زعم تقرير لوكالة رويترز عن الاستفادة الكبيرة التي حققتها كوريا الشمالية من الحرب الدائرة في أوكرانيا مع جارتها روسيا، وحصلت على مليارات الدولارات منذ بدء الصراع، نتيجة تدفّق آلاف الشحنات المحمّلة بالأسلحة والذخائر إلى الموانئ الروسية.
وكسرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الثلاث سنوات في فبراير الماضي، وأصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي المهمّة، التي كانت في الماضي أوكرانية، وفي المقابل، يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، مع نقص في المعدات والجنود التي تحتاجها الخطوط الأمامية.
ومنذ بداية الحرب، سعت روسيا إلى إقامة تحالفات قوية، كما كانت تفعل كوريا الشمالية، واللتان أصبحتا شريكتين رئيسيتين وحليفتين، إلى الدرجة التي جعلت بيونج يانج تشارك في الجهود الروسية على الأرض. وبحسب منظمة كيدا، تم إرسال 11 ألف جندي كوري إلى ساحة المعركة، منهم 4 آلاف لقوا حتفهم بالفعل.
استراتيجية الشحنات لتحقيق المليارات
ولم تكتفِ كوريا الشمالية بتقديم الجنود إلى روسيا، ووفقًا لـرويترز، يُعدّ الأكثر أهميةً في استراتيجية روسيا هو تدفّق الأسلحة إلى الجبهة الشرقية لأوكرانيا. وعلى مدى ما يقرب من عشرين شهرًا، لم تتوقّف ملايين القذائف الكورية الشمالية من التدفّق عبر شحنات ضخمة بحرًا إلى الموانئ، ثم تُنقل عبر القطار إلى خطوط المواجهة الأمامية.
ووجد التحقيق أن تدفّق الأسلحة، إلى جانب القوى العاملة الكورية الشمالية، أعطى روسيا ميزة حاسمة في ساحة المعركة، وكشف مدى اعتمادها على قذائف كوريا الشمالية، مما ساعدها على مواصلة حرب استنزاف عجزت أوكرانيا عن مواكبتها.
وكشف تحليل الشحنات البحرية والبرية، وصور الأقمار الصناعية، ومقاطع الفيديو التي تم التحقق منها على وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى ثلاثة مصادر حكومية وعسكرية أوكرانية رفيعة المستوى، أن كوريا الشمالية أرسلت ما يقرب من 15,800 حاوية إلى روسيا بين أغسطس 2023 ومارس 2025.
مساعدات ومكاسب متبادلة
وتبيّن أن الغالبية العظمى من القذائف التي أطلقتها بعض الوحدات الروسية خلال العام الماضي كانت من كوريا الشمالية، والتي حققت، بحسب معهد كوريا لتحليل الدفاع، وهو مركز أبحاث كوري جنوبي، ما يقرب من 20 مليار دولار من الحاويات التي أرسلتها منذ بدء الحرب، وتُقدّر بـ 5 ملايين ذخيرة فردية.
ويرى الخبراء أن دعم كوريا الشمالية يسمح لروسيا بمواصلة الحرب، كما يسمح في المقابل لبيونج يانج بالحصول من روسيا على مساعدات عينية وتقنية، بما في ذلك أسلحة متطورة، تُسهم في تعزيز قدرات كوريا العسكرية وتحقيق أهدافها الاستراتيجية، المتمثلة في البقاء دولة نووية.
يأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه المفاوضات لمحاولة وقف الحرب برعاية أمريكية، ولكن ضغوط ترامب المستمرة وضعت أوكرانيا في موقف صعب، كان آخرها التهديد بالانسحاب من المفاوضات، والتي إن حدثت فإن كييف ستعاني من الانهيار العسكري، وربما خسارة الحرب هذا الخريف.