ـ لست ضد اقتباس الأعمال الفنية ولم أشاهد النسخة التركية
ـ أتمنى تقديم موضوعات تخص المرأة العربية.. وأستعد لطرح أغنية تشبه شباب لبنان
بخطوات متأنية استطاعت الفنانة الشابة اللبنانية ستيفاني عطالله، أن تفرض موهبتها في عالم التمثيل وتصنع لنفسها مكانة مميزة بين أبناء جيلها، فرغم صغر سنها إلا إنها نجحت أن تُمثل وطنها لبنان في المحافل العالمية، من خلال مشاركتها في الفيلم القبرصي "إيمان"، الذي شارك في المهرجانات العالمية وحصد العديد من الجوائز.
وبعد هذه التجربة الغنية في السينما، تدخل "ستيفاني" عالم الدراما التلفزيونية، من خلال مسلسل "كريستال"، إذ تتقاسم البطولة المُطلقة مع الفنان السوري محمود نصر، وتكشف لـ"موقع القاهرة الإخبارية" عن تجربتها في "كريستال" وتفاصيل شخصيتها، بالإضافة إلى رأيها في اقتباس الأعمال الفنية وتجربتها العالمية من خلال فيلم "إيمان"، وطموحاتها الفنية المقبلة، وخطواتها في عالم الموسيقى، وأمور أخرى في هذه السطور:
الصدق والحقيقة
الدخول إلى بيت المشاهد من خلال التلفزيون والرغبة في الاقتراب منهم، كان دافعًا قويًا لـ ستيفاني عطالله، لخوض تجربة جديدة عليها في مسلسل "كريستال"، إذ تقول: "أحببت أن أكون ضيفة على بيوت وقلوب الجمهور، فالمسلسل الذي ينتمي إلى نوعية المسلسلات الطويلة، يتعلّق به الجمهور وبشخصياته بشكل كبير للغاية".
وأضافت: "هناك أسباب أخرى كانت تمثّل دافعًا لي للمشاركة في مسلسل "كريستال"، منها الشخصية التي أجسدها في العمل، فهي مليئة بالتفاصيل وتحتاج إلى تمثيل قوي، وهو ما جعلني أشعر أنها مناسبة لي في خطواتي الجديدة، بجانب أن العمل إنتاج ضخم ومشترك بين لبنان وسوريا، وبالتالي يتابعه أكبر عدد من جمهور الوطن العربي".
تُجسد ستيفاني خلال أحداث المسلسل شخصية فتاة تُدعى "فاي"، تعيش وسط أسرة فقيرة تواجه مواقف حياتية تضطرها إلى التغيير، وحول استعدادها لتقديم هذه الشخصية، تقول: "فاي فتاة طموحة وشغوفة وتتمنى الوصول إلى مكانة عالية، برغم فقرها لكنها على وعي وفهم بأن التعليم مهم في حياتها لذلك تدرس بالجامعة، وتحلم أن تصبح مُصممة أزياء، ففي بداية الأحداث تظهر الفتاة بشكل عفوي وبسيط، ثم بعد ذلك نرى أن شخصيتها تتغير وتتطور بتطور الحياة وتقلباتها".
وأوضحت: "حرصت على إتقان الشخصية بشكل كبير للغاية، إذ قرأت النص عدة مرات، حتى أتمكن من فهم الشخصية، كما أنها تحمل صفات تشبهني، فأضفت لها من عندي، وصفات أخرى مختلفة عني، فحرصت على البحث عن شخصيات تحمل هذه الصفات حتى تكون الشخصية قريبة من الواقع وصادقة مع الجمهور".
لدى ستيفاني، استراتيجية خاصة في تناول الشخصية التي تجسدها خلال أحداث العمل، إذ تحرص دائمًا أن تكون صادقة وقريبة من الواقع، وهو ما يشكّل تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، خاصة في شخصية "فاي"، لأنها مليئة بالتغييرات، إذ تقول: "نقلة الشخصية احتاجت إلى مجهود عظيم بالنسبة لي، ففي بداية الأحداث نرى "فاي" في مكان بسيط ومتواضع، وفجأة تتحول حياتها رأسًا على عقب، وهذا التحول يؤثر في شخصيتها، لذلك وجدت تحديًا في الشخصية، لأنها غنية لدرجة تحمل عدة شخصيات في شخص واحد، فكنت حريصة على إتقانها بشكل صادق، حتى لا يحدث للجمهور تشتت عند متابعة المسلسل وينفر منها".
حرب الورود
اقتبست فكرة مسلسل "كريستال" عن العمل التركي "حرب الورود"، الذي تدور قصته حول فتاة جميلة تنتمي إلى عائلة فقيرة، ويعمل والدها بستاني في أحد القصور، وتقع في غرام شاب غني وسيم، ويعد هذا العمل من أشهر المسلسلات التي ذاع صيتها بشكل كبير، ما دفع صنّاع مسلسل "كريستال" لاقتباس الفكرة وتعريبها.
وعن فكرة اقتباس الأعمال الفنية تقول: "لست ضد فكرة الاقتباس والدليل على ذلك مشاركتي في مسلسل "كريستال "، فالآراء حول هذا الأمر كثيرة، فهناك من يرفض الفكرة ويعتبرها إفلاسًا وآخرون يحبوها ويتابعونها، والدليل على ذلك أن مسلسل "كريستال" حقق متابعة واسعة وأصبح "تريند" على المنصات المحتلفة.
وأضافت: "حرصت على عدم مشاهدة مسلسل "حرب الورود"، حتى لا أتأثر بهم، فنحن العرب أجواؤنا مختلفة عنهم، لذلك لم أشاهد النسخة التركية، كما رفضت مشاهدة شخصية "جوري" في النسخة التركية، المقابلة لشخصية "فاي" في "كريستال"، حتى لا أتأثر بها، فأردت أن أقدم الشخصية بطريقتي الخاصة بعيدًا عن "جوري".
العالمية
كانت ستيفاني، حصدت جائزة عالمية من مهرجان London Greek film festival 2023، عن دورها في الفيلم القبرصي "إيمان"، الذي نال جائزة أفضل قصة خيالية وأفضل إخراج في المهرجان نفسه، إضافة إلى العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية، وحول تجربتها في هذا العمل تقول: "هذه التجربة فخر كبير بالنسبة لي، فأنا من بلد صغير "لبنان"، واستطعت أن أصل إلى العالمية، وهذا الشيء يمثّل فخرًا كبيرًا في حياتي، لأني مُحبة لعملي وشغوفة به، وحصدت ثمار جهدي من خلال هذا العمل".
بكاء إيمان
تروي ستيفاني كواليس الفيلم القبرصي "إيمان"، وتجربتها الخاصة فيه، قائلة: "التصوير تم في قبرص لمدة شهر متواصل، وكان طاقم العمل يونانيًا بالكامل، ما عدا أنا وزميلتي ريتا حايك، وكانت الكواليس مريحة وممتعة، ويغلب عليها الطابع الاحترافي، من خلال الاحترام الكبير للممثل ومجهوده واستفدت من هذه التجربة بشكل كبير في مسيرتي الفنية".
كما أضافت "التجربة أيضًا كانت مليئة بالصعوبات، وظهر ذلك في الدور الذي أقدمه، فالشخصية كانت مُعقدة بشكل كبير، فهي فتاة تبحث عن والدها، والحياة تأخذها إلى أماكن سوداء حتى يصل بها الحال، أن تشارك في عملية إرهابية خطيرة وبالتالي تفاصيل الشخصية والمشاهد كانت صعبة وتحتاج إلى تركيز كبير، فأنا أتذكر بعد الانتهاء من أحد المشاهد أجهشت بالبكاء من فرط تأثري بهذا المشهد الإنساني".
طموحاتها وأحلام
لدى ستيفاني طموحات وأحلام كثيرة، إذ تتطلع أن تقدم أعمالًا سينمائية كثيرة، خلال الفترة المقبلة سواء في السينما العربية أو العالمية، كما تتمنى أن تخطو خطوات جادة في عالم الموسيقى أيضًا، قائلة: "أنا من عائلة موسيقية ولديّ شغف وميول للموسيقى وأحب تقديمها لأنها تفريغ عن النفس".
وأضافت: "كما أسعى لتقديم أعمال تترك رسائل مهمة وتغير في المجتمع، لأن الفن رسالة سامية ولا بد من تقديمها، فأريد خلال الفترة المقبلة أن أتناول موضوعات خاصة بالمرأة العربية، وموضوعات كوميدية من أجل التخفيف عن الناس".
تعيش ستيفاني، حالة من النشاط الفني، ولديها جولة فنية في عالم السينما من خلال فيلم خارج الوطن العربي، ويشارك فيه نجوم من إفريقيا وأمريكا، بالإضافة إلى استعدادها لتقديم أغنية شبابية تنتمي إلى قالب الكوميديا، قالت عنها إنها تشبه الشباب اللبناني.