الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عصابات غزة.. كيف سلّح نتنياهو أعداء حماس بلا ضمانات؟

  • مشاركة :
post-title
نتنياهو يُشكّل ميليشيا من مجرمين سعوا إلى منح أنفسهم غطاءً أيديولوجيًا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن عملية تسليح العصابات الفلسطينية في غزة، التي كشف عنها رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، أمس الخميس، جرت سرًا خلال الأشهر الأخيرة بقيادة جهاز الأمن العام (الشاباك)، بتوجيهات مباشرة وموافقة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "خلال العملية، نُقلت عشرات إلى مئات المسدسات وبنادق الكلاشينكوف من إسرائيل إلى العصابة في رفح الفلسطينية، ليتمكنوا من مناوشة حماس في جنوب قطاع غزة".

في الوقت نفسه، تعترف مصادر أمنية إسرائيلية بأنه لم يكن هناك ما يضمن عدم إطلاق المسلحين أنفسهم النار لاحقًا على جنود جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا، أو على الطرق التي يحتلها على طول مسارات شاحنات المساعدات الإنسانية.

ونقل التقرير عن المصادر الأمنية: "هم متورطون بشكل رئيسي في تهريب المخدرات وتوفير الحماية لزيادة ثرواتهم، بعيدًا عن القضية الوطنية الفلسطينية".

وكان "ليبرمان" صرّح بأن إسرائيل تُزوّد ​​ميليشيات تابعة لتنظيم "داعش" في القطاع بأسلحة خفيفة وبنادق هجومية.

وفي مقابلة إعلامية، صرّح رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" بأن نتنياهو يُشكِّل ميليشيا تتألف من "مجرمين سعوا في السنوات الأخيرة إلى منح أنفسهم غطاءً أيديولوجيًا"، تمامًا كما رعى حماس سابقًا كقوة موازنة للسلطة الفلسطينية، وحذّر قائلًا: "في نهاية المطاف، ستُوجّه هذه الأسلحة ضدنا".

وأضاف، كما نقلت عنه "هاآرتس": يجب أن يكون الجيش الإسرائيلي مُدركًا لهذا الأمر.. لا يمتلك الشاباك مخزونًا من بنادق الكلاشينكوف، ولا حتى بنادق M-16.. أفترض أن هذا نوع من التعاون بين الشاباك والجيش".

مبادرة "الشاباك"

حسب التقرير، ناقشت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، مرارًا، خلال العدوان على غزة مسألة الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في القطاع وخلال العملية البرية ضد حزب الله في جنوب لبنان، ووفقًا لمصادر أمنية، فإن هذه الأسلحة "ضُبطت بالفعل في غزة، وأُعيدت إليها".

بالإضافة إلى ذلك، تحقق السلطات الإسرائيلية حاليًا فيما إذا كانت عمليات التهريب من إسرائيل إلى غزة بواسطة طائرات بدون طيار كبيرة الحجم أصبحت ممكنة في الأشهر الأخيرة، وذلك بفضل العلاقات الوثيقة بين تلك المجموعة من رفح الفلسطينية وعائلاتهم في النقب.

وأشار المسؤولون الأمنيون، الذين عرضوا مزايا هذه الخطوة بالنسبة لدولة الاحتلال إلى أن "هذه المبادرة جاءت من جهاز الأمن العام (الشاباك)، الذي كان على اتصال وثيق وطويل الأمد معهم، كما أوصى الجيش الإسرائيلي بالقيام بذلك كجزء من الخطة العامة لمهاجمة حماس من كل اتجاه ممكن".

وأضافوا: "عمليًا، هاجموا حماس وتحدّوها، ولا يزالون يفعلون ذلك".

كما ذكرت المصادر نفسها أن هذه ليست المرة الأولى التي تُسلّح فيها إسرائيل عناصر معادية، بموافقة مباشرة من نتنياهو، سلّمت إسرائيل آلاف البنادق خلال العقد الماضي لجماعات مسلحة في الجولان السوري، حتى في ذروة الحرب الأهلية، ويرفض بعضها، خاصة تلك التابعة لتنظيم داعش قرب المثلث الحدودي مع الأردن، إعادة تلك البنادق.

مواصفات قتالية

بعد أن لم ينفِ مكتبه، تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العملية، قائلًا إن "هذه الخطوة جاءت بناءً على نصيحة مسؤولي الأمن: "ما العيب في ذلك؟ إنه أمرٌ جيدٌ فحسب. إنه يُنقذ أرواح جنود الجيش الإسرائيلي".

وحسب قوله، فإن تسريب رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان "لم يُفدِ حماس إلا بالخير.. إنه أمرٌ خطيرٌ للغاية".

ونقلت قناة "كان" الإخبارية عن مسؤول أمني شارك بنفسه في العملية إن العصابات التي يتم تسليحها "عصابات مسلحة ذات مواصفات قتالية داخل غزة تتلقى تعليمات من المستويات العليا".

وأضاف أن "القوة تقود، وتحل، وتغلق، وتتلقى تعليمات من ضباط الشاباك الذين يرافقون القوات في الميدان".

وحسب قوله: "أرسلنا الكثير، بدءًا بالأسلحة الصغيرة، والكثير من المعدات.. وليس هذا فحسب، بل أعتقد أنه كان هناك أيضًا أموال وما إلى ذلك"”

وقال المسؤول الذي تحدث إلى "كان" عن أسلوب العمل: "إنه يُنفَّذ بطريقة متطورة، ليس تمامًا كـ(أطلق وأنسى)، بل أكثر تركيزًا ودقةً وتكتمًا وتعقيدًا.. ليس مجرد مساعدات عسكرية، بل مساعدات رفيعة المستوى جُلبت -وربما سُحبت- من داخل القطاع.. سواء كانت أسلحة صودرت، ثم أُعيدت بشكل أو بآخر".