الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عمر العبد اللات: اعتليت مسرح جرش 16 مرة.. وكل مشاركة أشعر أنها الأولى

  • مشاركة :
post-title
المطرب الأردني عمر العبد اللات

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

الأغنية الوطنية تنبع من القلب وهي الأكثر تأثيرًا الآن.. و"أردن يا وطنا" الأقرب لي
الجيش المصري سند الأمة العربية كلها.. وأهديته أغنية "يُحكى أن"
أسعى لأن أترك بصمة فنية تعيش في ذاكرة الأجيال
الفصحى هي هويتنا.. والغناء بها احتفاء بالوطن والتراث
أغني لفلسطين منذ بداياتي، وهي قضيتنا جميعًا، والقدس لنا
الفن ليس ترفًا.. بل وسيلة لنقل القيم والمشاعر في الأزمات

في ليلة وطنية بامتياز، عاد الفنان الأردني عمر العبد اللات إلى منصة مهرجان جرش للثقافة والفنون، ليفتتح النسخة الـ39 بحفل استثنائي، ويؤكد مكانته كأحد أبرز الأصوات الوطنية في العالم العربي، وأن الفن يمكن أن يكون جسرًا للمحبة والانتماء وقضايا الشعوب.

من على خشبة المسرح الشمالي، التي طالما شهدت وقوفه، غنّى للوطن، وتحدث في حواره مع موقع "القاهرة الإخبارية" عن ذكرياته، ورسالته، ومشروعاته، وموقفه من القضية الفلسطينية، وغنائه للجيش المصري، في حديث حمل ملامح الصدق والانتماء.

المطرب الأردني عمر العبد اللات
خشبة جرش لا تُخضع الفنان مهما علا شأنه

يرتبط اسم عمر العبد اللات بمهرجان جرش منذ سنوات طويلة، ليس فقط بسبب عدد المشاركات، بل بقوة حضوره وأثره على هذا المسرح، إذ قال: "كل مرة أقف فيها على مسرح جرش، أشعر وكأنها المرة الأولى، المهرجان ليس سهلًا أبدًا، ورهبة هذا المسرح لا تزول مع الزمن. جرش لا يُخضع الفنان مهما علا شأنه، بل هو خشبة تصنع التاريخ، وتختبر الفنان على الملأ".

وأكد "عمر" أنه يشارك للمرة السادسة عشرة، كأكثر فنان عربي وأردني تكررت مشاركاته في المهرجان، مشيرًا إلى أن الوقوف على هذه الخشبة كان يومًا ما حلمًا.

ويكمل قائلًا: "كنت أشارك مع فرقة شعبية، وأحلم بالغناء على هذا المسرح، فكنت أذهب ليلًا، أقف وحدي على خشبته، أغني لنفسي بلا جمهور، وأتخيل أني أغني أمام الآلاف، وتحقق الحلم بحمد الله".

أكبر من مهرجان غنائي

يرى العبد اللات أن مهرجان جرش "تظاهرة ثقافية وفنية متكاملة"، حيث قال: "مهرجان جرش ليس مجرد مهرجان غنائي، إنه تظاهرة ثقافية وفنية متكاملة، تضم المسرح، والدراما، والموسيقى الكلاسيكية، والفرق الشعبية، والمواهب، وهو بحاجة إلى إدارة واعية وجهد كبير، والتنظيم هذا العام كان رائعًا ويتطور باستمرار".

الأغنية الوطنية.. نبض القلب

يحمل عمر العبد اللات الأغنية الوطنية في صميم فنه، معتبرًا إياها وسيلته الأولى للتواصل مع الجمهور ونقل رسائل الانتماء، قائلًا: "أنا لا أغني الأغنية الوطنية لمجرد الأداء، بل لأنها تنبع من القلب. هذه النوعية من الأغنيات تؤثر في الجمهور والناس وصُنّاع القرار. منذ أيام أم كلثوم وعبد الحليم، كانت الأغنية الوطنية سببًا في إحداث تغييرات كبيرة".

وأضاف: "قدمت العديد من الأوبريتات الوطنية مثل الحلم العربي والضمير العربي، وغالبيتها من ألحاني".

المطرب الأردني عمر العبد اللات
"أردن يا وطنا"

افتتح العبد اللات حفله بأغنية "أردن يا وطنا"، من كلمات الشاعر حيدر محمود وألحانه الخاصة، قائلًا عنها: "تُعد من أقرب الأعمال إلى قلبي، وأتشرف بأنني غنيت ولحّنت نصًا شعريًا للشاعر الكبير حيدر محمود. وهذه ليست المرة الأولى، بل هي ربما العمل السادس أو السابع الذي ألحّنه له".

وشدد على أهمية استخدام اللغة العربية الفصحى في الأغنية الوطنية، قائلًا: "الأغنية الوطنية الفصحى نحن بحاجة إليها اليوم، والفصحى هي لغتنا الأم، وهي التي يجب أن نحافظ عليها، وعندما نغني بالفصحى، فإننا لا نحتفي فقط بالوطن، بل أيضًا بالتراث والهوية العربية".

صوت من قلب الأردن

عمر العبد اللات لم يُغنِّ للأردن كدولة فقط، بل لكل ما ومن فيه، وحول ذلك يقول: "غنيت لكل شيء في الأردن… للمحافظات، وللنجاح، وللأفراح، وللناس. أغنيتي الوطنية دائمًا تحمل بصمتي لأنها تنطلق من إحساسي العميق بالوطن والانتماء".

وأبدى تفاؤله بمستقبل الأغنية الأردنية، قائلًا: "الأغنية الوطنية اليوم أكثر تأثيرًا من السابق. الجيل الجديد والشباب يتفاعلون معها بشكل كبير… أرى أن الأغنية الأردنية الآن تعيش مرحلة نضج وتطور مهم، وقادرة على إيصال الرسالة الوطنية بطرق حديثة وقريبة من الناس".

فلسطين.. وجدان وهوية

أكد العبد اللات أن تضامنه مع فلسطين ليس موقفًا لحظيًا، بل جزء من قناعاته الفنية والإنسانية، قائلًا: "تضامني مع القضية نابع من قناعة شخصية وإنسانية راسخة، وليس نتيجة توجيه أو طلب من أي جهة رسمية".

وأضاف: "منذ بداياتي وأنا أغني لفلسطين، ولم يطلب مني أحد ذلك. لا من فلسطين، ولا من مصر، ولا من الأردن. بل هو واجب أراه على كل فنان عربي أن يحمله في وجدانه… ففلسطين قضيتنا جميعًا، والقدس عربية، والقدس لنا".

المطرب الأردني عمر العبد اللات
"يُحكى أن"

بكلمات من قلبه ولحن من وجدانه، قدّم العبد اللات تحية خاصة للجيش المصري من خلال أغنية "يُحكى أن"، قائلًا عنها: "تشرفت بأن أغني لفلسطين، وللأردن، ولغيرها من البلدان العربية، وأعتز بأنني قدمت أغنية خاصة للجيش المصري بعنوان يُحكى أن، من كلماتي وألحاني، ووزعها محمد القيس، وكانت هدية مني، ومن إنتاجي الخاص، بلا مقابل مادي".

وأردف: "لم يطلب أحد مني هذه الأغنية، ولكنني أرى أن الجيش المصري لا يحمي مصر وحدها، بل هو سندٌ للأمة العربية كلها، وأقل ما يمكن أن أقدّمه هو تحية فنية تعبّر عن احترامي لهذا الدور".

الفن في مواجهة الأزمات

يرى عمر العبد اللات أن الفن الحقيقي يُمتحن وقت الأزمات، ويؤكد: "الفن رسالة عظيمة، وإذا أردنا أن نصل للناس بسرعة وبصدق، فالفن هو أسرع طريق، لكن يجب أن تبقى الرسالة إنسانية وصادقة، لا سياسية ولا موجّهة، بل تنبع من القيم والمشاعر… حينها فقط يكون للفن دوره الحقيقي".

المطرب الأردني عمر العبد اللات
مشروعات في الطريق

لم يُخفِ الفنان الأردني حماسه لمشروعاته المقبلة، حيث كشف: "هناك العديد من الأعمال التي أُحضّر لها حاليًا، تتناول القضايا الوطنية لدولتي فلسطين والأردن، وستكون أغنيات وطنية تعبّر عن الانتماء والوجدان العربي، إلى جانب مجموعة من الأغنيات العاطفية التي أعمل عليها منذ فترة".

وعن اختياره للهجة العربية البيضاء، قال: "الأعمال العاطفية القادمة ستكون باللهجة العربية البيضاء، التي تجمع بين المفردات المفهومة في مصر ولبنان وسوريا، لتكون قريبة من الذوق العربي العام، وتصل إلى جمهور أوسع".

بصمة لا تُنسى

برسالة تختصر فلسفته الفنية، ختم عمر العبد اللات حديثه قائلًا: "مثل أي فنان، أحب أن أترك بصمة في كل عمل أقدّمه، بصمة يعيشها الناس، وتظل في ذهن الجيل الحالي، وربما الأجيال القادمة. وأنا مؤمن أن أي عمل جميل، ومدروس بعناية، ومغنّى بصدق، سيصل إلى قلوب الجمهور وسيبقى".