الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هبة طوجي: مشاركتي في إعادة افتتاح كاتدرائية Notre Dame de Paris صرخة للمحبة والسلام

  • مشاركة :
post-title
الفنانة اللبنانية هبة طوجي

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

حملت وجع وألم اللبنانيين.. وتمثيل العالم العربي مسؤولية كبيرة

لديَّ شغف كبير في التمثيل وتطلعاتي المقبلة في السينما

عائلة الرحباني لها فضل في المحطات الفارقة في حياتي المهنية

أستعد لتقديم ألبوم لأول مرة باللغة الفرنسية وآخر بالعربية

مسؤولية كبيرة وقعت على عاتق الفنانة اللبنانية هبة طوجي، بعد اختيارها ضمن الاحتفالية الموسيقية الخاصة بإعادة افتتاح كاتدرائية Notre Dame de Paris (نوتردام دي باري) التاريخية بعد الحريق الكبير الذي تعرضت له في 2019، لتمثل العالم العربي في هذا المحفل الدولي، مقدمة أداءً استثنائيًا ساحرًا ومؤثرًا.

وعقب مشاركتها في هذا الحفل العالمي الكبير تحدثت هبة طوجي في حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية" عن التجربة والتحضير لها جيدًا والتحديات التي واجهتها كونها تمثل العالم العربي، ومشاركة زوجها المؤلف والموزع إبراهيم معلوف ودعمه لها، وتطرقت إلى عوامل النجاح بالنسبة لها ودور عائلة الرحباني في تكوينها الفني، وتطلعاتها المستقبلية، وتفاصيل مشروعاتها المقبلة، كما وجّهت رسالة لبلدها الأم لبنان في ظل الأزمة التي تعاني منها، وأمور أخرى في هذه السطور:

الفنانة اللبنانية هبة طوجي

كيف جاء الاستعداد والتحضير لهذا الحفل التاريخي؟

عندما تلقيت دعوة قبل العرض بعدة أشهر، بدأت أفكر في الاغنية التي سأقدمها على المسرح، وأحضّر نفسي معنويًا ونفسيًا قبل كل شيء، لأنه حدث عالمي وتاريخي ويحمل رمزية ودلالة مهمة، وسيتم نقله من خلال كل المحطات والصحف المحلية والعالمية، فكانت مسؤولية كبيرة بالنسبة لي كوني الفنانة اللبنانية بل العربية الوحيدة التي دعيت لهذا الحفل، فشعرت وقتها بالمسؤولية تجاه وطني العربي وأنه لا بد من تقديمه بشكل جميل يليق بوطننا، وبالتأكيد بدأت العمل على الأغنية التي تم اختيارها، ووضع توزيع أوركسترالي جديد للأغنية من قِبل زوجي الموسيقي والمؤلف والعازف إبراهيم معلوف الذي دعّمني بشكل كبير قبل الحفل سواء معنويًا أو فنيًا.

وما السبب وراء اختيار أغنية Ava Maria لتكون عنوان هذا الحدث العالمي؟

تم اختياري عام 2016 لتأدية دور البطولة النسائية بالمسرحية الغنائية Notre Dame de Paris، وهذه المسرحية الفرنسية من أشهر المسرحيات الغنائية في العالم والأكثر نجاحًا، ومنذ 2016 إلى وقتنا الحالي قدمتها على مختلف المسارح العالمية ومن خلالها تعرف الجمهور عليّ من جميع أنحاء العالم وتعرفت عليه، وكان ضمن الأغنيات التي قدمناها في المسرحية أغنية Ava Maria، إذ تعد من أكثر الأغنيات التي أحببتها وتعلقت بها، كونها تحمل في موسيقاها معاني كثيرة وشعرت وتأثرت بها للغاية، وبالتالي سيتأثر فيها الجمهور وخصوصًا بالظروف الصعبة التي يمر بها لبنان والوطن العربي كله، فشعرت أن هذه الأغنية مثل صرخة للمحبة والتقبل للآخر وللسلام، فكان اختياري للأغنية رسالة على أننا بحاجة اليوم للسلام والمحبة، كما أن الكاتدرائية مكان له رمزية كبيرة سواء ثقافيًا أو تاريخيًا أو روحانيًا، فكان لا بد من اختيار أغنية تشبهه وتناسبه.

الفنانة اللبنانية هبة طوجي

هل شعرت بتخوف في بداية الأمر كونك تقدمين حفلًا عالميًا مثل هذا؟

لا يوجد شك أن هذا الحدث من أهم المحطات في مشواري الفني، لأنه تاريخي وكان العالم كله ينتظره بعد الحريق المدمر الذي شهدته الكاتدرائية في عام 2019، لا سيما أن هذا المكان له أهميته الثقافية والتاريخية، وبالتالي كان شرف كبير ومسؤولية وخطوة مهمة لي بالعالم وبفرنسا تحديدًا، وكما ذكرت كانت له تحضيرات خاصة سواء معنويًا أو نفسيًا، وكانت لديّ رهبة من الوقوف على المسرح، وهذا عادة ما أشعر به قبل أي حفل، فما بالك بحفل عالمي مثل هذا، ومن أكثر التحديات التي واجهتني في هذا الحفل هو الطقس والبرد؛ لأنني كنت أغني على مدخل الكاتدرائية ودرجة الحرارة كانت تقريبا درجة أو اثنتين مئوية، وهذا البرد يمثل صعوبة للمغني، لكنني تحديت ذلك بالخبرة التي اكتسبتها في حياتي الفنية وأيضًا من الطاقة الإيجابية التي حضّرت بها نفسي ورغبتي وطاقتي المشحونة في تقديم حفل قوي يليق بالمكان ويثبت قدراتي في تحمل المسؤولية.

شاركت في الحفل في وقت عصيب يمر به لبنان.. هل كانت هناك رسالة محددة أردت إيصالها للعالم؟

بالتأكيد.. فكثير من اللبنانيين اعتبروا مشاركتي في هذا الحدث تمثيلًا لهم، خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يمر به لبنان، ما حمّلني مسؤولية كبيرة، وأوجاع الناس والألم الشديد الذي يحملونه في قلوبهم، لذا فإن رسالتي كانت المحبة والإنسانية لكل الناس والأديان.

أما رسالتي الخاصة لوطني لبنان فهي أن الكاتدرائية تعرّضت لحريق شبه مدمر قبل خمس سنوات، لكنها استطاعت العودة من جديد وفتح أبوابها، فهي مثل لبنان كلما تعرض لصعاب يعود ويصمد ليقف من جديد.

الفنانة اللبنانية هبة طوجي

إلى مدى ترين الفن مهمًا في دعم القضايا المجتمعية؟

أشعر دومًا أن الفنان لا بد أن يكون صوتًا للناس، ويعبّر عن مشاعرهم، ومخاوفهم، وأوجاعهم، وفرحتهم، فالفن هو ترجمة لما يحدث في المجتمع وعما يشعر في قلوب الناس، فمن خلال الفن نحكي عن الموضوعات الاجتماعية والإنسانية وموضوعات الحياة اليومية مثل الحب والهجرة والأمومة والمرأة، وتظهر قيمة الفن في ظل الحروب لأنه كما ذكرت هو ترجمة لمشاعر الناس، ومن وجهة نظري هو شيء ضروري للغاية لأنه ثورة على واقع معين وأمل، كما أنه سند الإنسان في عز أزمته.

تمتازين بأسلوب فريد عن باقي المطربين.. ما معايير النجاح من وجهة نظرك؟

بالنسبة لي النجاح هو الاستمرارية، أن تظلين مستمرة بفنك ومشوارك، فالمحطات والخطوات المهمة في حياتك المهنية هي دليل النجاح، فأنا لا اقتنع بفكرة عدد المتابعين أو المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يعتبرها البعض معيار نجاح بالنسبة له، فالنجاح الحقيقي هو أن تقدم خطوات فارقة في حياتك المهنية، وتُكوّن جماهير في كل أنحاء العالم، وأيضًا يكون الشخص راضيًا عما يقدمه، ليكون حقيقيًا وصادقًا ليصل إلى قلوب الناس، ويظل محتفظًا بهويته الفنية التي تميّزه عن الآخرين.

بعد هذه المحطات المهمة في مشوارك الفني.. ما تطلعاتك المستقبلية؟

لديّ شغف كبير بالتمثيل، فحلم السينما لم يتحقق بعد، لذا أسعى خلال السنوات المقبلة أن أحقق حلمي بالسينما سواء أمام الكاميرا أو خلفها، خصوصًا أنني درست الإخراج والتمثيل، وهناك تطلعات أخرى في التطوير من الذات وتقديم كل ما هو جديد مع الاحتفاظ بهويتي الفنية.

الفنانة هبة طوجي مع الموسيقار أسامة الرحباني

كيف شكّلت مدرسة الرحباني تكوينك الفني؟

هذه المدرسة نشأت فيها من أول بداياتي في الفن عام 2007 وحتى وقتنا الحالي، فتعلمت كثيرًا من خبرة الموسيقار الكبير أسامة الرحباني، سواء في المسرح الغنائي أو الحفلات أو الألبومات، ومن خلال المسرح الغنائي على وجه التحديد تعلمت كثيرًا لأنه عمل شامل كونه يجمع بين التمثيل والغناء والتعبير الجسدي، والديكور والإضاءة والأزياء، ومما لا شك فيه أن كون اسمي ارتبط بعائلة الرحباني كانت مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، فكان دائمًا لديّ التزام كبير بالفن وعندي رهبة كبيرة من المسرح، وما زلت أتدرب كثيرًا وأطوّر من فني، وهذا ما تعلمته من التعاون مع عائلة الرحباني من حبهم للفن واحترامهم الشديد له ولهم فضل في المحطات الفارقة التي وصلت لها في مشواري المهني.

وصولك للعالمية جعلك قدوة لمعظم المطربات والمطربين الشباب.. ما نصيحتك لهم؟

نصيحتي أن يكون لديهم إصرار والتزام وصبر والتخطيط لسنوات مقبلة، وأن يعرفوا أن يقولوا "لا" للفرص التي لا تفيد ويقولون "نعم" للجيدة، وأن يحاطوا بأناس يجعلونهم يتقدمون في مشوارهم وينتقدوهم بأسلوب صحيح، وأن يكونوا حاضرين لأنه عندما تأتي الفرصة لا تنتظر أحدًا، وبالنهاية يكونوا صادقين مع أنفسهم.

وماذا عن مشروعاتك المقبلة؟

أستعد لتقديم ألبوم لأول مرة باللغة الفرنسية وسيكون مفاجأة لكل جمهوري، كما أستعد لتقديم ألبوم آخر باللغة العربية، ولديّ حفلات كثيرة في أنحاء العالم وحاليًا بدأت العمل على الألبومين وتأليف أغنياتهما لطرحهما في العام الجديد.