الحب في الأغنية ليس شعورًا عابرًا بل حياة تنبض بالكلمة
أحضّر لألبوم جديد.. وأحلم بفيلم غنائي يجمع الموسيقى والتمثيل
تعود الفنانة السورية فايا يونان إلى جمهورها بأغنية جديدة تحمل عنوان "بحق الهوى"، بعد فترة من الغياب، لتُثبت مجددًا قدرتها على تقديم حالة فنية متكاملة تمزج بين الكلمة العميقة واللحن الصادق والأداء الآسر. الأغنية، التي جاءت كولادة فنية من لحظة صدق ومفاجأة غير متوقعة، تمثّل تجربة شعورية نابضة، تحتفي بالحب بوصفه طاقة حياة لا مجرد شعور، وتدعو بكل صدق إلى التعبير عنه كحقيقة إنسانية كبرى.
وفي لقاء خاص مع موقع "القاهرة الإخبارية"، تحدثت فايا عن كواليس الأغنية الجديدة، وأسباب حماستها لها، وتفاصيل تعاونها الطويل مع الشاعر مهدي منصور، بالإضافة إلى تجربتها في التلحين، والرسائل العاطفية والفلسفية التي تحملها كلمات الأغنية، كما كشفت عن مشاريعها الفنية القادمة، من ألبوم جديد تستعد له، إلى حلمها بتقديم فيلم غنائي يمزج بين عشقها للموسيقى وشغفها بالتمثيل.
لحظة صدق
تكشف فايا يونان أن ما دفعها لتقديم أغنية "بحق الهوى" بعد فترة من الغياب، هو شعورها العميق بتكامل العمل من حيث الفكرة والكلمة والإحساس، فتقول: "أغنية (بحق الهوى) من الأعمال التي لمست قلبي بعمق، فهي ليست مجرد أغنية عاطفية، بل حالة شعورية كاملة تلامس جرحًا إنسانيًا مشتركًا؛ كتب كلماتها الشاعر مهدي منصور، الذي يجمعني به تعاون طويل مبني على الإحساس العميق بالكلمة. حين كنت منشغلة بمسلسل (تاج)، اجتمع مهدي مع مدير الفنون حسام عبد الخالق وصاغا فكرة الأغنية دون أن يخبراني. وفجأة قالا لي: اسمعي هذه الأغنية. ما إن استمعت إليها حتى شعرت أن هذه الكلمات كُتبت لي، لي أنا فقط. قلت فورًا: لا أريد أن يلحنها أحد سواي… سأقوم أنا بتلحينها. وهكذا وُلدت من لحظة صدق، ومن مفاجأة جميلة، ومن حب كبير للكلمة".
وعن تعاونها مع الشاعر اللبناني مهدي منصور، تصفه فايا بأنه من أبرز الشعراء المعاصرين، ليس فقط بفضل مهارته في صياغة الكلمة، بل لروحه الحاضرة وشغفه الصادق بالشعر، وتقول: "مهدي بالنسبة لي ليس مجرد شاعر، بل هو صديق قريب للغاية، ويجمعنا مشوار طويل من العمل المشترك؛ من (أحب يديك)، إلى (يا قاتلي)، إلى (في الطريق إليك)، وحتى (حب الأقوياء). كل عمل جمعنا كان تجربة خاصة، وكأننا نشكل فريقًا واحدًا لا مجرد فنانة وشاعر".
وتتابع: "دائمًا ما نلتقي ونجلس لساعات، نراجع الكلمات، نعدل، نضيف، نبدل، ونقيم ورشة عمل حقيقية كي تولد الأغنية متكاملة، صادقة، ناضجة. وأجمل ما في هذه الرحلة هو شعور الخَلق، أن تلمس بأنك لا تؤدي فقط، بل تُبدع، وتشارك في ولادة عمل من لحظة الفكرة حتى صيغته الأخيرة. هذا الجانب هو الأقرب إلى قلبي".
قصيدة تحمل لحنها
عن تلحينها لأغنية "بحق الهوى"، توضح فايا أن التلحين كان سهلًا وسلسًا بفضل تكامل القصيدة، فتقول: "حين تكون القصيدة متكاملة في أفكارها، ومترابطة في مضمونها، ومتوازنة في شكلها وإيقاعها وقوافيها، يصبح التلحين أكثر سلاسة، أشعر حينها وكأن في القصيدة لحنًا داخليًا خفيًا، يرشدني ويقودني، وهذا تمامًا ما شعرت به مع (بحق الهوى)".
وتضيف: "لحّنت هذه الأغنية في فصل الصيف، وكان كل يوم يحمل لي لحنًا جديدًا لمقطع جديد. وكنت أعيش مع الأغنية كأنها كائن حي، أفكارها كانت أقوى من أن تُحتوى، وكأنها شخص لا تحمله الأرض، يريد أن يقفز، أن يصرخ، أن يقول لمن أمامه: (تكلّم وعبّر.. الحب هو الحقيقة الكبرى)".
تجربة موسيقية مختلفة
تصف فايا الأغنية بأنها تجربة فريدة وغير تقليدية، وتقول: "شعرت أن الأغنية تحمل قلبات وإيقاعات غير تقليدية، وقد دمجت فيها آلات جديدة أضفت لها طابعًا مختلفًا. هذا المزج بين الفصحى والجاز كان تحديًا ممتعًا بالنسبة لي، ورأيت فيه فرصة لإضفاء شيء جديد على الأغنية من حيث الإحساس والأداء".
وتتابع: "حتى في الفيديو كليب، رغبت في تقديم تجربة مختلفة، وهذه كانت المرة الأولى لي بالتعاون مع المخرج اللبناني إيلي فهد، الذي أعتبره مبدعًا بكل معنى الكلمة. لغته السينمائية في الكليبات فريدة من نوعها، وقد منحني فرصة أن أعبّر عن نفسي من خلال رؤيته الفنية المميزة. اختار أن نصوّر في الطبيعة، وجاءت فكرة (نشر الملابس) كرمز لنشر الحب بشكل عفوي وصادق، وكأنني في تلك اللحظة نشرت كل مشاعري وعواطفي مع كل قطعة معلّقة".
تجربة شخصية
تشير فايا إلى أن الأغنية لامستها على المستوى الشخصي، قائلة: "حين قرأت القصيدة لأول مرة، شعرت أنني أعيشها بكل تفاصيلها. فكرتها كانت رحلة من الأحاديث والمشاعر، وتحمل فلسفة عميقة عن الحب. حين تقول الكلمات: (هو الصمت ما يجعل الحب وهمًا… هو الحب ما يجعل المرء حيًا)، أدركت أن الحب ليس مجرد شعور عابر، بل هو حقيقة ينبغي التعبير عنها والاحتفال بها. هو السر الذي يجعلنا نعيش ويشعرنا بوجودنا الحقيقي، هو الذي يُبقينا على قيد الحياة".
وتضيف: "الأغنية بالنسبة لي كانت تلك الرحلة التي عاشها الشخص، وهو يحاول إنقاذ أو إحياء شخص آخر عبر الحب، محاولًا أن يعبّر عن مشاعر قد تكون ضاعت أو تاهت. الحب في الأغنية ليس فقط إحساسًا، بل هو فعل، هو حياة، وفكرة الأغنية جاءت كأنها دعوة صادقة للشجاعة في التعبير عن الحب بكل تفاصيله، حتى يصبح جزءًا من وجودنا اليومي".
وتتابع: "أعتقد أن كل واحد منا مرّ بتجربة حب غير مُعلن أو إعجاب خفي. هذه الحالة التي يعيش فيها الشخص مشاعر قوية لكنه يظل صامتًا، لا يعبّر عنها، وأحيانًا يشك في نفسه إن كانت هذه المشاعر حقيقية أم مجرد وهم. أنا شخصيًا مررت بشيء مشابه، لكنني لا أعتقد أن هذه المرحلة تستمر طويلًا".
الغناء بالفصحى
وحول غنائها بالفصحى، تؤكد فايا أن التفاعل الجماهيري كان قويًا، وتقول: "التفاعل مع الأغنية كان رائعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. شعرت أنني لمست مشاعر الناس، لأن الأغنية لم تكن مجرد كلمات وألحان، بل كانت رسالة تتعلق بشيء عميق داخل كل إنسان".
وتضيف: "عندما أطرح أغنية بالفصحى، ألاحظ تفاعلًا كبيرًا من الجمهور؛ لأن الفصحى هي لهجتنا المشتركة في الوطن العربي، وهي لغة عبور الحدود، وهذا يشجعني للغاية، لأنني أرى أن الأغنية تصل لأكبر عدد من الناس في الوطن العربي وتلامس قلوبهم. كما أن الأغنية، بكل ما فيها من موسيقى وتوزيع ولحن، نالت إعجاب الجمهور، وهذا أكبر مكافأة لي".
مشروعات وأحلام قيد التحقق
تكشف فايا يونان أنها تعمل حاليًا على تحضير ألبوم جديد للعام المقبل، وتقول: "أستعد لإصدار ألبوم جديد للعام القادم، وسأبدأ قريبًا في العمل على أفكاره. لدي شغف دائم بالابتكار وتجديد نفسي في كل عمل أقدمه، وهذا الألبوم سيكون جزءًا من هذا التجديد".
وتتابع: "أما بالنسبة لطموحاتي المستقبلية، فهي لا تنتهي أبدًا. دائمًا ما أطمح إلى التقدم والتطور، وأتمنى أن ألتقي بكل الأحباء في الوطن العربي، وأن أعود إلى مصر التي كانت دائمًا مصدر إلهامي".
وعن مشروعاتها التمثيلية تقول: "أتمنى أيضًا أن أجد فرصًا أكبر في مجال التمثيل، خاصة إذا كان الدور مهمًا ويضيف لي من الناحية الفنية. وإذا جاءتني فرصة في فيلم غنائي، سيكون ذلك حلمًا رائعًا، لأنني أحب المزج بين الموسيقى والتمثيل في أعمال تلامس قلوب الناس".