كحبات التوت، يتساقط الدعم الغربي، لإسرائيل يومًا بعد يوم، إذ ينفض كبار المسؤولين الغربيين غبار الحرب الوحشية في قطاع غزة، عن أنفسهم، كان أحدثهم المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر، في قائمة طويلة وقوسها مفتوح.
وقال ماثيو ميلر، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس السابق جو بايدن، في مقابلة نُشرت، الاثنين الماضي، بأن القوات الإسرائيلية ارتكبت جرائم حرب في الحرب ضد حماس في غزة.
وأوضح ميلر، الذي شغل منصب المتحدث الرسمي خلال العامين الأخيرين من إدارة بايدن، أنه من المؤكد أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب"، قائلاً: "هناك طريقتان للتفكير في ارتكاب جرائم حرب، الأولى هي ما إذا كانت الدولة قد انتهجت سياسة ارتكاب جرائم حرب عمدًا، أو ما إذا كانت تتصرف بتهور بطريقة تساعد على ارتكابها وتحرّض عليها".
جرائم حرب في غزة
وعن سؤاله هل ترتكب إسرائيل جرائم حرب؟ قال: "أعتقد أن هذا سؤال مفتوح فيما يتعلق بغزة، وأعتقد أن ما يُشكِّل بالتأكيد مسألةً غير مطروحة هو وقوع حوادث فردية تُعَدُّ جرائم حرب، إذ ارتكب جنود إسرائيليون، من أفراد الجيش الإسرائيلي، جرائم حرب".
بدورها أنكرت إسرائيل مثل هذه الاتهامات، زاعمة أنها تتخذ خطوات لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين أثناء محاربة ما وصفته بالجماعات الإرهابية التي تعمل بين المدنيين.
ورفض المجتمع الدولي مثل هذه الاتهامات قائلاً: "إن العدد المرتفع للضحايا المدنيين المُبلَّغ عنه والقيود الإسرائيلية على دخول الغذاء إلى غزة يُلقيان بظلال من الشك على التزامها بحماية الأبرياء".
خلافات مع إدارة بايدن
أقرّ ميلر بوجود خلافات داخل إدارة بايدن حول سياسة حرب غزة، بما في ذلك حول ما إذا كان ينبغي حجب الأسلحة عن إسرائيل، ومع ذلك، جادل بأن القيام بذلك ربما كان سيدفع حماس إلى الامتناع عن الموافقة على وقف إطلاق النار.
وقال ميلر: "كان واضحًا لنا في تلك الفترة أن هناك وقتًا كان فيه نقاشنا العام حول حجب الأسلحة عن إسرائيل، بالإضافة إلى الاحتجاجات في الجامعات في الولايات المتحدة وتحرك بعض الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطين، وكل هذه الأمور مجتمعة دفعت قيادة حماس إلى استنتاج أنها ليست بحاجة إلى الموافقة على وقف إطلاق النار، بل تحتاج فقط إلى الصمود لفترة أطول قليلاً، ويمكنها الحصول على ما تريد دائمًا".
قال ميلر إن: إدارة بايدن حجبت شحنات قنابل وزنها 2000 رطل عن إسرائيل في ربيع عام 2024 لأننا لم نعتقد أنهم سيستخدمونها بطريقة مناسبة في غزة"، لكن إدارة ترامب تراجعت عن هذه السياسة.
حصار توزيع المساعدات
ويواصل جيش الاحتلال جرائمه في قطاع غزة المحاصر، بعد أن أفادت مصادر فلسطينية بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا النار مجددًا على عدد كبير من الأشخاص قرب مركز توزيع في قطاع غزة، أمس الثلاثاء، واستشهد ما لا يقل عن 27 فلسطينيًا وجُرح نحو 90 آخرين قرب مدينة رفح.
في أعقاب ورود أنباء عن وفيات متعددة في مركز توزيع مساعدات بقطاع غزة، أغلق جيش الاحتلال جميع المراكز اليوم الأربعاء، بدعوة أعمال التجديد والتنظيم وتحسين الكفاءة، وفقًا لما ذكره متحدث باسم الجيش، نقلاً عن مركز العمليات الجوية، ويُرجّح أن يُشير ذلك بالأساس إلى تشديد الإجراءات الأمنية خارج محيط مواقع مركز العمليات الجوية.
حذّر المتحدث بجيش الاحتلال سكان غزة من دخول المناطق المؤدية إلى مراكز التوزيع، قائلاً إن الطرق هناك تُعتبر مناطق قتال. وأضاف: "يُمنع منعًا باتًا دخول مناطق مراكز التوزيع!". ومن المقرر إعادة فتح هذه المرافق يوم الخميس، وفقًا للبيان.