الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سيناريو ما بعد "خامئني".. مرشحون محتملون للمرشد الإيراني

  • مشاركة :
post-title
المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

كان اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني، أحد الخيارات المطروحة بحسب المزاعم الإسرائيلية، في الأيام الأولى من الهجوم الجوي الإسرائيلي على طهران، وهو ما عارضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أملاً في الحصول على اتفاق نووي، قبل أن ينتهي المطاف بضربة أمريكية على ثلاث منشآت نووية، لإجهاض المشروع الإيراني.

وسمى المرشد الأعلى الإيراني البالغ من العمر 86 عامًا ثلاثة مرشحين لخلافته، وفقًا لتقارير إعلامية مُتعددة، لكن لم يتم الإعلان عن أسمائهم، ويُنظر إلى هؤلاء على نطاق واسع على أنهم أبرز المرشحين لهذا المنصب مدى الحياة، وهم شخصيات دينية بارزة ذات روابط عميقة الجذور بالشبكات الأمنية والأيديولوجية الإيرانية، بحسب مجلة "نيوزويك".

قد تُعيد خلافة المرشد الأعلى الإيراني تشكيل السياسة الداخلية والخارجية لإيران، ونفوذها الإقليمي، وسيواجه القائد الجديد تحديات فورية: الحفاظ على التماسك الداخلي، وردع التهديدات الخارجية، والتعامل مع الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة.

ومع مقتل العديد من الشخصيات العسكرية الرئيسية في الغارات الجوية الإسرائيلية، وتعرض البنية التحتية النووية واللوجستية الإيرانية للهجوم، فإن أي فراغ في السلطة قد يُؤدي إلى عدم الاستقرار أو الصراع بين الفصائل.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني
خلفاء محتملون للمرشد الإيراني

أفادت وسائل إعلام متعددة بأن ثلاثة من كبار رجال الدين يُنظر إليهم بجدية كخلفاء لخامنئي، وبموجب الدستور الإيراني، يجب أن يكون المرشد الأعلى رجل دين شيعيًا معروفًا بالتقوى والحكمة السياسية والسلطة الفقهية، وعادةً ما يكون مجتهدًا، وهو ما يعترف به أقرانه بأنه مؤهل لإصدار الفتاوى الدينية، وبرزت الأسماء التالية باعتبارها الأبرز لخلافة المرشد الإيراني.

محسن قمي.. الخبير والمنظّر

رجل دين ذو علاقات مؤسسية عميقة، يبلغ من العمر 65 عامًا، شغل مناصب رفيعة في البنية التحتية الأيديولوجية والأمنية للنظام، يُعرف بتكتمه وقربه القديم من الدائرة المقربة لخامنئي.

محسني إيجئي.. المرشح الأمني

يشغل محسني إيجئي، البالغ من العمر 68 عامًا، حاليًا منصب رئيس السلطة القضائية في إيران، وهو وزير استخبارات سابق وأحد أهم أركان الجمهورية الإسلامية، يُعرف بولائه الراسخ للنظام، بدعم من النخبة الأمنية وقربه الوثيق من الحرس الثوري الإيراني.

محسن أراكي.. الصوت التقليدي

أراكي، البالغ من العمر 69 عامًا، شخصية دينية بارزة ذات نفوذ في التسلسل الهرمي الديني الإيراني، ومستشار سابق لخامنئي في الشؤون الدينية، كان من أبرز دعاة الوحدة الإسلامية.

ويركز ترشيحه على الشرعية الدينية والأصولية الدينية، في حال اختياره، من المرجح أن يُعزز أراكي المبادئ الأساسية للنظام، وأن يجذب الفصائل الأكثر تقليدية داخل رجال الدين.

حسن الخميني.. الحفيد

بصفته حفيد الخميني أول مرشد أعلى لإيران ومؤسس الجمهورية الإسلامية، يحمل حسن الخميني، البالغ من العمر 52 عامًا، اسمًا ذا رمزية ثورية وثقل تاريخي، ويمنحه إرث عائلته شهرةً لا مثيل لها ووقعًا عاطفيًا واسعًا في أوساط الطيف السياسي الإيراني.

مجتبى خامنئي.. الوريث المستبعد

لطالما اعتُبر مجتبى خامنئي، نجل خامنئي، البالغ من العمر 55 عامًا، وسيطًا للسلطة خلف الكواليس، وكان يُنظر إليه سابقًا على أنه خليفة محتمل نظرًا لنفوذه على الحرس الثوري الإيراني وسيطرته على شبكات مالية رئيسية، ومع ذلك، يقول مطلعون إنه استُبعد من قائمة المرشحين، ويشير هذا القرار إلى رغبة خامنئي في تجنب مظهر الحكم الوراثي، وهو مبدأ عارضه علنًا.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمرشد الأعلى علي خامئني
اغتيال في الليلة الأولى

وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إن إسرائيل كانت لديها فرصة في الأيام الأخيرة لاغتيال الزعيم الإيراني، لكن الرئيس ترامب أكد معارضته الشديدة للخطة.

وزعمت صحيفة "معاريف" العبرية أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، انتقل إلى مخبأ تحت الأرض شمال شرق طهران، وتقول مصادر إن إسرائيل تسعى لإبقائه على قيد الحياة لإعطائه فرصة لتغيير رأيه بشأن الأسلحة النووية.

وصرّح مصدر دبلوماسي في الشرق الأوسط بأن الغارة الجوية الإسرائيلية على مشهد كانت بمثابة تحذير للمرشد الأعلى الإيراني بأنه ليس آمنًا في أي مكان في البلاد.

وزعمت الصحيفة العبرية أن إسرائيل كان بإمكانها تصفية خامنئي في الليلة الأولى من العملية، لكن الحكومة الإسرائيلية اختارت إبقاءه على قيد الحياة لمنحه فرصة أخيرة لاتخاذ قرار بشأن التفكيك الكامل لبرنامج تخصيب اليورانيوم في الجمهورية الإسلامية، هذا بالإضافة إلى الموعد النهائي الذي حدده ترامب لخامنئي للموافقة على تفكيك برنامج التخصيب الإيراني، وهو الموعد الذي تجاهله المرشد الأعلى.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامئني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
مستقبل بدون المرشد الأعلى

وذهبت مجلة "ذا اتلانتك" الأمريكية، إلى أبعد من ذلك بأن مجموعة من المطلعين الإيرانيين ذوي النفوذ تدرس مستقبلًا بدون المرشد الأعلى، أجّجت الهجمات الأمريكية ليلة السبت على إيران جدلًا مفتوحًا في طهران حول مستقبل البلاد، وما إذا كان ينبغي على المرشد البقاء في السلطة.

في الأيام التي سبقت التدخل الأمريكي، بدأت مجموعة من رجال الأعمال الإيرانيين، والشخصيات السياسية والعسكرية، وأقارب رجال دين رفيعي المستوى، بحسب مصدران للمجلة الأمريكية، بوضع خطة لإدارة إيران بدون خامنئي، سواء في حالة وفاة الزعيم البالغ من العمر 86 عامًا أو تنحيته.

ويحتاج مجلس الخبراء دستوريًا، وهو هيئة مؤلفة من 88 رجل دين، إلى التصويت على عزل خامنئي من منصبه، لكن تنظيم مثل هذا التصويت في ظل الظروف الحالية أمرٌ مستبعد.

وفي خضم التهديدات الأمريكية والإسرائيلية باغتياله، نقلت وسائل إعلام إيرانية أن "خامنئي" قام بتسمية ثلاثة من كبار رجال الدين كمرشحين لخلافته في حالة وفاته.

كما اتخذ قرارًا غير مألوف بنقل جزء كبير من صلاحياته إلى المجلس الأعلى للحرس الثوري، كما كلفّ مجلس خبراء القيادة، الهيئة الدينية المسؤولة عن تعيين المرشد الأعلى، باختيار خليفته بسرعة من بين الأسماء الثلاثة التي اقترحها.

ويتمتع المرشد الإيراني بصلاحيات هائلة، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية، كما أنه "الولي الفقيه"، وهو أعلى درجة في المذهب الشيعي.

وعادةً، قد تستغرق عملية تعيين مرشد أعلى جديد عدة شهور، لكن مع دخول البلاد في حالة حرب، قال المسؤولون إن المرشد "يريد ضمان انتقال سريع ومنظم للسلطة والحفاظ على إرثه".