الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تحت برج إيفل.. إسرائيليون يطالبون أوروبا بالضغط لوقف جحيم غزة

  • مشاركة :
post-title
جحيم قطاع غزة - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

نظم مجموعة من الإسرائيليين المقيمين في فرنسا وقفة احتجاجية في العاصمة الفرنسية باريس؛ للتنديد بالعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، واجتمع هؤلاء المتظاهرون في ساحة تروكاديرو الشهيرة، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وفرض عقوبات دولية على إسرائيل، وفقًا لما نشرته صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية.

أصوات إسرائيلية معارضة للحرب

تأتي هذه التظاهرة في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الدولية لعمليات جيش الاحتلال في غزة، حيث شهدت أوروبا موجة من التحركات الشعبية المناهضة لما يصفه المنتقدون بجرائم الحرب ضد الشعب الفلسطيني.

وبحسب صحيفة "لومانيتيه" الفرنسية، فإن هؤلاء الإسرائيليين يمثلون أصواتًا أقلية داخل المجتمع الإسرائيلي، لكنهم يسعون للضغط من أجل استجابة سياسية واضحة من فرنسا تجاه الوضع في غزة.

وأظهرت استطلاعات الرأي الفرنسية تأييدًا شعبيًا واسعًا لموقف هؤلاء المتظاهرين، إذ كشف استطلاع حديث أجرته مؤسسة "أودوكسا" ونقلته "لومانيتيه" أن 75% من الفرنسيين، يؤيدون فرض عقوبات على إسرائيل، بينما أعرب أكثر من 60% عن تأييدهم للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية.

كما سبق للمجموعة أن تظاهرت الأسبوع الماضي أمام وزارة الخارجية الفرنسية، في محاولة للتأثير على موازين القوى لوقف ما يصفونه بالإبادة الجماعية الجارية.

دعوات للضغط الدولي

كشف المتظاهرون الإسرائيليون عن تاريخ طويل من النشاط المناهض لحرب الاحتلال، حيث أكد أحدهم في تصريحات لصحيفة "لومانيتيه" الفرنسية: "نحن في الشوارع منذ أكثر من 20 شهرًا برسالة واضحة جدًا، كإسرائيليين، نريد إنهاء الحرب، الضغط الفرنسي والأوروبي ضروري لوقف هذه الإبادة الجماعية".

وأضاف المتحدث أن "المجتمع الدولي يجب أن يعلق تسليحه لإسرائيل، التي تقتل الفلسطينيين بلا رحمة".

وأوضح المتظاهرون أن مجموعة "المواطنون الإسرائيليون للضغط الدولي" تتكون من عدة مجموعات صغيرة ذات هويات خاصة، مؤكدين أنهم لم يشكلوا جمعية رسمية أو تجمعًا منظَّمًا، لكنهم يتجمعون للدفاع عن الفلسطينيين.

وقال أحد المشاركين الذي يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية للصحيفة الفرنسية: "نحن لسنا جزءًا من تجمع رسمي، نحن مجرد إسرائيليين يعيشون في باريس ونتظاهر، منذ عام 2014، كنا في الشارع تضامنًا مع غزة، ومنذ 7 أكتوبر، نحن هنا في كل مظاهرة لفلسطين".

انتقادات لحكومة إسرائيل 

وجه المتظاهرون الإسرائيليون انتقادات لاذعة للحكومة الإسرائيلية الحالية، واصفين إياها بـ"النظام الفاشي".

وقال أحد المشاركين في تصريحات نشرتها صحيفة "لومانيتيه": "هذا النقاش الدلالي حول تصنيف الإبادة الجماعية صرف انتباهنا عن الفظائع المرتكبة في غزة، الناس يُقتلون، والغزاويون يُقتلون بقصف جيش الاحتلال، ويُجاعون بسياسات الحصار".

وأشار المتحدث إلى تصريحات مسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك أعضاء في مجلس الأمن الحربي مثل بتسلئيل سموتريتش، الذين "دعوا علنًا لسحق غزة وتهجير السكان وقتلهم"، وفقًا لما ذكرته "لومانيتيه".

وأكد المتظاهر علينا "كإسرائيليين وإسرائيليات، ممارسة ضغطًا قويًا لإجبار هذا النظام الفاشي على وقف هذه الفظائع. يجب أن نتحرك للتأثير على موازين القوى".

عقوبات دولية ووقف لإطلاق النار

طالب المتظاهرون الإسرائيليون فرنسا والاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات حاسمة وشاملة لوقف ما وصفوه بـ"الجحيم على الأرض" في غزة.

وقال أحد المشاركين في تصريحات للصحيفة: "نحن هنا اليوم كإسرائيليين وفرنسيين-إسرائيليين لنقول توقفوا عن هذه الإبادة الجماعية ".

وحددت المجموعة مطالبها بوضوح، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفرض عقوبات دولية على إسرائيل، ووقف مبيعات الأسلحة لجيش الاحتلال، وتعليق الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وأكد المتحدث أنه "يجب على فرنسا والاتحاد الأوروبي ممارسة الضغط واتخاذ التدابير اللازمة لإنهاء هذا الجحيم على الأرض".

تحديات المعارضة داخل إسرائيل

أقر المتظاهرون بالتحديات التي تواجه الأصوات المعارضة داخل إسرائيل، حيث صرح أحدهم للصحيفة بأن "المقاومة في المجتمع الإسرائيلي صغيرة جدًا"، وهو ما يبرز حجم التحدي الذي يواجه الأصوات المعارضة داخل إسرائيل، بينما يسعى هؤلاء المتظاهرون في فرنسا لتضخيم أصواتهم؛ من خلال الضغط الدولي والاستفادة من التأييد الشعبي الفرنسي والأوروبي الواسع لقضيتهم.

وأكدت تصريحاتهم لـ"لومانيتيه" أن هدفهم الرئيسي هو "التأثير على موازين القوى" من خلال الضغط على الحكومات الأوروبية لاتخاذ موقف حاسم ضد ما يصفونه بالفظائع المرتكبة في غزة، والعمل على إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي يدفع ثمن السياسات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.