تأثرت بأم كلثوم وعبد الحليم.. وأتمنى الغناء إلى جانب عمرو دياب
بصوتٍ يحمل من الإحساس ما يلامس القلب، وخطوات فنية واثقة، يواصل الفنان اللبناني الشاب محمد فضل شاكر مسيرته في عالم الغناء، مثبتًا حضوره بين جيل جديد من الأصوات الواعدة، بفضل اختياراته الراقية، وأدائه الذي يجمع بين الصدق والعذوبة.
وفي حديثه لموقع "القاهرة الإخبارية"، فتح محمد قلبه للحديث عن أبرز محطاته الفنية، بداية من الديو العاطفي مع والده، مرورًا بأول مشاركة له في مهرجان "موازين"، وحتى مشاعره الخاصة تجاه مصر، وأمنيته بالغناء إلى جانب "الهضبة" عمرو دياب.
"كيفك ع فراقي"
اعتبر محمد فضل شاكر مشاركته في غناء ديو "كيفك ع فراقي" مع والده لحظة نادرة ومؤثرة في حياته، وقال:
"تسجيل ديو (كيفك ع فراقي) كان من أسعد اللحظات في حياتي. الشعور لا يوصف، لكن يمكنني القول إنني شعرت وكأنني ووالدي كنا صوتًا واحدًا وإحساسًا واحدًا… وكأن شخصين أصبحا شخصًا واحدًا".
وأوضح أن الأجواء التي صاحبت تسجيل الأغنية كانت عفوية وصادقة إلى حد كبير: "كانت الأجواء ممتعة للغاية، نسينا وجود الكاميرات وأدوات التسجيل، وغنّينا من القلب بكل صدق وعفوية، وهذا ما وصل للجمهور عند سماع الأغنية".
وحول تفاعل الجمهور مع الأغنية، قال: "لم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير. كل ما كنت أتمناه هو أن يصل إحساسي بصدق إلى الجمهور، والحمد لله، الناس تفاعلت وشعرت بما أردت التعبير عنه".
تحديات البدايات
لا ينكر محمد فضل شاكر أن طريق الفن، رغم شغفه به، لا يخلو من التحديات، خاصة في بداية المشوار، ويؤكد: "الفن لأي مطرب شاب جديد في الساحة الفنية فيه صعوبات وتحديات، وأهمها برأيي هو العثور على الأغنية المناسبة، التي تناسب صوته وتوصل إحساسه الحقيقي للجمهور".
ويضيف شارحًا فلسفته في اختيار الأعمال: "الاختيار الصحيح للأغنية لا يعتمد فقط على جمال اللحن والكلمات، بل على مدى صدق الإحساس والقدرة على التعبير، وهو ما أسعى دائمًا لتحقيقه في كل عمل أقدمه".
"موازين" لا تُنسى
عن مشاركته الأولى في مهرجان "موازين"، عبّر محمد عن امتنانه لهذه التجربة، واصفًا إياها بالمفصلية في مشواره الغنائي: "كانت مشاركتي في موازين هي المرة الأولى التي أقف فيها على مسرح بهذه الضخامة، وكانت تجربة لا تُنسى".
ولم ينس محمد فضل شاكر دعم الفنانة شيرين عبدالوهاب له خلال الحفل، وقال عنها: "تجربتي مع شيرين كانت ممتعة للغاية، فهي من أجمل الفنانين قلبًا وقالبًا. خلال حفل موازين قدمت لي كل الدعم المعنوي، ووقفت إلى جانبي في هذا الحدث الكبير. مثل ما بتقولوا بمصر، شيرين (ست جدعة)".
مصر أم الدنيا
لا يُخفي محمد فضل شاكر حبه العميق لمصر، ويؤكد أن علاقته بها قديمة قدم طفولته، قائلاً: "مصر أم الدنيا فعلًا، وأهل مصر غمروني بمحبتهم، فهم شعب جميل يحب الحياة ويقدّر الفن والفنانين".
وأضاف بحنين ظاهر: "علاقتي بالشعب المصري ليست من يوم، فكنت أزور مصر من وأنا صغير، وعشقت مصر من طفولتي. فيها روح لا تشبه أي مكان آخر، وكل مرة أزورها أشعر كأني عائد إلى بيت قريب من قلبي".
حلم الغناء مع الهضبة
في حديثه عن رموز الطرب الذين شكّلوا وجدانه الفني، أشار محمد إلى عملاقي الغناء العربي، قائلًا: "تأثرت كثيرًا بالسيدة أم كلثوم والعندليب عبد الحليم حافظ، وأحب الطرب المصري جدًا لأنه عميق وصادق، وألحان بليغ حمدي برأيي لن تتكرر، فهي تحمل روحًا خاصة لا تزال حية معنا حتى اليوم".
وعن أمنياته المستقبلية، قال: "أتمنى أن أغني إلى جانب الفنان عمرو دياب، لأنني أحب عمله كثيرًا وأحترم استمراريته وتطوره المستمر، وستظل مصر منبعًا رئيسيًا للفن العربي، ومصدر إلهام كبير لأجيال الفنانين".
التمثيل خارج حساباته
وعن إمكانية دخوله عالم التمثيل، أوضح محمد شاكر: "لا أعلم، ولا أعتقد أنني سأخوض التمثيل في الوقت الحالي. أنا أجيد الغناء وأشعر أنني أستطيع إيصال الرسالة والإحساس من خلاله، أما التمثيل فهو مهنة صعبة ومعقدة ولها عمالقتها".
لكنه لم يُخفِ رغبته في خوض تجربة فنية أخرى من زاوية مختلفة، مشيرًا: "مع ذلك، أحب أن أغني تترًا لمسلسل رمضاني مميز، وأرى أن ذلك سيكون تحديًا فنيًا جميلًا أتطلع إليه".
حين سُئل عن القضايا التي يحرص على التعبير عنها في أغنياته، أجاب ببساطة تعكس صدق فنه: "الحب ثم الحب، فما أصعب الحياة من دون حب".
وأكد أن الإحساس الصادق هو قلب أي أغنية ناجحة، موضحًا: "أركز على ثلاثة معايير لاختيار أغنياتي، وهي الكلمات المؤثرة، واللحن الجميل، والإحساس. هذه هي المكونات الأساسية للأغنية الناجحة".
ألبوم جديد بلهجات متنوعة
واختتم محمد فضل شاكر حديثه بالكشف عن مشروعه الفني المقبل: "أعمل حاليًا على التحضير لألبوم جديد وصفته بـ(المتنوع والمختلف)، حيث سيضم أغنيات بعدة لهجات عربية، ما يعكس رغبتي في الوصول إلى جمهور أوسع بمذاقات موسيقية مختلفة".