الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بديع أبو شقرا: واقعية قصة "بالدم" حمستني للمشاركة به.. والجمهور العربي اشتاق للدراما اللبنانية

  • مشاركة :
post-title
الفنان اللبناني بديع أبو شقرا

القاهرة الإخبارية - ولاء عبد الناصر

شخصية "طارق" لا تشبهني.. ومثلت تحديًا أحببت خوضه 
هواجسنا المشتركة خلقت بيني وماغي بو غصن ثنائية مميزة
لا بد من مناقشة القضايا الحساسة في الدراما.. والعمل في مصر أمنية كل عربي 

رسم الفنان اللبناني بديع أبو شقرا مسيرة فنية غنية بالتحولات والتحدي والجرأة والبحث الدائم عن المعنى، بين خشبة المسرح إلى شاشات الدراما، وشكَّل حضوره علامة فارقة وجعل من الفن مساحة للتعبير، للرفض وللتغيير، حتى برز اسمه كأحد أعمدة الفن اللبناني المعاصر، وفي الموسم الرمضاني المنقضي، خاض تجربة جديدة ومختلفة من خلال مشاركته في مسلسل "بالدم"، الذي يتناول قضايا اجتماعية حساسة مثل التبني غير الشرعي وبيع الأطفال وتأجير الأرحام، مستندًا إلى قصص حقيقية.

وفي حوار خاص لموقع "القاهرة الإخبارية"، تحدث بديع أبو شقرا عن تجربته في مسلسل "بالدم"، والتحديات التي واجهته في شخصية "طارق"، والتعاون المتكرر مع الفنانة اللبنانية ماغي بو غصن، والتطورات التي طرأت على الدراما اللبنانية، وحلم المشاركة في الدراما المصرية، ومشروعاته الفنية المقبلة، وأمور أخرى كثيرة نقرأها في هذه السطور:

الفنان اللبناني بديع أبو شقرا بشخصية "طارق"

ما الذي جذبك لتكون جزءًا من مسلسل "بالدم"؟

هناك عوامل كثيرة حمستني لأكون جزءًا من هذه التجربة، منها أن شخصية "طارق"، التي جسدتها ضمن أحداث العمل مليئة بالتفاصيل والتناقضات وتخلق تحديًا للممثل، بالإضافة إلى أن العمل يتناول قضايا كثيرة مختلفة وواقعية وتهم المجتمع اللبناني والعربي، وأيضًا وجود نخبة مميزة من النجوم في هذا العمل، فكل هذه العوامل ساهمت في موافقتي ورغبتي في المشاركة.

وكيف تصف هذه التجربة؟

تجربة مميزة على كل الأصعدة، فهذا العمل هو واقعي والحوادث التي تناولها حدثت بالفعل في لبنان خلال الحرب، والأجمل من وجهة نظري هي الحياة اليومية للشخصيات بعيدًا عن القضايا التي تناولها، فرغم أن القصة واقعية ومؤثرة، إلا أن الحياة اليومية للشخصيات داخل منازلهم وقصصهم جعلت التجربة ممتعة وأكثر تأثيرًا على المشاهد، وفكرة أن العمل دراما لبنانية خالصة إضافة كبيرة لأن الجمهور اللبناني والعربي اشتاق للدراما اللبنانية الخالصة التي كانت موجودة من قبل وكانت ناجحة بشكل كبير ولكن بسبب وضع البلد والانغلاق والأزمات الاقتصادية وغيرها من الأمور التي مررت بها لبنان، كانت سببًا كبيرًا في عدم وجود دراما لبنانية خالصة رغم توافر كل الإمكانيات البشرية سواءً ممثلين أو مخرجين أو كتاب.

وماذا عن التحضير لشخصية "طارق" وخصوصًا أنها مليئة بالتناقضات؟

شخصية "طارق" لا تشبهني في كثير من الصفات، وكانت مستفزة بالنسبة لي تحديًا في نفس الوقت، وقمت بالتحضير لها من خلال تخيلها والتفكير فيها وكأنها حلم من أحلام اليقظة ورسم تفاصيلها وملامحها وجوانبها الخفية، ثم بعد ذلك بدأت العمل على تحليلاتها النفسية والمنطقية، فهي شخصية مليئة بالتناقضات ولكن في نفس الوقت يخفيها من أجل عائلته، بالإضافة إلى أنني تعاملت مع شخصيات قريبة وتشبه هذه الشخصية، ومن خلال هذه المشاهدات التي جمعتها صبت لا شعورية في شخصية طارق.

هل كانت هذه كل التحديات التي واجهتك في تجسيد الشخصية؟

لا، فهذه الشخصية ليست مبادِرة للغاية، وبالتالي تصرفاتها غير متوقعة، ومن الناحية التمثيلية كان التحدي بالنسبة لي هو الصمت، لأن في رأيي مشاهد الصمت أصعب بكثير من الحديث، وهذا ما ظهر في بعض مشاهده مع "غالية"، التي جسدتها الفنانة اللبنانية ماجي بو غصن، إذ كانت هذه المشاهد مفعمة بالتفكير في مشكلاته مع غالية، ومشكلات غالية نفسها سواء في حياتها أو عملها.

بديع أبو شقرا رفقة ماغي بو غصن

جمعتك ثنائية مميزة مع ماغي بو غصن.. هل ترى أن بينكما كيمياء مشتركة؟

الثنائية الناجحة بيني وبين ماغي بو غصن بسبب وجود عوامل مشتركة بيننا في الفن، فهواجسنا المشتركة حول التغيير والتطور كانت سببًا في هذه الثنائية، بالإضافة إلى الدراسة والخبرة الفنية الطويلة، فظهرت هذه الكيمياء بيننا، ومن وجهة نظري هي عامل مهم في نجاح أي عمل، لذا تعاوننا دائمًا مثمر ويحبه الجمهور ويتفاعل معه، كما ظهرت كيمياء خاصة بيني وباسم مغنية في مسلسل "بالدم"، فهو بمثابة أخ وأكثر من ذلك فنحن بدأنا حياتنا الدراسية سويًا ومسيرتنا الفنية وهذا أيضًا ظهر على الشاشة عندما جسَّد دور الأخ الأصغر لي.

كما أن التعاون مع المخرج فيليب أسمر كان مثمرًا للغاية فهو شخص لديه شغف مخيف تجاه الفن بغض النظر عن تقنياته وطريقة إخراجه، فهذا الشغف ينعكس على كل شيء، وتشعر وقتها بالأمان مع المخرج، أما الكاتبة نادين جابر فهي كاتبة باحثة وتجعل الممثل يشتاق للعمل معها بسبب قصصها وواقعية أعمالها.

وكيف رأيت أهمية الفن في تسليط الضوء على قضية تجارة الأطفال؟

كان من المهم تسليط الضوء على هذه القضية من خلال عمل فني سواء دراميًا أو سينمائيًا، لأنها انتشرت في لبنان بشكل كبير للغاية، لأن الفن قادر على التأثير في الناس بشكل أكبر والوصول لهم بشكل أسرع، ومن وجهة نظري فمثل هذه القضايا لا بد من مناقشتها في الدراما.

الفنان اللبناني بديع أبو شقرا

ما معايير اختيارك للأدوار التي تجسدها؟

لدي معايير ثابتة في اختيار الدور منها أن يجذبني الدور نفسه إليه ويجعلني أتخيله وأحلم به، بالإضافة إلى القصة، فأحب الأعمال التي تخلق جدلًا وخارجة عن المألوف وتدخل في تفاصيل اجتماعية وسياسية ودينية وتناقش بشكل مختلف وجديد على المشاهد، فرغم أهمية الدور لي ولكن قصة العمل هي ما يحركني للمشاركة.

بعد تألقك في الدراما اللبنانية.. هل ستشارك بأعمال فنية في مصر؟

السوق المصرية والدراما المصرية حلم وتمنٍ عند كل مخرج وكاتب وممثل عربي، فلا يمكن إنكار هذا الأمر، فالدراما المصرية من أهم الدراما على المستوي العربي، لذا فهي حلم لي ولكل ممثل عربي.

وماذا عن مشروعاتك الفنية المقبلة؟

أستعد لإعادة مسرحية "فينوس"، مع الفنانة اللبنانية ريتا حايك، ونبدأ عروضها هذا الشهر يوم 17، ولدي فيلم في لوس أنجلوس، سيكون تجربة مختلفة ومميزة للغاية، كما أشارك في فيلم كندي قصير.