الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من هرمز إلى "النووي".. سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على الضربة الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
ترامب ونتنياهو وخامنئي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في لحظة فاصلة من تاريخ الشرق الأوسط، تبدو إيران وكأنها تترقب لحظة الانتقام بعد الضربات الأمريكية التي طالت منشآتها النووية والعسكرية، فالحرب التي بدأت بضربة من إسرائيل، لم تعد صراعًا إسرائيليًا-إيرانيًا فحسب، إذ تقف طهران تتقلب بين الخطير والأخطر وسط 4 اختيارات قاسية بين إغلاق مضيق هرمز، واستهداف الأصول الأمريكية، وتشغيل أذرعها الإقليمية، والخيار النووي.

إغلاق مضيق هرمز

عاد مضيق هرمز، الشريان البحري الضيق الذي يمر عبره نحو 20% من النفط العالمي، ليتصدر المشهد كأحد أبرز أوراق الضغط الإيراني، فبحسب محللين عسكريين، تمتلك إيران آلاف الألغام البحرية وزوارق الهجوم السريع القادرة على تحويل المضيق إلى منطقة محرّمة، ولو مؤقتًا، ما قد يؤدي إلى شلّ الملاحة الدولية ورفع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، الأمر الذي يهدد بزعزعة الأسواق العالمية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

وإذا أقدمت طهران على هذه الخطوة، فقد تواجه الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، الذي يضمن تقليديًا حرية الملاحة، غير أن مجرد مواجهة محدودة قد تكون كفيلة بإثارة الذعر بين المستثمرين والدول المستهلكة للطاقة، ودفع المجتمع الدولي إلى الضغط باتجاه وقف التصعيد.

استهداف الأصول الأمريكية

من بين الخيارات الاستراتيجية المطروحة أمام إيران، استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، التي تقع على مسافة أقرب كثيرًا من الأراضي الإيرانية مقارنة بإسرائيل، إذ تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في عدد من دول الخليج، وهي قواعد مزوّدة بأنظمة دفاع جوي متطورة، لكنها تظل معرضة لخطر الصواريخ والطائرات المسيّرة.

ووفقًا لتقديرات "يديعوت أحرونوت"، فإن هذه القواعد قد تواجه سيناريو مشابهًا لهجوم الحوثيين عام 2019 على منشأتي نفط سعوديتين، والذي أدى حينها إلى خفض إنتاج السعودية إلى النصف، وهو الهجوم الذي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليته لطهران، رغم إعلان الحوثيين تبنيه.

صواريخ إيرانية
"محور المقاومة" يتأهب

رغم أن "محور المقاومة" الموالي لإيران، أبرزها حزب الله في لبنان، تلقى ضربات قوية، فإن طهران لا تزال تحتفظ بأوراق ضغط فعّالة مثل الحوثيين في اليمن وأذرعها المسلحة في العراق، الذين قد يُكلفون بتنفيذ هجمات على المصالح الأمريكية في المنطقة، برًا وبحرًا.

ويُحتمل أن تشمل هذه العمليات مضايقة الملاحة في البحر الأحمر، وشن هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار على القواعد أو المنشآت النفطية.

وبحسب مصادر استخباراتية غربية، فإن إيران لا تستبعد أيضًا تفعيل خلايا نائمة في دول بعيدة عن المنطقة، كما حدث في الهجوم على المركز اليهودي في الأرجنتين في تسعينيات القرن الماضي، الذي نُسب إلى تعاون بين طهران وحزب الله، حسب "يديعوت أحرونوت".

سباق نحو النووي

أما السيناريو الأخطر فيكمن في عودة إيران إلى سباق إنتاج السلاح النووي، خاصة في أعقاب استهداف منشآتها الثلاث الرئيسية في نطنز، وفوردو، وأصفهان، خلال الضربات الأمريكية الأخيرة.

وعلى الرغم من أن إسرائيل والولايات المتحدة تأملان أن تُضعف هذه الهجمات البنية التحتية النووية الإيرانية، فإن مسؤولين دوليين حذروا من أن ذلك قد يدفع طهران إلى قطع علاقتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وربما الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية في 2003، قبل أن تُجري تجربتها النووية الأولى عام 2006.

وفي هذا السياق، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إن المنظمة فقدت القدرة على تتبع 409 كيلوجرامات من اليورانيوم عالي التخصيب، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 10 رؤوس نووية، وكانت هذه الكمية مُخزّنة في منشأة أصفهان، لكن إيران ألمحت إلى أنها قد تكون نقلته بعد الهجمات الأخيرة.

حسابات الردع

القرار الأمريكي بالمشاركة في الضربات على إيران، رغم كونه محاولة لردعها عن توسيع نفوذها النووي والعسكري، قد يؤدي، وفقًا لتقديرات "يديعوت أحرونوت"، إلى نتائج عكسية، إذ إن الضغط المفرط على طهران قد يدفعها إلى تجاوز الخطوط الحمراء النووية، أو استغلال حالة الفوضى الإقليمية لاستعادة زمام المبادرة عبر حربٍ بالوكالة.

وفيما تمتلك الولايات المتحدة وإسرائيل تفوقًا تكنولوجيًا وعسكريًا واضحًا، فإن التجارب الماضية، من العراق إلى أفغانستان، أظهرت أن الحسم العسكري لا يُترجم دومًا إلى نصر سياسي أو استقرار طويل الأمد.