الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

محادثات السلام مع روسيا.. أوكرانيا أمام "رسائل متناقضة" من أمريكا

  • مشاركة :
post-title
البيت الأبيض- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

وصف تحليل لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، محادثات السلام بشأن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بأنها غير صريحة ومتناقضة، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض يقف وراء هذا التناقض.

تناول تحليل الشبكة الأمريكية، تصريح وزير الدفاع الأمريكي بيتر هيجسيث أن أوكرانيا لا تستطيع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" أو استعادة حدودها قبل عام 2014.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، مثل هذا التصريح إما أنه أذاع عن غير قصد بندًا رئيسيًا من اتفاق السلام السري بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين أو أعطى جزءًا رئيسيًا من يد التفاوض الدبلوماسية الأوكرانية لصدمة أوروبا.

وربما كان حلفاء أوكرانيا يدركون جميعًا أنها في الواقع لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي قريبًا، ولن تستعيد حدودها إلى ما كانت عليه عندما كان الشرق وشبه جزيرة القرم في أيديها، لكنهم اعتبروا ذلك بمثابة تنازل تقدمه لروسيا أثناء المفاوضات وليس قبلها.

وكانت أوكرانيا تريد علاقات أكثر دفئًا مع الاتحاد الأوروبي وحلمت ربما بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يومًا ما، ولكن بنفس الطريقة التي ربما حلم بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عندما كان صبيًا صغيرًا بالانضمام إلى فرقة البيتلز، لم يكن أي من هذا ليحدث في أي وقت قريب، بحسب التحليل.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، وراء هذه المواقف بشأن عضوية حلف شمال الأطلسي، تكمن الحقيقة الأكثر قتامة وهي عدم معرفة ما تحدث عنه ترامب وبوتين، فيما وصفه ترامب بأنه أكثر من مكالمة منذ وصوله إلى البيت الأبيض.

ومن ناحية أخرى، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "الولايات المتحدة قد ترسل قوات إلى أوكرانيا في الحالات القصوى وإنها ستضغط اقتصاديًا وعسكريًا".

ووفقًا للشبكة الأمريكية، هذا التصريح على النقيض التام لتعليقات "هيجسيث" في بروكسل بأن أي جندي أمريكي لن يذهب إلى أوكرانيا.

وخلال فترة قصيرة، قُتِل أو جُرِح ما يصل إلى 5 آلاف جندي على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، وفقًا لأسوأ تقديرات ساحة المعركة.

واشتكت رومانيا ومولدوفا من تدخل طائرات روسية بدون طيار في مجالهما الجوي، وقالت أوكرانيا أمس الجمعة إن طائرة روسية بدون طيار أطلقت قذائفها على محطة تشيرنوبيل النووية.

ومن الواضح الآن أن ترامب أمضى وقتًا أطول في التحدث إلى بوتين مقارنة بزيلينسكي، حتى إنه اقترح أن فترة زيلينسكي في منصبه قد تنتهي قريبًا، لأنه يحتاج في النهاية إلى إجراء انتخابات، وأرقام استطلاعات الرأي الخاصة به "ليست رائعة بشكل خاص".

من الصعب التقليل من تأثير الرئيس الأمريكي الذي يشير إلى أن قائدًا في زمن الحرب يفتقر إلى تفويض حالي وقد يحتاج قريبًا إلى التنحي، بحسب التحليل.

وربما يكون هذا جزءًا من الخطة الخاصة وهو بالتأكيد ما يريده بوتين، والذي قد يكون كارثيًا على معنويات أوكرانيا، إذ يتعين على الجنود أن يوافقوا على الاستمرار في المخاطرة بحياتهم من أجل رئيس يعتبره داعمه المالي الرئيسي غير مؤهل.

واختتم التحليل: "رغم كل ذلك، فإن عالم ترامب هو العالم الذي يمكن فيه تعديل التصريحات المرتجلة، وتقلب حكومته التي تتمتع بالجاذبية التلفزيونية نماذج الأمن العالمي كل ساعة، دون عواقب كبيرة".