الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارول عبود: شخصية آسيا في مسلسل "بالدم" ضحية رغم شرّها

  • مشاركة :
post-title
الممثلة اللبنانية كارول عبود في مسلسل "بالدم"

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

المعطف الكبير والشعر المستعار.. انعكاس لشخصية "آسيا"

واجب الفن فتح المجال للنقاش داخل المجتمعات حول القضايا الحساسة

الدراما اللبنانية تسير على الطريق الصحيح والمنصات منحتنا نافذة جديدة

تختار الممثلة اللبنانية كارول عبود أدوارها بعناية، وتسير بين المسرح والسينما والتلفزيون، بخطى ثابتة نحو التجدد والاختلاف، متسلحة بقراءاتها المتعددة، وثقافتها اللافتة وقدرتها على الغوص في أعماق الشخصيات، وفي الموسم الرمضاني الماضي، فاجأت جمهورها من جديد، من خلال شخصية "آسيا" في مسلسل "بالدم"، حيث قدمت أداءً دراميًا صادقًا، واستطاعت أن تترك أثرًا عميقًا في موسم درامي مزدحم.

يتناول العمل قضايا مختلفة تهم المجتمعات العربية، لذا تحمست كارول عبود للمشاركة به في الموسم الرمضاني الماضي، حسبما تؤكد في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية".

وقالت "كارول" في هذا الصدد: "أحببت التواجد في السباق الرمضاني من خلال مسلسل لبناني، بالإضافة إلى أن المسلسل من كتابة نادين جابر، وإخراج فيليب أسمر، وقد سبق لي التعاون معهما في أكثر من عمل حققنا فيه نجاحات كبيرة معًا".

وتضيف: "عندما قرأت ملخص المسلسل ودراسة الشخصيات، ثم الحلقات، وجدت في شخصية (آسيا) التي جسدتها ضمن أحداث المسلسل، شخصية غير اعتيادية ولم يسبق لي أن قدمتها من قبل. فهي شخصية معقدة للغاية، وتعيش صراعًا بين ما تشعر به أو تفكر فيه، وبين ما تفعله أو تُجبر على فعله. ومن واجب الممثل أن يتفهم الشخصية بتعقيداتها، وألا يُطلق عليها الأحكام؛ باختصار، أن يحبّها كما هي".

وعن تعلقها بشخصية آسيا، تقول الفنانة اللبنانية: "دافعت عنها حتى في لحظات شرّها، التي كانت مُرغمة عليها. كانت دائمًا تحضر في ذهني وأنا أؤدي الشخصية (آسيا الطفلة)، التي لم تعرف حنان الأب أو الأم، والتي شكَّلتها شخصية (نظيرة) كما أرادت لها أن تكون".

الممثلة اللبنانية كارول عبود في مسلسل "بالدم"
ضحية المجتمع

تشير كارول عبود إلى أن شخصية آسيا، التي جسدتها ضمن أحداث العمل، تُعد ضحية، فتقول: "آسيا شخصية مظلمة وليست متوهّجة، وهذا انعكس على مظهرها، وملابسها، وشعرها المستعار، فهي شخصية مستترة، متنكّرة في وسط بيئة لا تعرف عنها شيئًا.. ترتدي معطفًا كبيرًا لا تُبدله ولا يُظهر معالم شكلها، وتمشي متوارية رغم مكانتها وقوتها الظاهرية".

وتضيف: "آسيا من ضحايا هذا العالم المليء بالظلم والوحشية، وهي أداة استُخدمت للشرّ، ولم تختر حياتها بإرادتها. وربما هذا هو التحدي الأكبر لأي ممثل، أن يُخفي ضوءه في شخصية كهذه".

أصعب المشاهد

وعن أصعب المشاهد التي واجهتها، تقول: "مشاهد آسيا وهي تُولِّد النساء وتُعطي الأطفال للبيع هي من أصعب المشاهد، فمن الناحية النفسية، الموضوع مرهق للغاية حتى وإن كان تمثيلًا. فكرة أن تأخذ طفلًا من أمه، وأنت تعرفين أنها لن تراه مجددًا، مؤلمة للغاية وجريمة بحق الإنسانية. ومن الناحية التقنية، كان التعامل مع أطفال حديثي الولادة مسؤولية كبيرة.. وجود أهالي هؤلاء الأطفال خلال التصوير ساعد كثيرًا، ورغم الأجواء المريحة التي وفرها فريق الإنتاج من تدفئة وعناية، كنت لا أنام في الليالي السابقة لتصوير تلك المشاهد".

شخصية "آسيا"
كواليس العمل

تؤكد كارول عبود أن أجواء مسلسل "بالدم" طغت عليها مشاعر الحب والطاقة الإيجابية، فتقول: "كواليس العمل الفني غالبًا ما تنعكس على جودته، وهذا ما تعلّمته من خلال دراستي للتمثيل، ومن خبرتي في المسرح والسينما والدراما التلفزيونية. في كواليس (بالدم)، كان هدف الجميع هو نجاح العمل ككل، وليس نجاح كل ممثل في دوره فقط، وانعكس هذا الجو الإيجابي والمليء بالحب على أداء جميع الممثلين.. كنا نذهب إلى التصوير بلهفة، وكانت ساعات العمل الطويلة لا تُرهقنا، لأننا كنا كعائلة واحدة، لا مكان فيها للغيرة المهنية أو المشكلات".

وتابعت: "الممثل يحتاج إلى مخرج يثق به ويسلمه نفسه، ليرسما معًا ملامح الشخصية وأدائها، وهذا ليس تعاوني الأول مع المخرج فيليب أسمر، فقد كان العنصر الأساسي في نجاح شخصية (سارية) التي قدمتها في مسلسل (للموت) على مدى 3 أجزاء، وكذلك شخصية (نادية) في مسلسل (عرَّابة بيروت). أنا أثق برؤيته الإخراجية، وتصوّره للشخصيات، فهو يرسمها بدقة، من الشكل الخارجي إلى أدق تفاصيل الأداء".

كواليس مسلسل "بالدم"
قضايا حساسة

وحول تناول المسلسل لقضايا حساسة مثل بيع الأطفال والتبني غير الشرعي، تقول: "من واجب الفن أن يفتح المجال للنقاش داخل المجتمعات، ويركز الضوء على المشكلات، وهذا ما حدث مع مسلسل (بالدم)، الذي طرح عدة قضايا، وليس فقط قضية بيع الأطفال.. من واجب المؤسسات الرسمية والهيئات المعنية أن تلتفت إلى هذه القضايا، وتسنّ قوانين تساعدنا على بناء مجتمع أفضل".

وتضيف: "على سبيل المثال، حدث العام الماضي مع مسلسل (على أمل) تعاون بين جمعيات مختصة وهيئة التشريع في البرلمان اللبناني، لوضع قانون يجرّم العنف ضد المرأة، وهو الموضوع الذي كان يعالجه المسلسل".

تطور الدراما اللبنانية

وترى كارول عبود أن الدراما اللبنانية تسير على الطريق الصحيح نحو التعافي والانتشار العربي، وأصبحت تنال ثقة المنصات. وحول ذلك تقول: "لبنان لا ينقصه كتّاب أو ممثلون أو تقنيون، بل ما نحتاجه هو إيمان أكبر من شركات الإنتاج بأن لدينا كل ما يلزم لنصنع دراما لبنانية قادرة على المنافسة والتصدّر".

وتختم: "لديّ معايير خاصة لاختيار أدواري، لم ولن تتغير، بدءًا من الشركة المنتجة التي أعمل معها، ثم المخرج والنص، وصولًا إلى الدور نفسه، ومدى احتوائه على بنية درامية وخط بياني متكامل للشخصية، لا يمكنني قبول أدوار لا يؤثر وجودها أو غيابها على سير الأحداث".