضافت أن هجوم إسرائيل في وضح النهار في الدوحة قد يلحق ضررًا بالغًا بصورة ترامب كرجل قوي متسلط يُخشى عالميًا. وذلك لأن الضربة انتهكت بشكل صارخ سيادة حليف حيوي للولايات المتحدة يستضيف أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط، وكان يتفاوض مع حماس بناءً على طلب البيت الأبيض على خطة توقّع ترامب أنها ستؤدي قريبًا إلى اتفاق.

ولم يكن ذلك إهانة شخصية لترامب فحسب، بل إنه يضع أهداف نتنياهو فوق الأولويات الأمنية الحاسمة للولايات المتحدة، حتى بعد أن سارعت الإدارتان الأمريكيتان الأخيرتان إلى الدفاع عن إسرائيل من هجمات شنتها إيران.

وأشارت سي إن إن إلى أن بعض مسؤولي البيت الأبيض كانوا غاضبين من وقوع ذلك بعد أن التقى أحد مستشاري نتنياهو، رون ديرمر، أمس الأول الاثنين، مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف، لكنه لم يذكر أي شيء عن عملية من المؤكد أنها ستهين الرئيس الأمريكي.

ونقلت الشبكة عن السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل إدوارد جيرجيان قوله: "تأتي الهجمات في لحظة حساسة للغاية في مفاوضات وقف إطلاق النار، حيث أوضحت إدارة ترامب والرئيس ومبعوثه ويتكوف أن الرئيس يبحث عن وقف شامل لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع المحتجزين وتبادل الأسرى، والمضي قدمًا وإنهاء الحرب في غزة".

وأضاف جيرجيان، الذي خدم في 8 إدارات أمريكية بدءًا من إدارة الرئيس جون كينيدي وحتى إدارة الرئيس بيل كلينتون: "من الواضح أن إسرائيل لا تولي اهتمامًا كبيرًا لمصالح الأمن القومي الأمريكي".

وأكدت سي إن إن أن تداعيات الضربة ستقضي حتمًا على أي أمل في سلام تفاوضي لإنهاء حرب إسرائيل في غزة، مشيرةً إلى أن هذا السبب هو ما دفع نتنياهو إلى اختيارها.

وأوضحت الشبكة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يولي أهمية أكبر للقضاء التام على حماس، وهي مهمة قد تكون مستحيلة، من إعادة المحتجزين في غزة.

كما حددت الشبكة التداعيات الخطيرة المحتملة للغارة الإسرائيلية على الدوحة بالنسبة للولايات المتحدة، متوقعة أن تفسد العلاقة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، وتثير انعدام الثقة بين إسرائيل وحليفتها الحيوية، الولايات المتحدة.

وحسب الشبكة، فإن الهجوم سيقوّض أي مصداقية لترامب في ادعائه بأنه وسيط محايد بين إسرائيل وحماس، وقد يدفع قطر إلى الانسحاب من محادثات السلام.

وستعتبر الدوحة الهجوم، الذي شنه أقرب حليف لأمريكا في الشرق الأوسط، خيانة لها بعد سنوات من العمل على تعزيز الأولويات الدبلوماسية الأمريكية، ليس فقط في المنطقة، بل في صفقات إطلاق سراح المحتجزين التي تتجاوز الشرق الأوسط لتصل إلى أفغانستان وفنزويلا.

وقد تكون هناك عواقب وخيمة أيضًا على المصالح الشخصية والسياسية لترامب في العالم العربي الأوسع، التي سعى إلى تحقيقها بقوة خلال رحلته الخليجية الأولى في ولايته الثانية، بما في ذلك الترحيب الحار في قطر.

وذكرت سي إن إن أن توسيع نطاق "اتفاقيات إبراهيم"، التي كانت الإدارة الأمريكية تأمل في إبرامها خلال ولايتها الأولى، والتي تشكّل مفتاح دفع ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى.

وقال الأدميرال المتقاعد جيمس ستافريديس، القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، للشبكة: "تكلفة هذه الضربة باهظة على الإسرائيليين". وأضاف أن نتنياهو "بقي في السلطة إلى الأبد وفقًا للمعايير الأمريكية. ومع مرور الوقت، أصبح مرتاحًا جدًا في فعل ما يريده بالضبط".