تمكن الفنان اللبناني باسم مغنية عبر سنوات من بناء مسيرة فنية تميزت بالتنوع والجرأة، لعدم اكتفائه بتجسيد الأدوار التقليدية، مفضلًا الأعمال التي تحمل رسائل عميقة وتستفز مشاعر الجمهور، تاركًا بصمة واضحة في كل ما يقدمه، ليكون بين أبرز الأسماء في الدراما اللبنانية والعربية.
خاض مغنية في الموسم الرمضاني الماضي تجربة درامية لافتة حملت اسم "بالدم"، جسّد خلالها شخصية "وليد"، الزوج الذي يعاني من عدم القدرة على الإنجاب، مما يدفعه للبحث عن وسائل غير شرعية لتحقيق حلم الأبوة. وتتوالى الأحداث في إطار درامي مشوق، إذ واجه "وليد" تحديات وصراعات تؤثر على حياته الزوجية والاجتماعية.
يؤكد باسم مغنية في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية" أن السبب وراء حماسه ليشارك كل من ماغي بو غصن، بديع أبو شقرا في مسلسل "بالدم" يعود لعدة دوافع، إذ يقول: "عندما عُرض عليّ تجسيد شخصية "وليد"، ضمن أحداث المسلسل، أحببتها للغاية، لاسيما أنها شخصية مختلفة عمّا قدمته من قبل. فمن يتابع سلسلة أعمالي على مدار سنوات طويلة سيتفهم ما أقصده، فهذا الدور لا يشبه نهائيًا ما قدمته، وبالتالي كان تحديًا كبيرًا تحمست لخوضه".
يضيف: "العمل يمثل إضافة كبيرة للدراما اللبنانية، ويتناول قضايا مختلفة، وتهم المجتمعات العربية، بجانب الممثلين المشتركين في المسلسل، إذ تربطني بينهما علاقة على المستوى الشخصي وهما مميزان على المستوى المهني ولديهما احترافية. فقد تعاونت مع ماغي بو غصن من قبل، وهي شخصية مميزة وروحها الفكاهية تطغى على كواليس العمل، وتحرص على نشر الطاقة الإيجابية. كما أن الممثل بديع أبو شقرا شخص مريح في التعامل، والمشاهد التي تجمعني معه تكون سهلة ومقدمة بشكل مميز لوجود انسجام قوي بيننا".
وتابع: "أيضًا فيليب أسمر مخرج متميز له رؤية خاصة وتجمعني به كيمياء قوية، ويُظهرني بشكل مختلف وجديد في كل مرة أتعاون فيها معه، بالإضافة إلى الكاتبة نادين جابر. فكل هذه التوليفة المتكاملة كانت دافعًا كبيرًا لأكون جزءًا من هذا العمل وفخور بهذه التجربة على كل الأصعدة".
معاناة داخلية
يُشير اللبناني باسم مغنية إلى أن شخصية "وليد" في مسلسل "بالدم"، تطلبت منه تحضيرًا خاصًا، إذ يقول: "يبدو وليد شخصية لطيفة ومحبوبة من الجميع، لكنه في الوقت نفسه بداخله معاناة سواء بعلاقته مع والدته أو زوجته أو حبيبته، فهذه الشخصية تحمل تنوعًا كبيرًا، لذا التحضير لها استلزمت مجهودًا خاصًا، إذ اعتمدت على مخزون بداخلي دائمًا استحضره في الشخصيات التي أقدمها، حيث إنني أخلق الشخصية بكل أبعادها وتفاصيلها وأضيف عليها لمسات خاصة لتظهر بشكل جذاب للجمهور".
ويضيف: "لم أواجه صعوبات في شخصية "وليد"، وكنت سعيدًا للغاية؛ بسبب وجود التلاحم والانسجام بيني والفنانين المشتركين في العمل، لأن هذا ما جعل المشاهد سهلة بالنسبة لي، كما أنني أختلف عن الكثير في المشاهد الصعبة، فمشاهد "الماستر سين" تكون سهلة بالنسبة لي لأنها تتطلب تحضيرًا معينًا وعليّ أن أستعد لها بشكل كافٍ. فالصعوبة بالنسبة لي في المشاهد العادية التي قد تبدو سهلة للجمهور، لكنها تحتاج الكثير لتقديمها بشكل مقنع وصادق وتظهر طبيعية دون تكلف أو مبالغة".
يشير باسم مغنية إلى وجود صفات مشتركة بينه وبين شخصية "وليد"، إذ يقول: "هو شخص فكاهي ومحبوب من الجميع، وأنا في الحقيقة أكون كذلك مع من أحبه، كما أنه شخص عميق للغاية ويحب من قلبه، ولديه وفاء للأشخاص الذين يحبهم ولا يغدر بهم".
تجارة الأطفال
وحول أهمية تسليط الضوء على القضايا المجتمعية، يقول: "العمل تناول قضايا مختلفة منها قضية تجارة الأطفال، وهي خطيرة ومهمة للغاية، فمن خلال هذه التجارة تهدم حياة أطفال عندما يكبرون ويُدمر جيل بأكمله. وبالتالي، تناول القضية في عمل درامي وتسليط الضوء عليها أمر أساسي لبناء مجتمع أفضل وتوعية الناس بكل التفاصيل وعلاقتهم بأولادهم، فهذه قضية عظيمة من وجهة نظري وطرحت بسلاسة في مسلسل "بالدم".
شخصية مُركبة
لدى اللبناني باسم مغنية معايير خاصة في اختيار الأدوار التي يجسدها، إذ يقول: "أحرص دائمًا على أن أكون في المكان المناسب والعمل الذي يضيف لي، لذا في أغلب الأوقات أتغيب عن أعمال كثيرة تعرض عليّ؛ لأنها لا تناسب تاريخي الفني. ومن أكثر الشخصيات التي تستهويني "المركبة"، فأنا أحب خوض شخصية مريض عقلي "مجنون"، فهذه الشخصيات تدفعني لخلق تحدٍ جديد بداخلي واكتشاف مناطق تمثيلية لا أعلمها".
مشاركة مصرية
بعد تألق باسم مغنية في الدراما اللبنانية، يخوض تجربة جديدة من خلال المشاركة في السينما المصرية، وحول ذلك يقول: "أستعد لعمل سينمائي مصري بعنوان "الحارس"، من المقرر البدء في تصوير جزء من مشاهده الأربعاء المقبل في لبنان، وأشارك فيه الفنان المصري هاني سلامة، وعدد من النجوم، وإخراج ياسر سامي، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور ويتفاعل معه، لأنه يناقش قضية مهمة".