الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارول سماحة تتحدى الألم بالوقوف على خشبة المسرح في "كلو مسموح"

  • مشاركة :
post-title
الفنانة اللبنانية كارول سماحة

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

مخرج "كلو مسموح": النجمة اللبنانية استخدمت المسرح كمساحة للشفاء وقوتها الداخلية انعكست على العمل

العرض يحمل جرأة ويعكس واقعًا نعيشه.. ووضعت لمساتي لتناسب مجتمعنا العربي

في عودة طال انتظارها إلى خشبة المسرح، تطل النجمة اللبنانية كارول سماحة على جمهورها من جديد من خلال العرض الغنائي "كلو مسموح"، بعد غياب دام 17 عامًا عن المسرح الغنائي الاستعراضي، لا تمثل هذه العودة حدثًا فنيًا فحسب، بل رسالة صادقة مفعمة بالإصرار والحب والحياة، إذ قررت كارول أن تفي بوصية زوجها الراحل المنتج وليد مصطفى لتكمل المسيرة التي بدأها معها، رغم ألم الفقد الكبير.

المسرحية التي تعد النسخة العربية من العمل العالمي الشهير "Anything Goes"، تتميز بإنتاج ضخم يضم أكثر من 70 فنانًا وفنانة، إضافة إلى أوركسترا حية بقيادة إليو كلاسي، ويشارك في البطولة إلى جانب كارول سماحة كل من روي الخوري، وفؤاد يمين، وجوي كرم، ونور حلو، وشربل سمور، ونزيه يوسف، وهي من كتابة وإخراج روي الخوري.

المخرج روي الخوري رفقة كارول سماحة

روح المرح والسخرية

يؤكد المخرج والمؤلف اللبناني روي الخوري لموقع "القاهرة الإخبارية "، أن ما جذبه إلى تقديم نسخة عربية من العمل العالمي بعنوان "كلو مسموح"، هي روح المرح والسخرية في النص الأصلي "Anything Goes”، إذ يقول: "ما حمّسني لهذه التجربة هو روح المرح والسخرية في النص الأصلي، إلى جانب الموسيقى الساخرة التي لا تزال تنبض بالحياة، إذ شعرت أن هذه المسرحية تملك كل مقومات النجاح في منطقتنا لو قُدّمت بطريقة ذكية رغم مرور عقود على كتابتها".

ويضيف: "عنوان المسرحية يحمل جرأة النص الأصلية ويعكس واقعًا نعيشه، وكان التحدي بالنسبة لي في هذا العمل هو الحفاظ على النغمة الكوميدية والسخرية الاجتماعية دون أن نفقد النكهة الثقافية، لذا عملت على إعادة صياغة بعض الجمل والمواقف لتكون قريبة من الجمهور العربي دون الإخلال بجوهر النص أو شخصياته".

وتابع: "اعتمدنا على البروفات المكثفة وحرصنا على الانسجام والتنسيق الدقيق بين كل الأقسام، حتى تكون الانتقالات بين المشاهد سلسة والموسيقي والرقص في خدمة الدراما وليس العكس، كما أن الكوميديا في النص بُنيت على الإيقاع وهو ما تطلب من الممثلين دقة كبيرة، وكما ذكرت سابقًا لقد وضعت لمساتي في هذا العمل من تعديلات طفيفة على بعض الشخصيات واللهجات والإشارات الثقافية لتصبح أقرب إلى الجمهور المحلي، وحتى تمس القصة أو المسار الأساسي للأحداث واقعنا الاجتماعي والسياسي".

طاقة استثنائية

يشيد اللبناني روي الخوري بعودة الفنانة كارول سماحة إلى المسرح بعد غياب لسنوات طويلة، ويقول حول ذلك:"شكّلت عودتها إلى المسرح لحظة مميزة، فهي ليس فقط نجمة من الطراز الرفيع، تملك حسًا مسرحيًا نادرًا بالنسبة للجمهور بل للفريق بأكمله، فهي شخصية ملتزمة وشغوفة وروحها الاحترافية أضافت طاقة استثنائية على العمل، وقوتها الداخلية انعكست على الشخصية التي ستقدمها ومنحتها بُعدًا إنسانيًا وعاطفيًا".

ويضيف: "رغم الألم الكبير الذي مرت بها بعد وفاة زوجها المنتج وليد مصطفي، فإنها أظهرت احترافية نادرة والتزامًا لا يوصف، فكان هذا الاحتراف في أدائها تجربة مؤثرة للجمهور ولكل من شارك معها في المسرحية، فهي إنسانة قوية بكل معنى الكلمة".

مساحة للشفاء

يؤكد روي الخوري أن تأجيل العرض كان قرارًا ضروريًا، لكنه لم يؤثر بالسلب على روح الفريق، مضيفًا: "لجأت كارول سماحة إلى المسرح كمساحة للشفاء وكأن الفن أداة للتعبير عن حزنها ومواصلة الحياة، وحصلت على دعم كبير من جمهورها وأصدقائها في الوسط الفني ما أعطى الفريق بأكمله دفعة معنوية كبيرة".

المخرج روي الخوري رفقة كارول سماحة

التحديات

يؤكد مخرج "كلو مسموح"، أن العمل يضم أكثر من 150 شخصًا بين ممثلين وتقنيين ومصممين ومهندسين، وحول التحديات التي واجهته في ذلك يقول:" اخترنا المحترفين بعناية ودقة وكان التنسيق تحديًا لوجستيًا وفنيًا، لكن الفريق عمل بروح واحدة وكل عنصر كان يعرف دوره بدقة، وأيضًا من الصعوبات التي واجهتني في هذا العمل كان ارتباطه بالوضع العام في البلد، خصوصًا من حيث التمويل والاستقرار الأمني، لكننا عدنا بطاقة أكبر لأننا نؤمن أن المسرح مقاومة".

ويضيف: "لدينا نية لتوسيع العروض إلى بلدان عربية أخرى، وبالفعل تلقينا طلبات من جهات عربية ونحن ندرس حاليًا إمكانية نقل العرض إلى دول مثل مصر، الإمارات، والمسرحية قابلة للتوسع لأنها عالمية في مضمونها ومحلية في روحها".

وتابع: "هذه التجربة بالنسبة لي بمثابة تتويج لمرحلة وبداية جديدة أطمح فيها إلى نقل المسرح الغنائي العربي إلى مستوي أعلى، وأعتقد أن المسرح اللبناني بحاجة لجرأة أكبر في الطرح وللخروج من النمطية لكن الأهم برأيي أن يعود المسرح، فنحن نحتاج لتقديم أعمال تشبهنا وتضحكنا من قلب الوجع وتفرحنا دون تصنع، وما يحتاجه المسرح اللبناني اليوم هو أن يستعيد صدقه وعندها سيستعيد جمهوره".