تعاطفت مع شخصية "جانيت".. وفقدانها لزوجها من أصعب المشاهد
ما ينقص الدراما اللبنانية هي ثقة المنتج.. ومسلسل "بالدم" نقطة تحول
أعادت الفنانة اللبنانية جوليا قصار حضورها في الدراما الرمضانية من خلال مشاركتها في مسلسل "بالدم"، مؤكدة أن النص الجيد هو ما حفزها على العودة بعد غياب نحو 5 سنوات عن موسم رمضان، لتقدم دورًا حمَّل الكثير من التحديات والمفاجآت.
تؤكد جوليا قصار، لموقع "القاهرة الإخبارية "، أن ما حمسها للعودة للدراما بعد غياب يرجع إلى عوامل كثيرة منها النص، قائلة: "عندما قرأت النص، وقصة المسلسل تحمست للغاية كونه يناقش قضايا اجتماعية مهمة، منها تجارة الأطفال، كما يقدم النساء بصور مختلفة وحقيقية، فخلال العمل نرى نساءً قويات وأخريات مهزومات، بالإضافة إلى أن شخصية (جانيت) التي قدمتها في العمل لها أبعاد نفسية مختلفة وغنية للغاية، فهي المرأة العاشقة، والزوجة المحبة، والأم التي تحتضن عائلتها".
لم يكن من السهل تجسيد الدور في ظل التحولات والمشاعر التي يحملها، وعن ذلك تقول: "هذه الشخصية كانت لها عدة أوجه للمرأة، ومليئة بالمشاعر والأحاسيس، فكانت مُحمِّسَة للغاية، كما أن فريق العمل لبناني خالص وهذا الشيء مميز، إذ ضم العمل ألمع النجوم في الدراما العربية بقيادة المخرج المبدع فيليب أسمر، فكل هذه العوامل دفعتني للمشاركة والعودة للدراما الرمضانية بعد غياب خمس سنوات ".
تحولات كثيرة
حول التحضير لشخصية "جانيت"، أشارت الممثلة اللبنانية إلى أن هذه الشخصية احتاجت منها مجهودًا كبيرًا سواءً على الشكل الخارجي أو الداخلي، إذ تقول: "هذه الشخصية مرّت بتحولات كثيرة ومواقف صعبة، مثل اتهامها بالخيانة والإهانة من زوجها، وأيضًا عندما اكتشفت أن ابنتها التي ربتها 45 عامًا، ليست ابنتها الحقيقية، وفي مرحلة البحث عن ابنها أو ابنتها الحقيقييْن، فكانت تحتاج إلى انفعالات خاصة فأحيانًا تُظهِر أنها قوية وقاسية وأحيانًا ضعيفة وتغلب عليها العاطفة".
وضعت جوليا يدها على مناطق القوة والضعف في الشخصية قائلة: "كل هذه العوامل تطلبت مني معرفة نقاط القوة والضعف لدى جانيت، والغوص في تفاصيل هذه الشخصية المتلونة وفهمها، فكانت مليئة بالتحديات ولكنني سعدت للغاية بهذه التحديات لما فيها من متعة وتبرز إمكانات الممثل".
وعن المشاهد الصعبة بالنسبة لها، قالت :" كانت هناك مشاهد كثيرة صعبة في هذا العمل، فكل مشهد احتاج مني إحساسًا وجهدًا نفسيًا كبيرًا، ولكن أصعب هذه المشاهد، هو مشهد موت زوجها روميو، وأيضًا مشهد اتهامها بالخيانة أمام الجميع من قِبل زوجها، وهناك مشهد آخر عندما تعود إلى منزلها حزينة وترى زوجها في كل زاوية، كل هذه المشاهد احتاجت إحساسًا وانفعالًا خاصًا".
وتابعت: "تعاطفت مع شخصية جانيت في المسلسل لأنها معطاءة ولديها كم من الحب لا يوصف، وعندها صفة التسامح وعاطفتها دائمًا تغلب على قلبها، ورغم كل الظروف التي مرت بها ولكن ظلت طيبة وحنونة إلى أقصى حد، كما أنها في نفس الوقت تظهر قوتها في المواجهة والدفاع عن نفسها".
التعاون الأول
تشييد جوليا قصار بالتعاون مع الفنانة اللبنانية ماجي بو غصن، إذ تقول: "هذا هو التعاون الأول الذي يجمعني بالفنانة ماجي بو غصن ورغم ذلك ظهرت بيننا كيمياء جميلة أثناء مشاهدنا سويا، فهي شخصية جميلة وتعطي إلى أقصي حد، والمشاهد التي جمعتنا سويًا كان بها إحساس عالٍ للغاية وهذا ما لمسه الجمهور بعد عرض المسلسل ".
وعن الكيمياء بينها والممثل اللبناني رفيق علي أحمد، الذي جسد دور زوجها "روميو"، تقول: "هذا ليس أول تعاوني يجمعني به، فقد سبق وتعاونت معه على خشبة المسرح وفي مسلسلات وأفلام، وسعدت بتعاوني من جديد معه في مسلسل (بالدم)، فهو ممثل محترف على المستويين الفني والإنساني، والعمل معه يضيف للممثل".
الدراما اللبنانية
وحول رأيها في الدراما اللبنانية، تقول: "لولا الأزمات والحروب ما كان يتوقف الازدهار والتصاعد سواء بالكم أو الكيف للدراما اللبنانية، ورغم عدم امتلاكنا العوامل التي تساهم في انتعاش الفن، إلا أن عزم الفنان اللبناني لم يتوقف سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون".
وتضيف: "لدينا جميع الإمكانات الإنسانية ولكن ينقصنا ثقة المنتج في تقديم الأعمال، ومن وجهة نظري أن مسلسل (بالدم) الذي قُدِّم بشكل لبناني خالص سيكون بمثابة إعطاء الثقة للمنتجين في الدراما اللبنانية ".
وعن معايير اختيارها للأعمال، تقول: "لدي معايير خاصة في اختيار الأدوار المقدمة لي، منها أن يكون مميزًا ومؤثرًا في مسيرتي الفنية، كما أن النص وقصة العمل تهم المجتمع العربي، ويكون فريق العمل مميزًا سواء التمثيل أو الإخراج حتي يقدم المنتج النهائي بشكل جيد للجمهور، بالإضافة إلى إيماني بالعمل ومّا أقدمه للجمهور".
وتضيف: "هناك مشروعات سينمائية كثيرة لي خلال الفترة المقبلة، كما يعرض لي في الوقت الحالي فيلم (نهاد الشامي)، للمخرج سمير حبشي، وهو فيلم يستعرض رحلة نهاد الشامي مع المرض والإيمان، مسلطًا الضوء على معاناتها مع الشلل النصفي وكيفية تدخل القديس شربل في شفائها، حيث أُجريت لها عملية جراحية روحية في منزلها، تاركًا علامة تظهر في 22 من كل شهر منذ 32 عامًا".